فضل الله : لا توجد خصوصية للزهراء تخرجها عن مستوى المرأة العادي

السيد محمد حسين فضل الله : التاريخ يفيض فيما لا نحتاجه في مسألة زواج الزهراء عليها السلام



عندما نريد أن ندرس سيرة الزهراء عليها السلام فيما كتبه تاريخها فإننا لن نستطيع أن نجد الكثير الكثير إلا بعض اللقطات التي يتحدث فيها التاريخ عن حياتها مع أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى انه لا يحكي لنا الكثير من مفردات في هذه الحياة ثم نلاحظ أن حديث هذا التاريخ عن الزهراء المهاجرة لا يعطينا شئ سو أنه يذكر اسمها مع المهاجرين والمهاجرات الذين جاءوا بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ثم بعد ذلك في زواجها هناك مفردات صغيرة جداً في حياتها كزوجة وفي حياتها كأم حتى نشاطها في داخل المجتمع الإسلامي كان في التاريخ محدوداً برواية أو روايتين ثم نلاحظ أن التاريخ يفيض في ما لا نحتاجه في مسألة زواجها والجوانب الغيبية في زواجها فيما تحتفل به السماء وفيما إحتفلات التي حدثت هناك وما إلى ذلك وهكذا نجد أن التاريخ الصحيح وغير الصحيح أفاض في الحديث عن أحزانها وربما كان بعض هذا الحديث غير دقيق فأنا لا أتصور الزهراء إنسانة لا شغل لها في الليل والنهار إلا البكاء وأنا لا أتصور الزهراء سلام الله عليها وهي المنفتحة على الإسلام وعلى قضاء الله وقدره إنسانةً ينزعج أهل المدينة كما يقرأ قراء التعزية من بكاءها حتى إذا كان الفقيد في مستوى رسول الله صلى الله عليه وآله فإن ذلك لا يلغي معنى الصبر.

تاملات اسلامية حول المراة 8 - السيد محمد حسين فضل الله :


وهذا ما حدّثنا الله عنه في شخصية مريم، وامرأة فرعون، وما حدّثنا التاريخ عنه في شخصية خديجة الكبرى(رض) وفاطمة الزهراء(ع) والسيّدة زينب ابنة علي (ع).
...
وإذا كان بعض الناس يتحدّث عن بعض الخصوصيات غير العاديّة في شخصيات هؤلاء النساء، فإننا لا نجد هناك خصوصية إلاّ الظروف الطبيعية التي كفلت لهن إمكانات النمو الروحي والعقلي والإلتزام العملي بالمستوى الذي تتوازن فيه عناصر الشخصية بشكل طبيعي في مسألة النمو الذاتي. ولا نستطيع إطلاق الحديث المسؤول القائل بوجود عناصر غيبية مميزة تخرجهن عن مستوى المرأة العادي لأن ذلك لا يخضع لأي إثبات قطعي

"
15