حالة حسن البنّا بعد حادثة النقراشي وحل الجماعة و كيف كانت نهايته المشئومة قصاصاً
  • طول المقطع : 00:19:13
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 9 ]
• "صالح حرب" كان رئيساً لجمعيّة الشُبّان المُسلمين، هو الذي فتح أبواب الجمعيّة أمام حسن البنّا باعتبار أنّه لم يبقَ له مقرّ، وكان في حالةٍ سيّئةٍ جدّاً.. كان في حالةٍ مِن الإحباط والحُزن والندم.. فطلب مِن الحكومة السماح لهُ بمغادرة القاهرة إلى أيّ مكان آخر، فلم تُجب الحكومة هذا الطلب.
✤ وقفة عند كتاب [تأملات في تأريخ الأخوان المُسلمين: ج1] لمصطفى العدوي (وهو شخصيّة منهم وفيهم أيضاً).
ممّا جاء فيه في صفحة 87 بعد حلّ جماعة الأخوان، يقول الّلواء صالح حرب رئيس جمعيّة الشُبّان المُسلمين:
(بعد صدور الأمر بحلّ الأخوان وقد زُرته أي حسن البنّا في منزله، وكان المنزل مُراقباً عقِب حلّ الجماعة، فقال لي: لقد سعيتُ بعد الحلّ مُباشرةً للإتصال بالنُقراشي باشا فتعذّر ذلك، بل استحال.. وكتبتُ لهُ عندما أمعنوا في القبض على كبار الرجال في الجماعة أنّني مُستعدٌ أن أتعاون مع الحكومة تعاوناً صادقاً لِتهدئة الحال وإقرار الأمن والسلام، فلم يعبأ بما كتبتُ لهُ، ولجأت إلى بعض الوزراء أستعينُ بهم لديه، ولم يتم شيء، وسعيتُ هنا وهناك حتّى كدتُ أنتعل الدم فلم يُبالي أحدٌ بسعيي ورجائي، ولستُ أدري لماذا يتركونني اليوم طليقاً وقد اعتقلوا جميع أصحابي، ما داموا لا يرغبون إشراكي معهم لِتهدئة الخواطر، بل ولا يرغبون في الاتّصال بي.. لماذا إذاً لا يعتقلونني كما اعتقلوا غيري، والاعتقال خيرٌ لي من الحال التي أصبحتُ فيها بين توجّع النساء، ولوعة الشيوخ، وبُكاء الأطفال وهو هنا يُشير إلى عوائل المُعتقلين ) 
• الجواب على تساؤل حسن البنّا حين قال: (ولستُ أدري لماذا يتركونني اليوم طليقاً وقد اعتقلوا جميع أصحابي) السبب: لأنّهم لا يُريدون أن يُحاكموا حسن البّنا محاكمة وتدخل في الأُطر السياسيّة.. هناك عمليّة قِصاص وأخذ ثأر.. فعائلة القتيل النُقراشي تُريد أن تأخذ ثأرها رأساً برأس.. أمّا لو أدخلوه السِجن فالقضيّة ستتحوّل إلى قضيّة سياسيّة وستأخذ مجالاً آخر.
رغبة عائلة النُقراشي في الأخذ بثأرها، مع رغبة البلاط المَلَكي في الخَلاص مِن هذه الفتنة (الخلاص مِن هذا الرجل الذي سبّب لهم صُداعاً) إلتقتْ هذه الرغبة مع هذه الرغبة.. ونَفّذتْ حينئذٍ الحكومة مِن طرف البلاط عمليّة قتل حسن البنّا في الثاني عشر من شباط.
● ويستمر صالح حرب في حديثه ينقل لنا التفاصيل، فيقول:
(و أخيراً بدتْ مِن الحكومة رغبةٌ في الاتّصال به، وطلبوا إليه أن يُذيع بياناً يدعو فيه إلى الهُدوء والسكينة، حتّى تعود الطمأنينة إلى النفوس، فكتب بيانه وعرضه على المسؤولين قبل أن يُعلنه فطلبوا إليه أن يستنكر بِصراحة الاعتداء على النُقراشي باشا ففعل وله تصريح قوي جدّاً حيث وصف جهاز التنظيم السرّي وأنصاره الذين قتلوا النُقراشي باشا بأوامره، وصفهم بأنّهم ليسوا إخواناً وليسوا مُسلمين، مع أنّه كان يَصِفهم في بياناته أنّهم أصحابُ رسول الله، وكان قد أخذ البيعة العلنيّة والسرّية منهم بالسمع والطاعة له، ولكنّه صنع كُلّ ذلك مِن أجل تحقيق مصالحهِ الشخصيّة.. وهذا هو فقه الواقع .. فقه الواقع هو فقه واقع حسن البنّا بحيث يكون مُنسجماً مع مصالحه التي تتغيّر وتتبدّل بحسب الأوقات)!
● أيضاً يقول صالح حرب وهو ينقل لنا عن حسن البنّا بأنّه يقول:
(إنّي خيّرتُ المسؤولين في واحدة من أربع: إمّا أن يُطلقوا سراح كبار الأخوان لنعمل معاً جادّين مُخلصين حسب توجيه الحكومة حتّى تطمئن ويزول ما في النفوس وتهدأ الخواطر، وإمّا أن يختاروا قرية ألجأ إليها ولو كانت في مكانٍ قفر، وإمّا أن يسمحوا لي بمُغادرة القُطر إلى أيّ بلد عربي أو إسلامي، وإمّا أن يعتقلوني كما اعتقلوا أصحابي ولكنّهم إلى الآن لم يستجيبوا إلى واحدة من هذه الأربع)
كان حسن البنّا مُتوجّساً خِيفةً من القَتل.. هم يُريدون قتلهُ ثأراً للنُقراشي.. فإنّ حسن البنّا هو من خطّط وأمر بقتل النُقراشي، وقد قُتِل في مبنى وزارة الداخليّة.. لأنّ الذي قتل النقراشي ارتدى ثياب ضابط ودخل إلى الوزارة.. فالقضيّة كانت غدر.. وقد زادتْ جرائم حسن البنّا عن حدّها، وصار القتل في كبار المسؤولين، وصار القتل أمام أعين الضبّاط، وفي المكان الذي يحتمي فيه النُقراشي.. وفي الأحكام الشرعيّة: الآمر بالقَتل والمُخطّط للقتل هو قاتل.. والقاتل يُؤخذ منه القصاص.
• أساساً الأخوان المُسلمون في قضيّة مقتل النقراشي رئيس وزراء مصر هُم لم يَعدّوا هذا الأمر أمراً سياسيّاً بحسب تنظيرهم لفِقههم الذي هو فِقهُ الواقع هم اعتبروا أنّ قتل النُقراشي كان واجباً شرعيّاً عينيّاً على جميع المُسلمين لسببين:
• السبب (1): لأنّه تعاون مع إسرائيل، وكان سبباً في خسارة المعركة.
• السبب (2): لأنّه حلّ جماعة الأخوان المُسلمين التي تُمثّل الإسلام.. (فهو في نظرهم أنّه تعاضد مع الكُفّار، وحارب المُسلمين) لذلك قالوا: يجب على كُلّ مُسلم أن يسفك دمه.. أمّا إنكارهم أنّ حسن البنّا ليس له علم بمقتل النُقراشي فلأجل أن يُثبتوا لحسن البنّا الشهادة.. والحال أنّ حسن البنّا قُتِل بسبب جريمتهِ، قُتِل رأساً برأس ثأراً للمقتول.. فلا تُوجد شهادة ولاهم يحزنون.
● مِن جُملة الأُمور التي كان حسن البنّا يُلحُّ عليها أنّهُ كان يُريد أن يزور المُعتقلين، وكان هناك شخص اسمهُ محمّد الناغي مِن أقرباء رئيس الوزراء، فطلب منه أن يلتقي به في مقرّ جمعيّة الشُبّان المُسلمين التي يرأسها صالح حرب، فجاء حسن البنّا وصِهره عبد الكريم منصور إلى مقرّ الجمعية، وذلك كان في الساعة الخامسة عصراً يوم السبت 12 فبراير 1949 الموافق 14 ربيع الثاني 1368ه.. وكان عيد ميلاد الملك فاروق يوم الحادي عشر، وهو يوم عيد في البلاط.. فالحادثة كانت بمثابة عيد ميلاد الملك فاروق
....

المجموع :2698

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق