دارَ ابنِ مسعود ورواية (إِذَا هُدِمَ حَائِطُ مَسْجِدِ الكُوفَةِ)
وصف للمقطع

إذاً علينا أن نُشخِّص دارَ ابنِ مسعود.

ابنُ مسعود هو الصحابيُّ المعروف؛ عبد الله بنُ مسعود والَّذي نَصَّبهُ عُمرُ بن الخطاب أيَّام خِلافتهِ نَصَّبهُ قاضياً في الكوفة وصاحبَ بيتِ المال، وبقي ابنُ مسعود أيَّام عُمر في الكوفةِ قاضياً ومُشرفاً على بيتِ المال إلى أيَّامِ خِلافةِ عُثمان بقي ردحاً من الزَّمنِ في بدايةِ خِلافةِ عُثمان بنِ عفَّان وبعد ذلك رجعَ إلى المدينةِ، حكايةٌ لها تفصيلٌ لسنا بصدد الحديثِ عن تأريخِ تلك الأيَّام، فقد بقي لِمُدَّةٍ ليست قصيرةً عبد الله بنُ مسعود في الكوفةِ وبنى لهُ داراً فيها، فكانت دارهُ معروفةٌ فهو القاضي وهو صاحبُ بيت المال، هو وزيرُ الماليّةِ وهو القاضي في الوقتِ نفسهِ..

في زماننا إذا أردنا أن نستدلَّ على بيتِ عبد الله بنِ مسعود كيف نستدلُّ عليه؟!

- إمَّا أن نستدلَّ عليهِ بآثارٍ بَقِيت من بيتهِ، ولا توجدُ آثارٌ من بيتِ عبد الله بن مسعود.

- وإمَّا أن نمتلكَ خرائطَ قد تكونُ قديمةً قد تكونُ حديثةً لكنَّها رُسِمت وأُسِّست بشكلٍ صحيحٍ وشُخِّص فيها بيتُ عبد الله بنِ مسعود، شُخِّصَ مكانهُ وفقاً لمعطياتٍ صحيحةٍ. وفي الحقيقةِ نحنُ لا نملكُ خرائطَ، لا نملكُ خرائطَ قديمةً ولا نملكُ خرائطَ حديثةً تُشخِّصُ مكانَ بيت ابنِ مسعود، على الأقلِّ بحسبِ اطّلاعي.

- وكذلك لا توجدُ في كُتب التأريخِ مُعطياتٌ تُشخِّص لنا موضع دارِ ابن مسعود، هذا ما أعرفهُ من خلالِ اطّلاعي على كُتب التأريخ الَّتي أرَّخت للكوفةِ وأرَّخت لتلكَ الأيَّام فإنَّني ما وجدتُ في كُتبِ التأريخِ وصفاً أو تشخيصاً لـموضعِ ومحلِّ دارِ ابنِ مسعود.

الاحتمال الرابع: أنَّ الأمر يتناقلهُ أهل الكوفة على ألسنتهم عبر الأجيال.

كُلُّ هذهِ الوسائل كُلُّ هذهِ الأسباب ليست متوفّرةً بأيدينا!! لكنَّني يُمكنني من خلالِ بعض القرائن أن أُشَخِّصَ مكانَ دارِ عبد الله بنِ مسعود، من خلالِ التنقيبِ في مُجمل القرائنِ الَّتي ذُكرت ما بينَ رواياتنا وأحاديثنا وما جاءَ مذكوراً في كُتب المؤرّخين، يُمكنني أن أُشَخِّصَ دارَ عبد الله بن مسعود وأينَ تقعُ في الكوفةِ، وأينَ تقعُ بملاحظةِ مسجد الكوفة.

مسجدُ الكوفة لَمَّا بنيَ ومُصِّرت مدينةُ الكوفة أوَّلُ حاكمٍ فيها نُصِّبَ مِن قِبلِ الخليفةِ عُمر هو سعدٌ بن أبي وقّاص، المسجدُ في حائطهِ القِبْلِي فُتِحت بابٌ كبيرة، البابُ الرئيس لمسجد الكوفةِ آنذاك كانَ في الحائط القِبلي، يتحدَّثونَ عن بابٍ آخر عند المحراب أنا لا أريدُ أن أتحدَّث عن عِمارة مسجد الكوفةِ الآن، أريدُ أن أُشخِّص موضع دارِ عبد الله بنِ مسعود، البابُ الرئيسُ كانَ في الحائط القِبْلِي بالضبط في مُواجهةِ بابِ الثعبان، باب الثعبان في الحائطِ الشمالي الَّذي هو يواجهُ الحائط الجنوبي الَّذي هو الحائطُ القِبْلِي، كانَ هناك بابٌ وهذا البابُ هوَ البابُ الَّذي كانَ يدخلُ منهُ أميرُ المؤمنين حينما يأتي من دارهِ، فدارُ أمير المؤمنين كانت قريبةً من هذا الباب، وآثارُها موجودةٌ إلى يومنا آثارُ الدارِ، الدَّارُ موجودةٌ، دارُ الأميرِ معروفةٌ في الكوفة، فهي قريبةٌ من الحائط القِبْلِي لمسجد الكوفة.
....

المجموع :2679

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق