رواية للإمام الهادي عليه السلام في خان الصعاليك : هذا لنا عتيد...
بصائر الدرجات

رواية للإمام الهادي عليه السلام في خان الصعاليك : هذا لنا عتيد...

وصف للمقطع

مقطع من برنامج دليل المسافر ح2 http://www.alqamar.tv http://www.almawaddah.be • ● وقفة عند روايةٍ مُهمّةٍ التدبّرُ في مضمونها يُقرّبُ الفكرةَ التي أتحدّثُ عنها.. الروايةُ في [الكافي الشريف: ج1] الحديث (2) في باب مولد الإمام أبي الحسن عليّ بن مُحمّد الهادي “صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه”: • (بسنده عن صالح بن سعيد، قال: دخلتُ على أبي الحسن “الإمام الهادي صلواتُ الله عليه” فقلتُ له: جُعلتُ فداك، في كلِّ الأُمور أرادوا إطفاءَ نُورك والتقصير بكَ حتّى أنزلوكَ هذا الخان الأشنع خان الصعاليك. • فقال الإمام “عليه السلام”: ها هُنا أنتَ يابنَ سعيد؟ ثُمَّ أومأ بيده، وقال: انظر.. فنظرتُ، فإذا أنا بروضاتٍ آنِقات – حدائق غنّاء جميلة – وروضاتٍ باسرات ، فيهنَّ خيرَاتٌ عَطِرات ، وولدانٌ كأنَّهُم الّلؤلؤُ المكنون، وأطيارٌ وظباء وأنهارٌ تفور ..! فحارَ بصري، وحَسَرتْ عيني – أي أصبحتُ لا أتمكّن من الإحاطة برؤيةِ ما أراه – فقال الإمام “عليه السلام”: حيثُ كنّا فهذا لنا عتيد – يعني حاضرٌ لنا ومُنذ زمنٍ بعيد – لسنا في خان الصعاليك). • الروايةُ بحاجةٍ إلى شرحٍ وبيانٍ وتفصيل، ولا أُريدُ أن أقيسَ هذا المضمون قياساً كاملاً تامّاً على المعنى الذي أشرتُ إليه من أنّنا على مَقربةٍ مِن الجنان، مِن أنّنا على مَقربةٍ مِن النيران. • الروايةُ هُنا تتحدّثُ عن شأنٍ مِن شُؤون مُحمّدٍ وآل محمّد، وشُؤونهم خاصّةٌ بهم.. إلّا أنّني أردتُ أن أُلفِتَ أنظارهُم إلى أنَّ وراء ما نرى هناك الكثير والكثير مِمّا لا تتلمَّسهُ حواسنا. • حتّى في العُلوم المُختبريّة المُعاصرة.. وصلوا إلى هذهِ النتيجة: مِن أنَّ العالم ليسَ كما نرآه.. ما نرآهُ صُورةٌ، ولكن وراء هذهِ الصُورة ما وراءها.. ولا أُريدُ أن أتشعّبَ في هذهِ الناحية، ولكنّني أقول: • أنّنا في هذا العالم نتحسّسُ شيئاً يجعلنا نستطيعُ أن نُواصِل حياتنا وعيشنا على هذا التُراب.. • لو اخترقت أبصارَنا حُجُباً تحيطُ بنا لَما استطعنا أن نواصلَ هذهِ الحياة، ولَما جرتْ أُمور عالمنا الأرضي بأسبابها.. هكذا تنتظمُ الحياةُ على وجه البسيطةِ بحُدودِ هذا الإدراك الذي نمتلكه، بحُدودِ هذهِ الحواس.. وإلّا فإنَّ مَفسدةً كبيرة ستحدُث، وسيكونُ هُناك إعراضٌ عند الإنسان عن إعمارِ هذهِ الأرض وعن مُواصلةِ مَسيرةِ الحياةِ عليها، وكُلُّ ذلك جُزءٌ مِن برنامجٍ إلهيٍّ وسيعٍ عظيمٍ نحنُ لا نعرفُ مِن أسرارهِ ومِن ألغازهِ شيئاً.

المجموع :2635

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق