عملية (صناعة الموت) في مَعمل جماعة الأخوان (1) : تضخيم الذات
  • طول المقطع : 00:14:30
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 10 ]
ولذا السؤال يطرح نفسه هنا: كيف تتمُّ عملية "صناعة الموت" في مَعمل أو مصنع جماعة الأخوان المُسلمين..؟! 
والجواب: 
تتمّ عمليّةُ صِناعة الموت عِبْر آلاتٍ مُسيّرة مِن لحم، ودم، وعظم "يعني بشر" يتحوّلون إلى آلاتٍ إجراميّة، بحيث هذهِ الآلات المُسيّرة تُنتجُ موتَ الآخرين، تُنتج الإجرام.. وتتم هذهِ العمليّة عِبر اتّباع البرنامج الذي طبّقهُ والذي ابتدعهُ وأوجده كبيرُ المهندسين فيها وهو حسن البنّا.
● مِن خلال تتبّعي لسيرة حسن البنّا، ومِن خلال تتبّعي للذي جرى على أرض الواقع في تأريخ هذهِ الجماعة، في المقطع الزماني الذي تولّى فيه الأمر حسن البنّا، وكذلك في المقطع الزماني الذي أعاد بناء هذهِ الجماعة: وهو مقطع سيّد قطب.. وهذان المقطعان هُما المقطعان الأهمّ في تأريخ جماعة الأخوان المسلمين.. تتبّعتُ هذا المسار، ولخّصتُ لكم الأمر طريقة "صناعة الموت" في عِدّة نقاط:
◈ الخطوة (1): تضخيم الذات (بالنسبة للأفراد، وبالنسبة للكيان) ضمن مجموعة معيّنة مُبرمجة ببرنامج عُزلة داخليّة تتحوّل تدريجياً إلى عزلة شعورية.
◈ الخطوة (2): وضع أهداف كبيرة تتناسب مع المقام المُدّعى لهم مِن أنّهم أصحاب رسول الله وأنّهم سيسُودون العالم، تتناسب هذه الأهداف وتضخيم الذات لكي تُصدّق المجموعة أو الأفراد بما هُم عليه.
◈ الخطوة (3): إشغالهم ببرنامج يحول فيما بينهم وبين إدراكهم عدم مصداقيّة ما هم عليه.
◈ الخطوة (4): التجهيل.. وهذه العمليّة تتم عن طَريقين: الأوّل عِبر الخطوات السابقة.. والثاني: يُعطيهم الثِقة بأنفسهم بأنّهم قادرون على أن يُدركوا المطالب العلميّة بأنفسهم مِن دون أن يسعوا في الأسباب والسُبُل الطبيعيّة.
✤ توضيح مُجمل لهذه الخطوات:
◈ الخطوة (1): تضخيمُ الذات ضِمنَ مجموعة معيّنة مُبرمجة ببرنامجٍ عُزلة داخليّة تتحوّل تدريجياً إلى عُزلة شُعورية.
والمُراد مِن هذه الخُطوة:
يعني أنّ الطرف المؤثّر وهو حسنُ البنّا ومَن ينوب عنه يضخّون في الأدمغة عِند المُتلقّين الذين يتأثّرون بهم، يضخّون مِن المعلومات ومِن الادّعاءات ومِن الكلام ما يُشعرُ هؤلاء مِن أنّهم في مَجموعة لا تُضاهيها مجموعة، في المجموعة النموذجيّة الأولى، هم بأفضل مكان.. وهذا قطعاً سيؤدّي إلى تجميد عُقولهم؛ لأنّهم لن يبحثوا عن الأفضل. فحينما يتصوّر الإنسان نفسه أنّه في المجموعة الأفضل ويضع في ذهنهِ أنّه لا يُوجد أفضل مِن هذه المجموعة ويُصدّق بأنّه مِن أفضل الناس، فهذه عمليةُ تجميد للعقل.
والمُراد مِن "العُزلة الداخليّة" أنّ هذا الضخّ لِهذا الّلون مِن المعلومات التي تُضخّم الذات، يصنعُ في داخل الإنسان عُزلةً مِن خلال المَفاهيم التي وصلتْ إليه.. فهذه المفاهيم التي وصلتْ إليه تجعلهُ داخليّاً معزولاً عن أهلهِ مثلاً.
• هذا التشكيل الذي شكلّه حسن البنّا في التنظيم الظاهر، صنعَ ما سمّاه بنظام الأُسر، وهذه العناوين التي اختارها لم تكن اعتباطاً.. فعادة الأحزاب يقولون "خليّة حزبيّة" وهو عنوان مأخوذ مِن خليّة النحل.. والمقصود مِنه: مجموعة مِن العاملين ينشطون في إطار معيّن يُسمّى بالخليّة. حسن البنّا لم يستعمل هذا الاستعمال وإنّما إستعمال "نظام الأسر".. أراد أن يستبدل الأسرة الحقيقيّة بالأسرة الحزبية، وهذا أدّى إلى صِناعة عُزلة داخلية.
• فنظام الأسر، وحتّى استعمال مُصطلح (الأخ.. أخونا فلان قال كذا) تنشأ مِن خلال عِبر هذا النظام علاقات داخل هذهِ الجماعة ضِمن البرنامج الذي وضعهُ حسن البنّا، بحيث يكون هؤلاء الأخوان بديلاً عن الأخوان الحقيقيّين (الذين هُم مِن الأب والأم) وهكذا يستمرّ الأمر..!
وحتّى الأستاذ الذي يكون مسؤولاً عنهم سيكون بديلاً عن الأستاذ في المدرسة. (فهناك الأستاذ، هناك الأُسرة، هناك الأخ.. هناك وهناك..) فضلاً عن مسألة الجانب الإقتصادي في هذه الجماعة، وقد تنبّهوا إلى أنّهم لا يجمعون أموالهم في مكانٍ واحد؛ بإعتبار أنّهم مجموعة سريّة، والمجموعة السريّة لابُدّ أن تأخذ الاحتياطات، ولا تجمع بيضها في سلّة واحدة كما يقولون
فكانوا يستثمرون أموالهم في مشاريع صغيرة مُنتشرة، ويُشغّلون أتباعهم في هذه المشاريع، وبالتالي سيكون الفرد الإخواني عندهُ أُسرة بديلاً عن أُسرتهِ الحقيقيّة، وعندهُ أستاذ بديلاً عن أُستاذه في المدرسة، وعنده أخوان بديلاً عن أُخوته وأصدقائه، وعنده محل عمل. فما يدخل إليه مِن جهة ماديّة أو معنوية هو مِن بوّابة حسن البنّا.. كُلّ هذا يُؤدّي إلى عُزلة داخليّة، بحيث أنّ الإنسان حتّى لو ذهب وجلس في وسط أُسرتهِ يشعرُ بالعُزلة.. وإنّما يشعرُ بالارتياح عندما يعود إلى أجواء أُسرتهِ الإخوانيّة.. حين يلتقي وحِين يُسامِرُ إخوته في جماعة الأخوان.. وهكذا..
وهذه العُزلة الداخليّة تتحوّل تدريجيّاً إلى عُزلة شُعوريّة. العزلة الداخليّة تكون حبيسة في داخل الإنسان، ولكنّها إذا استحكمتْ ستُسيطِرُ على شُعوره، تُهيمن على شُعوره.. فيعيش هذه العُزلة الشُعوريّة في كُلّ جنبات حياته.

المجموع :2687

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق