أهداف الماسونيّة و أهداف الأخوان
  • طول المقطع : 00:09:16
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 14 ]
✤ وقفة عند كتاب [الإخوان المُسلمون أحداثٌ صنعتْ التأريخ رؤية من الداخل: ج1] وهو كتاب يتألّف مِن 3 أجزاء للمؤلّف محمود عبد الحليم، وهو من أعضاء الهيئة التأسيسيّة (مِن رموزهم وقياداتهم) 
هذا الكتاب تُقدّمه جماعة الأخوان المُسلمين تأريخاً رسمياً لها.. ولِذا كتب المُقدّمة لِهذا الكتاب المُرشد العام للأخوان المُسلمين: مُصطفى مشهور.
● تحت عنوان الماسونيّة، جاء فيه وهو يتحدّث عن أهداف الماسونيّة، يقول:
(فأهدافُها المُعلنة هي: أنّهم يُريدون إيجاد أُخوّة عالميّة تذوب في غِمارها فوارق العقيدة والقوميّة والوطنيّة، وهذا الهدف يبدو للرجل الخالي الذهن القليل التجارب هدفاً إنسانيًا رائعًا تهفو إليه النفوس وتتهافت عليه القلوب.. إنها إخوة إنسانية رفيعة. ولكن هاك حقيقة هذا الهدف:
إنّ خطورةَ هذا الهدف إنّما تكمنُ في نصفه الأخير الذي يقول: تذوب في غمارها فوارقُ العقيدة والقوميّة والوطنيّة
فالإسلامُ إنّما جاء وهدفهُ هو إيجادُ أخوّة عالمية {يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا} ولكن إذابةُ العقيدة والقوميّة والوطنيّة هي بمثابة الديناميت لهذا الهدف كمن يبني صرحًا شامخًا ويضعُ في أساسه ديناميتًا يكفي لنسفهِ ونسف ما حوله من صروح.. وتوضيحًا لذلك أضرب المثل التالي
إذا كُنت ماسونيًا مُسلمًا فأخوّتك العالميّة هذهِ تقتضيك أن تُفضّل أخاك في الماسونيّة ولو كان غير مُسلم أو كان مُلحدًا على إخوتك في الإسلام.
إذا كُنت ماسونيًا مصريًا فأخوّتك العالميّة هذه تقتضيك أن تفضّل أخاك في الماسونيّة ولو كان غير مِصري علي إخوانك في الوطنيّة..)
● هذا الكلام الذي يذكره مُؤلّف الكتاب محمود عبد الحليم عن الماسونيّة قد يكون صادقاً في هذا الكلام، باعتبار أنّ جماعة الأخوان المُسلمين لم تكن على علاقة مُباشرة بالماسونيّة.. ولكن إذا كُنّا والواقع: فهناك تأثّر واضح بالفكر الماسوني في بُنيّة جماعة الأخوان المُسلمين، والسبب : حسن البنّا.
فكرة (إسلام بلا مذاهب) هذه الفكرة التي بُنيت على قاعدةٍ ما أنزل الله بها مِن سُلطان وإنّما ابتدعها أُستاذ حسن البنّا وهو "رشيد رضا".. ما سُمّيتْ بقاعدة المنار الذهبيّة ومرّ الحديثُ عنها مِن أنّنا نتعاون على ما نتّفقُ عليه، ويعذرُ بعضُنا بعضاً فيما نختلفُ فيه..
هذه القاعدة يُمكن أن تُقبَل في ضوء العلاقات الإجتماعيّة، في ضوء الأعراف العشائريّة، فيما بين زُملاء في العمل.. ولا يُمكن أن تجري في الجانب العقائدي (وقد تحدّثتُ عن هذا الموضوع). وفكرُ حسن البنّا مبنيٌ على هذه القواعد التي تستند إلى فكر ماسوني!