حسن البنّا و جماعة الاخوان المُسلمين، جماعة ناجحة في الإفساد فاشلة في الإصلاح
  • طول المقطع : 00:05:09
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 8 ]
● على طول تأريخ جماعة الأخوان المُسلمين، منذ سنة 1928 لم تنجح لهم تجربة واحدة، فقط التجربة التركية المُعاصرة.. علماً أنّ التجربة التركيّة المُعاصرة ليستْ تجربة إخوانيّة.. ولكن حين بدأت تنحو بالاتّجاه الأخواني بدأ الفشل يتسرّب إليها..! الآن الأخوان في التركيا (على المُستوى الداخلي في تركيا وعلى المُستوى الخارجي) هم ليسوا كالأخوان قبل 10 سنوات.. الإخوان قبل 10 سنوات في تُركيا كانوا بشكلٍ آخر؛ لأنّ المنحى الأخواني لم يكن ظاهراً للعَيان، ولم يتصرّفوا بطريقة إخوانية صِرفة.. تصرّفوا وِفقاً للثقافة العلمانية، وإن كانوا في الزوايا والتكايا والحواشي المُظلمة يتحرّكون تحرّكاً إخوانيّاً. مِن هُنا نجحوا؛ لأنّهم لم يعتمدوا الأسلوب الأخواني.. ولَمّا بدؤا يقتربون شيئاً فشيئاً مِن الأسلوب الأخواني بدأ الفشلُ يتسرّبُ إليهم!
● هذه الجماعة التي أسّسها حسن البنّا، هذه جماعة ناجحةٌ تمام النجاح في الإفساد، وفاشلةٌ تمام الفشل في الإصلاح، والتجارب أمامنا. مصر هي عاصمتهم، هي بلدهم، وأكثر قاعدة جماهيرية لهم في مصر.. ومِصر مشحونة بعدد كبير مِن الكفاءات في هذه الجماعة. الإشكال ليس في كفاءة هؤلاء.. الإشكال في منهج الأخوان.. فهذا الشِعار الذي رفعوه: (الإسلام هو الحل) في الحقيقة الإسلام هو المُشكلة، وانا أتحدّث هنا عن إسلام حسن البنّا، عن إسلام جماعة الأخوان، فذاك الإسلام المُشكلة.
• إسلامُ محمّدٍ وآل مُحمّد لا وُجود لهُ على أرض الواقع.. إسلام السُنّة وإسلام الشيعة فيه رسومٌ، فيه خُطوط بعيدة.. هذا الإسلام الذي بين أيدينا هو صِناعةٌ بشريّة.
الإسلام السُنّي صِناعةٌ بشريّة سُنيّة، والإسلام الشيعي صِناعةٌ بشريّة شِيعية.. لِذا لم تنجح تجربة إسلامية نجاحاً حَقيقيّاً؛ لأنّ الإسلام الحقيقيّ لم يُطبّق.. الإسلام الحقيقي لا وجود له على أرض الواقع!
هناك شيءٌ يسير مِن الإسلام الحقيقي، يُصاحبهُ تحريفٌ كبير وإضافاتٌ لا علاقة لها بالإسلام.. هناكٌ أعرافٌ وتقاليد عِبر القُرون لعبتْ وعبثتْ بالإسلام!
هناك علماء يُعانون مِن جهلٍ مُركّب، ينظرونَ بعينٍ واحدة للأشياء.. هناك مِن أهْل الفِكْر لا يمتلكون مَوسوعيّة في الإسلام.. قد يَمتلكون مَوسوعيّة في شيءٍ آخر، فيُخيّل لهم بما أنّهم يَحملون شهادات في موضوع مِن الموضوعات لا علاقة لهُ بالإسلام، ويطّلعون على شيءٍ مِن الإسلام فيُخيّل إليهم أنّ هذه الشهادات وهذا التخصّص في حقائق الإسلام!