سيد قطب يروي قِصّته مع المرأة الفاتنة التي جاءت إلى غُرفته
  • طول المقطع : 00:08:59
وصف للمقطع

مقطع من برنامج السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة ح 16
✤ قراءة سُطور أُخرى من مقالاته المُعنونة بعنوان: أمريكا التي رأيت.. (والتي تشتمل على قِصّته التي تحدّث فيها عن المرأة الفاتنة التي جاءت إلى غُرفته وهو في السفينة التي سافر فيها إلى الولايات المُتحدّة الأمريكيّة).. ممّا جاء فيها، يقول:
(حتّى كان البابُ يقرع.. وفتحتُ، فإذا أنا بفتاة هيفاء جميلة، فارعةُ الطول، شبْهُ عارية، يبدو مِن مفاتن جسمها كُلُّ ما يُغري، وبدأتني بالإنكليزية: 
هل يسمح لي سيدي بأن أكون عليك ضيفةً هذهِ الّليلة؟ فاعتذرتُ بأنّ الغُرفة مُعدّةٌ لسريرٍ واحد، وكذا السرير لشخصٍ واحد، فقالت: كثيراً ما يتّسع السريرُ الواحد لإثنين، واضطررتُ أمامَ وقاحتها ومُحاولة الدخول عُنوةً لأن أدفعَ الباب في وجهها لتُصبح خارج الغرفة، وسمعْتُ ارتطامها بالأرض الخشبيّة في الممر، فقد كانتْ مخمورة..)
هذا الكلام قد يكون لا حقيقة له.. فهو مجرّد تنفيسٌ عن حالةٍ يشعرُ بها بسبب فشلهِ العاطفي، وبسبب أنّ هذا المرض الذي يُعاني منه وهو "السل" الذي كان شديداً عليه، يحول هذا المرض فيما بينه وبين أن تُفكّر امرأة في أن تُقيم العلاقة معه.. لذلك يبدو أنّه كان مُضطراً أن أقام العلاقة مع امرأة لها علاقة مع العقّاد.
(أنا لا أقول أنّ هذه المعلومات قطعيّة، هذه معلومات احتماليّة، ولكنّي لم أُنشئها مِن عندي.. فأنا أقرأ المعلومات إمّا من كتابات هو كتبها، أو كتبها مُتخصّصون في تأريخ سيّد قُطب)
✤ قراءة سطور من كتاب [سيّد قُطب مِن القرية إلى المِشنقة] تتحدّث عمّا رآه سيّد قُطب في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة.. (وهذه السطور تشتمل على كلام مخفيّ وراءها) ممّا جاء فيها، يقول سيد قُطب:
(والفتاةُ الأمريكية تعرف جيّداً مَوضع فتنتها الجسديّة، تعرفُها في الوجه: في العين الهاتفة، والشِفة الظامئة، وتعرفُها في الجسم: في الصدر الناهد، والردف المليء، وفي الفخذ الّلفاء، والساق الملساء، وهي تُبدي هذا كلّه ولا تُخفيه وتعرفها في الّلباس، في الّلون الزاهي توقظ به الحسّ البدائي، وفي التفصيل الكاشف عن مفاتن الجسد وهو بذاته في الأمريكيّة فتنةٌ حيّة صاعقة في بعض الأحيان ثمّ تضيف إلى كلّ هذا الضحكة المُثيرة، والنظرة الجاهرة، والحركة الجريئة، ولا تغفل عن ذلك كلّه لحظة أو تنساه..) إلى أن يقول:
(والفتى الأمريكي يعرف جيّداً أنّ الصدر العَريض الذي لا يملكهُ هو ، والعضل المَفتول، هُما الشفاءةُ التي لا تُردّ عند كلّ فتاة، وأنّ أحلامها لا تَرفُّ على أحدٍ كما ترف على "رعاة البقر" الـ "cow boys"..)
هذا الكلمات ألا تُحدّث عن شيءٍ وراءها..؟! وما في الجنان يظهر على فلتات الّلسان كما يقول سيّد الأوصياء  
● أيضاً يقول سيّد قُطب في مجلّة الكاتب الجزء الأوّل. يقول: (وتطلعُ عليك الفتاة كأنّها الجنيّة المسحورة أو الحوراء الهاربة. ولكن ما إن تقرب إليك حتّى تحس فيها الغريزة الصارخة وحدها، مُجرّدة مِن كلّ إشعاع، ثمّ تنتهي إلى لحم مُجرد لحم لحم شهي حقّاً، ولكنّه لحم على كل حال..)
كلامه في مثل هذا الاتّجاه كثير جدّاً.. أتحسّس مِن خلال كلماته عن عُقدته الناشئة مِن مرضهِ الذي يُنفّر النساء والفتيات منه، ومن شكله وهندامه القُروي الذي تظهر عليه المِسحة الهندية.. (هذه احتمالات، ولكنّها احتمالات منطقيّة مبنيّة على تعابير وعلى حقائق لم تكن مُفتراة.. فهذه كلماته، وهذا قلمه، وهذه كتاباته)
✤ الخلاصة هي:
أنّ سيّد قُطب سافر إلى الولايات المُتّحدة لأي سبب كان، وعاد لأيّ سبب كان.. ولكن هناك حقيقة وهي: أنّه ذهب فاشلاً يحملُ فشله الأدبي، وفشله العاطفي، وفشله الصحّي، وعاد فاشلاً أيضاً.. عاد بمرض السل وبفشله الأدبي وفشله العاطفي.. وربّما أحاديثهُ عن أحوال الفتيات والفتيان وهذه الأوصاف العاطفية يُنبيكَ عن فَشله العاطفي.. فقد ذهب فاشلاً، وعاد فاشلاً!