علاقة الإنكليز والأمريكان بالاخوان المسلمين
  • طول المقطع : 00:06:09
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 2 ]
http://almawaddah.be/video.php?id_album=85
❂ المنبع (3) الذي أثّر في شخصيّة حسن البنّا: الإنكليز والإمريكان.
هناك كلامٌ كثير على أنّ الإنكليز هم الذين أسّسوا جماعة "الإخوان المُسلمين"، وأنا لا أعتقدُ ذلك.. فجماعة الإخوان المُسلمين أسّسها حسن البنّا ومَن معه (السُكّري وأشخاص آخرون).. ولكن دائماً الأحزاب السياسية (المُعارِضة التي تكون في داخل البلد أو خارج البلاد سُنيّة كانت أو شيعيّة، قَوميّة أو شيوعية) كُلّ هذه الأحزاب تبحثُ عن غطاء لها عند الدول الكبرى لا بعنوان العمالة، وإنّما هي السياسة.. هذه قضيّة موجودة على طول الخط. ولِذا فإنّ هذه الفكرة التي تقول أنّ الإنكليز هم الذين أسّسوا جماعة الإخوان المُسلمين، لا أعتقد بصوابها مِن خلال البحث في التفاصيل.
نعم كانت هناك علاقات على طول الخط بين جماعة الأخوان والإنكليز والأمريكان مُنذ البدايات وإلى يومنا هذا 
✤ السياسةُ ليس فيها أصدقاء، ليس فيها أعداء، وليس فيها أخلاق، وليس فيها مبادىء.. السياسة مُتحرّكة دائماً، ولِذلك عُبّر عنها بـ"فنّ المُمكن" تتحرّك بحسب حركة المصالح، والمصالح ليستْ ثابتة بل مُتغيّرة.. فقد تكون علاقة الأمريكان في مقطع من المقاطع سيّئةً مع الإخوان وقد تكون حسنة في مقطع آخر، وهكذا الإنكليز، وهكذا هي السياسةُ في جميع أنحاء العالم.
✤ وقفة عند كتاب [منشقُّون عن الإخوان] لفوزي عُويس.. وهو عبارة عن مجموعة مقابلات أجراها "فوزي عويس" مع شخصيات مُهمّة انشقّتْ عن جماعة الإخوان المُسلمين.. من جُملة هذه الشخصيات، شخصيّة قياديّة معروفة وهي: أحمد رائف.. وذكر كلاماً مُهمّاً جدّاً، فمن جُملة ما قاله أحمد رائف وهو يتحدّث عن لقاء فيما بينه وبين السفير الأمريكي في القاهرة "ريتشارد دوني" يقول: (دار الحديثُ بيننا، وخُلاصتهُ أنّه قال: بأنّ فترة حُكم الرئيس حُسني مبارك عبارة عن جسرٍ لمجهول لا نعلمهُ، أو لِحُكم المُتطرّفين، أو لِحُكم الإخوان المُسلمين، ونحنُ نخشى المجهول، ولا نوافق على المُتطرّفين، أمّا بالنسبة إلى الأخوان فإنّه يستوي عندنا محمّد حامد أبو النصر المُرشد العام آنذاك، ومحمّد حُسني مبارك ما دامت المصالح الأمريكيّة محفوظة، فسألتهُ : وما المصالح الأمريكيّة؟ فقال: إنّها مُتغيّرة، فعاودتُ سُؤاله: أ هذهِ رسالة؟ فقال: نعم، رسالةٌ إلى الأخوان)
هذا هو منطق السياسة.. وكانت لحسن البنّا صِلات في هذا الاتّجاه.. (فقد عرضتُ في الحلقة السابقة مشهداً درامياً وكان حقيقياً، حين كان حسن البنّا يستلمُ مبلغاً من المال من المسؤول الفرنسي لشركة قناة السويس.. فهذه القصّة حقيقيّة، والحوار الذي دار بينهما حوار حقيقي، وكُل هذه المعلومات مُثبتة في الكُتب والمصادر).
لذا أقول: ما جاء في الكتب التي أرّختْ للإخوان المُسلمين من الذين يُهاجمون الأخوان ويقولون أنّ الإنكليز وراء تأسيس هذا التنظيم، أقول: هذا الكلام ليس صحيحاً.
وبالنتيجة: أيّاً كانت هذهِ العَلاقة وبأيّ مُستوىً مِن المُستويات فيما بين حسن البنّا وبين الإنكليز، خُصوصاً في نفس شخصيّة مُعقدّة ومُركّبة مثل حسن البنّا وهو يحمل طموحاً كبيراً جدّاً في أن يكون حاكماً للعالم وليس حاكماً لمصر فقط.. هذه العلاقة قطعاً ستترك أثراً بشكلٍ أو بآخر.
فحسن البنّا كان يُفكّر أن تكون له الإمامة المُطلقة في جميع الأرض..! وستتّضحُ هذه الفكرة شيئاً فشيئاً حينما نصِل إلى النهايات.