عليٌّ عليه السلام: نَحنُ على الأعراف نَعرفُ أنصارنا بسيماهم ونحنُ الأعراف { وعلى الأعراف رجالٌ }
  • طول المقطع : 00:13:28
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ قـرآنـهـم ] الحلقة ( 15 )
■ قولهِ تعالى: {وبينهما حِجاب بين أصحاب الجنّة وأصحاب النار وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنّة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون} لا نستطيع أن نتصوّر هذا الحجاب. فعالم الجنان عالمٌ فسيح وسيعٌ يختلف بالكامل عن عالم النيران.. مثلما عالم الشهادة يختلف عن عالم الغَيب.
● قولهِ تعالى: {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} . الأعراف لغة: الأماكن المُرتفعة
وقفة عند حديث سيّد الأوصياء مع ابن الكوّاء في [الكافي الشريف: ج1] باب معرفة الإمام والرد إليه.. جاء فيها:
(جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين فقال يا أمير المؤمنين {وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلّاً بسيماهم} فقال "عليه السلام":
نَحنُ على الأعراف نَعرفُ أنصارنا بسيماهم العلامة ونحنُ الأعراف الّذي لا يعرفُ اللّه عزّ وجلّ إلّا بسبيلِ مَعرفتنا، ونحنُ الأعراف يُعرّفنا اللّهُ عزّ وجلّ يوم القيامة على الصراط فلا يدخل الجنّة إلّا مَن عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار إلّا من أنكرنا وأنكرناه.
إنّ اللّه تبارك وتعالى لو شاء لعرّف العباد نفسه ولكن جَعَلنا أبوابهُ وصراطه وسبيله والوجه الّذي يُؤتى منهُ، فمَن عَدَل عَن وِلايتنا أو فضَّل علينا غيرنا فإنّهم عن الصراط لناكبون، فلا سواءٌ مَن اعتصمَ الناسُ به ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربّها لا نفاد لها ولا انقطاع).
● قول الأمير (نَحنُ على الأعراف) فهُنا الأعراف: موضعٌ، محلٌ، مَنزلٌ.. وهذا يتناسب مع سِياق الآية أيضاً.
أتعلمون كم حرّف المُحرّفون في معاني هذه الآيات؟! النواصب فسّروا هذهِ الآية بأغرب التفاسير لأجل إبعادها عن آل محمّد.. وبعض مُفسّريهم قالوا: أنّ الذين على الأعراف هم أبناء الزنا.. برغم أنّ السياق لا يُعين أصلاً على ذلك!
ومنهم من فسّر الأعراف بالملائكة، وحِين أُشكِل عليهم بأنّ الآية قالت: {رجال} قالوا ملائكة بِصورة رجال..!!
● قول الإمام (ونحنُ الأعراف) أساساً هذا المكان والموضع سُمّي بـالأعراف لأنّهم هم الأعراف. الأعراف: أعلى شيء، الأعراف أعلى مَراتب الوجود، هُم الأعراف "صلواتُ الله عليهم"، ولأنّ الأعراف يقفون في هذا المكان سُمّي بإسمهم.
● قول الإمام: (ونحنُ الأعراف يُعرّفنا اللّهُ عزّ وجلّ يوم القيامة على الصراط) هذهِ مرتبة أخرى لهم.. فهم رجالٌ على الأعراف (هذه مرتبة وظهور من ظهوراتهم). وهم (الأعراف الّذي لا يعرفُ اللّه إلّا بسبيلِ معرفتهم) وذلك هو الإسم الأعظم، الإسم النافذ في كلّ الوجود الذي خلقه الله تعالى فاستقرّ في ظلّه فلا يخرجُ منه إلى غيره.
● قول الإمام: (فلا سواءٌ مَن اعتصمَ الناسُ به، ولا سواء حيث ذَهَب الناس إلى عيون كدرة يفرغُ بعضها في بعض مزابل مجاري أوساخ قاذورات وذهبَ مَن ذهب إلينا إلى عُيونٍ صافية تَجري بأمر ربّها لا نفادَ لها ولا انقطاع) انتبهوا لهذه النقطة البالغة الأهميّة. (وذهبَ مَن ذهب إلينا إلى عُيونٍ صافية) هؤلاء هُم الأعراف.. هؤلاء أعرافنا.