كيف يجب أن يكون التقارب بين المُسلمين ؟!
  • طول المقطع : 00:10:11
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 5 ]
السؤال هنا:
هل أنّ التقارب بين المُسلمين مِن مُختلف المذاهب شيءٌ حسن أم شيءٌ سيّئ؟!
لا أعتقد أنّ عاقلاً من المُسلمين يهتمُّ لأمر لحياته ويهتمُّ لحياة أولاده وأحفاده، لا أعتقد أنّ أحداً يُريدُ أن يكون هناك صراع بين المُسلمين مِن مختلف المذاهب، إذا كان هناك تقارب على المُستوى الإجتماعي، على المُستوى المعاشي اليومي، على المُشاركة في السِلْم الإجتماعي، على المُشاركة في بناء المُجتمع الإنساني كرُكّاب السفينةِ الواحدة ويبقى كُلّ واحد بفكرهِ وعقيدتهِ، فلا أعتقدُ أنّ أحداً يرفضُ ذلك.
نحنُ نلتقي في الأبوّة الآدميّة، أمّا عقيدتي فذلك شأني، وعقيدتُك أيّها السُنّي ذلك شأنك.
• ندخلُ في نقاشٍ علميّ، ندخلُ في سِجالٍ إعلاميّ منطقي مبنيّ على الإنصاف (تلك هي حُريّة الإعلام.. وذلك هو الرأيّ والرأيّ الآخر.. إذا كانت الآراء مبنيّة على المنطق وعلى الحُجّة مِن دون المُهاترات ومِن دون الأراجيف والدعايات). نحنُ وجدنا الحريّة للإعلام وللآراء وللأديان في الغَرب الكافر، وما وجدنا أحداً يُطالبنا بوحدة الأديان، وما وجدنا أحداً يُطالبنا بإسلام بلا مَذاهب، الناس كُلّهم يعيشون آمنين مُطمئنّين يَحكُمهم القانون، والقانون يَجبُرهم على أن يحترمَ بعضُهم البعض حتّى وإن كانتْ هذهِ الطبيعة ليست جُزءاً من سِنخيّة أفكارهم ومِزاجهم.. وأنا هنا لا أُريد أن أُمجّد بالغَرب، لكنّني أقول:
إذا كان المُراد مِن التقريب بين المذاهب: التقاربُ الإنساني، التقاربُ الاجتماعي، المُشاركةُ في العَيش السِلْمي، فلا أعتقدُ أنّ إنساناً عاقلاً حتّى لو كان أُميّاً، حتّى لو كان لا يملكُ أيّ خِبرةٍ صحيحةٍ في الحياة فلا أعتقدُ أنّه يرفضُ السلامةَ ويرفضُ الأمن في معاشهِ اليومي لنفسهِ، لأسرته، لأصدقائه، لأقربائهِ.
إذا كان المُراد هو هذا.. فنحنُ نطالب بذلك ليل نهار.. سواء ذكرنا ذلك بألسِنتنا أم كان هاجساً يعيشُ في قلوبنا.
• لكنّهم حين يتحدّثون عن التقريب بين المذاهب يُريدون إزالة الحدود كما تُريد الماسونيّة..! 
المُشكلة هُنا: هُم يخدمون الماسونيّة مِن حيث لا يشعرون حِين يُريدون إزالة الحدود..! وإلّا فزُملاء العمل، وزُملاء الدراسة لا يُمكن أن تستمرّ حياتهم العمليّة بشكلٍ منطقيّ سليم ما لم يكن هناك توافق أدبي وأخلاقي وإنساني فيما بينهم حين تختلف أديانُهم ومذاهِبُهم. إذا كان المراد مِن التقريب والتقارب هو هذا، فلا أعتقد أنّ عاقلاً يرفضُ هذا.. لكن القضيّة ليستْ كذلك.. القضيّةُ تُوظّفُ لأمورٍ سياسيّة بحتة، القضيّةُ تُوظّف لأمورٍ إعلاميّة ودعائية وإنتخابيّة بحتة، القضيّة تُوظّف لأجل صناعة مجموعةٍ جديدة مِن الوظائف ولأجل تحصيلِ المنافع والوجاهات.. والأنكى مِن هذا:
هُناك مَن يتذوّق الفِكْر الماسوني مِن دُون أن يعرف لسُوءٍ في مِزاجه، لسوءٍ في فِطرته، فيريد أن يُزيل الحدود فيما بين الأديان وفيما بين المذاهب..!
● حديثي هنا عن التقريب بين المذاهب، باعتبار أنّنا نتحدّث عن جماعة الإخوان المُسلمين.. وأنا هُنا لا أُناقش الموضوع مِن وجهة نظرٍ سُنيّة، إنّني أناقش المَوضوع مِن وجهة ذَوق الكتاب والعترة (من جهة الذوق الشيعي).