لماذا وكيف أقحم حسن الهُضيبي سيّد قُطب وأدخلَهُ في جماعة الإخوان؟!
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 12 ] 
حسن البنا في آخر أيّامه عاش حالة شديدة مِن الفشل والهوان والمَذلّة والندم حتّى قُتِل قِصاصاً كما مرّ بسبب هذهِ الجريمة مِن جرائمه الكثيرة وهي قتلهِ للنُقراشي.. ولازال منهجهُ الإجرامي مُستمرّاً.. ولكن هناك نقطة لابُدّ مِن الإشارة إليها، وهي:
أنّه بعد مقتل حسن البنا جماعة الأخوان المُسلمين انتهتْ مِن صفحة الواقع.. ولكن بقيت منها بقايا.. بقي شبحٌ لِهذهِ الجماعة.
وحين تسنّم حسن الهُضيبي مقام الإمامة لِهذه الجماعة المشؤومة لم ينجح كثيراً، خُصوصا أنّه حلّ التنظيم السرّي السابق، وأنشأ تنظيماً جديداً، لكنّه كان ضعيفاً.. لِذا أقحمَ سيّد قُطب، مع أنّه لم يكن مُنتمياً في يوم من الأيّام لِجماعة الأُخوان المُسلمين، وكانت هناك اعتراضات على ذلك.. ولكن حسن الهُضيبي عرف بأنّه لن يستطيع أن يُعيد الحياة للمنهج الإجرامي لحسن البنا إلّا بواسطة سيّد قُطب؛ لذلك أدخلَهُ إلى جماعة الأخوان المُسلمين مِن أوسع الأبواب، وأدخله في مكتب الإرشاد، وهذا أمرٌ غريب لقوانين الجماعة، وأيّد حسن الهُضيبي كُلّ أفكاره، وهو الذي ساعد ودفع ووفّر الأسباب لطباعة كُتبهِ، وسلّمه مسؤوليّة الدعوة والتبليغ والإرشاد بالكامل!
● (درس الثلاثاء) رمزٌ مهم بالنسبة للأخوان المُسلمين.. في أيّام حسن البنا كان هذا الدرس يُعتبر عُنواناً يُميّزون على أساسهِ مَن يُوالي الجماعة بقوّة، ومَن موالاته للجماعة ضعيفة بحسب الحضور لِهذا الدرس الذي كان حسن البنا يُلقيه في المقرّ العام لِجماعة الأخوان المُسلمين في البداية كان الحضور في ذلك الدرس مَحدوداً.. وبعد ذلك تَوسّع الحُضور، حتّى أنّ الناس تجلس في الشارع المُجاور لبناية مقرّ الجماعة!
فكان هذا الدرس يُعدّ علامةً وميزاناً لتقييم الأشخاص في مدى حُضورهم وغِيابهم، وفي مدى تفاعلهم واهتمامهم. هذا الدرس بقي عُنواناً مُهمّاً في جماعة الأخوان المُسلمين في أيّام حسن الهُضيبي؛ لأن المدّة التي تفصل بين إمامة حسن البنا لِهذه الجماعة وبين إمامة الهُضيبي لها لم تكن بعيدةً.. ولكن لم يكن حسن الهُضيبي هو الذي يُلقي درس الثلاثاء في فترة إمامتهِ للجماعة، وإنّما أوكل درس الثلاثاء إلى سيّد قُطب!
ولِذا ما يُنقل عن أنّ الهُضيبي لم يكن إجرامياً هذا مِن كذب الأخوان.. فالهُضيبي هو الآخر استمرّ على نفس المنهج الإجرامي.. والذي عمّق هذا المنهج الإجرامي هو سيّد قُطب!
● يُمكنني أن أُوجز مضمون النقطة الثالثة فيما يقولونه هم (أي جماعة الإخوان المُسلمين) فأقول:
حين يتحدّثون (أي جماعة الأخوان) عن حسن البنا وعن سيّد قطب يقولون:
حسن البنا كان البذرة التي أثمرتْ هذه الشجرة (ويعنون بالشجرة: جماعة الأخوان المُسلمين) ويقولون أنّ هذه الشجرة أثمرتْ وأنتجتْ سيّد قُطب.. فحسن البنا هو البذرة، هو الأصل.. وسيّد قُطب هو ثمرةُ هذهِ الشجرة!
• بموت حسن البنا ماتتْ هذه الجماعة، لولا أن جاء سيّد قُطب ونفخ في نار إجرامها مِن جديد، فتسجّرت نارُها، ولازالتْ نارُ إرهابها لاهبةً تُحرقُ أتباعها الذين هم على الأطراف.. وإلّا فالقيادات مُنعّمون وعوائلهم وأبناؤهم، وهذا الذي نُلاحظهُ في المجموعات الإرهابية.. وهذه القضيّة موجودة على طول الخط.. تبقى النُخبةُ مُمتّعةً، والأتباع هُم الذين يحملون أوزار الدُنيا وأوزار الآخرة..!
وأسوأ الناس حظّاً ليس ذاك الذي باع دينهُ بدنياه.. الذي يبيعُ دينهُ بدُنياه هذا سيّئ الحظ، ولكن الأسوأ منهُ هو ذاك الذي باع دينهُ بدنيا غيره..! ولربّما يُهلكُ نفسهُ في سبيل دُنيا غيرهِ مُعتقداً أنّه في مقام العِبادة والطاعة والتقرّب إلى الله..! (هذه هي لُعبة حسن البنا، ولُعبة سيّد قُطب، ولُعبة جماعة الأخوان المُسلمين).