ما هو التقريب الذي تدعو إليه جماعةُ الأخوان المُسلمين ؟
  • طول المقطع : 00:08:43
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 5 ]
لا أعتقد أنّ عاقلاً من المُسلمين يهتمُّ لأمر لحياته ويهتمُّ لحياة أولاده وأحفاده، لا أعتقد أنّ أحداً يُريدُ أن يكون هناك صراع بين المُسلمين مِن مختلف المذاهب، إذا كان هناك تقارب على المُستوى الإجتماعي، على المُستوى المعاشي اليومي، على المُشاركة في السِلْم الإجتماعي، على المُشاركة في بناء المُجتمع الإنساني كرُكّاب السفينةِ الواحدة ويبقى كُلّ واحد بفكرهِ وعقيدتهِ، فلا أعتقدُ أنّ أحداً يرفضُ ذلك
لكن التقريب الذي تدعو إليه جماعةُ الأخوان المُسلمين إنّها لا تدعو للتقريب بهذا المعنى.. إنّها تدعو إلى تقريبٍ يحملُ صفتين:
✦ الصفة الأولى: مُحاولةٌ لإزالةِ ولإسقاط الحُدود فيما بين المذاهب، وتلك طامّة كُبرى، ذلك هدفٌ ماسونيٌ صريح.. قد لا يتضرّر أهل الباطل في هذا، ولكن أهل الحقّ سيتضرّرون في ذلك ضرراً كبيراً. أهل الباطلِ لا يُضيرهم إذا ما تساقطتْ حُدود مذاهبهم، أمّا أهل الحقّ إذا ما تساقطتْ ودِيستْ حُدود دينهم، فإنّ ذلك سيعود عليهم بالوبال في الدنيا والآخرة.
• فالتقريبُ الذي يتحدّثُ عنهُ الأُخوانيّون والقُطبيّون (مِن السُنّة ومِن الشيعة) يُريدون التقريب بهذا المعنى.
✦ الأمر الثاني الذي يُريده الإخوانيّون: هُو أنّهم يُجمّعون الناس تحتَ راية إمامهم ومُرشدهم الإخواني.. فإذا ما كانتْ لهم دولة فرضتْ آراءهم التي يُريدونها، لا يُعطونَ حُريّة.. وهذا واضحٌ في أدبيّاتهم.. وقد قرأتُ عليكم يوم أمس ما جاء في الجزء الرابع من تفسير [في ظلال القرآن] لسيّد قُطب.. قرأتُ عليكم أنّ إمامهم سيّد قُطب يُعبّر ويقول: (أنّ العمل بالفقه والأحكام قبل أن ينتقل المُجتمع الجاهلي..) يعني أنّ هذهِ المُجتمعات مُجتمعات جاهليّة بنظر الإخوان ونظر سيّد قطب وبنظر الإرهابيّين؛ ولِذلك يستبيحون دماءها.. كُلّ المُجتمعات بلا استثناء. هذا هو النظر الحقيقي.. التنظيم السرّي لازال قائماً، التنظيم السرّي مبنيٌ على هذا الأساس:
على جاهليّة هذهِ المُجتمعات، وعلى استباحة دمائها.. وهذا الذي نرآه كُلّ يوم في كُلّ أصقاع الأرض، فهم في الفترة الجاهليّة لا يعبؤون بالأحكام والفتاوى، ويُعطون المجال لكلّ الذين سيكونونَ تحت رايتهم أن يفعلوا ما يفعلوا بحسب مُعتقداتهم ووجهة نظرهم، ولكن إذا ما سنحت الفُرصة لهم ووصلوا إلى حدّ التمكين، فإنّهم يُمارسون الإجرام.. وما جرى على الشيخ حسن شحاته هو مثال على ثمرة هذا التمكين لِمثل هذه الجماعات. 
● شيخ حسن شحاته سُجن، ومَن معه تعرّضوا لِما تعرّضوا لهُ في زمن حُسني مُبارك، ولكن الأمر ما وصل إلى الحدّ الذي وصل إليه في زمن التمكين الإخواني..! وكذّابٌ هذا الذي يقول مِن أنّ الأخوان لا علاقة لهم بالأمر، وأنّ أصحاب البيوت وأصحاب المنطقة وسُكّانها كانوا وراء ذلك.. هؤلاء صحيح هُم نفّذوا، ولكنّ القضّية مِن ورائها الإخوان..!
مثلما الآن يأتونَ ويُفجّرون أنفُسهم فيما بينَ الناس.. فهؤلاء الذين يُفجّرون هُناك زعماء وقادة ومُنظّمات وراءهم.
الذي حرّك الشارع على حسن شِحاته هُم الأخوان حِين بدأ التمكين.. وإلّا لماذا لم يتحرّك الشارع على حسن شِحاته في زمن حُسني مُبارك؟! 
هذا مثال مُختصر..
والقضيّة لا علاقة لها بالشيعة أو بغير الشيعة.. هم يُريدون أن يُطبّقوا برنامجهم بِحسب ما هم يعتقدون.. فهذا البرنامج إذا ما طُبّق بشكلٍ كامل فإنّه سيدوس السُنّي قبل الشيعي، باعتبار أنّ البلاد التي يحكمونها مثل مِصر أو غير مِصر هي بلاد سُنيّة.