ما هي الخطوات العملية لإصلاح المؤسسة الدينية الشيعية ؟
  • طول المقطع : 01:20:53
وصف للمقطع

مقطع من برنامج سؤالك على شاشة القمر ح 28
السؤال : لو أنّ الأمر بيدك.. ما هي خُطّتك في العمل لتغيير المؤسسة الدينية؟
مُلخّص الجواب:
أقول للسائل: لا كان الأمر بيدي فيما مضى، وليس الأمر بيدي الآن، ولن يكون الأمر بيدي مُستقبلاً.. ولِذا لن أُجيب على نفس السؤال، وإنّما سأُجيب بِمقاربة لِما قصده السائل.. فأقول:
سأضع رُؤية لتغيير الواقع الشيعي وأعني هنا الواقع (العقائدي والفِكري) ولا شأن لي بالجانب السياسي.. فحديثي عن الساحة الثقافية الشيعية وكيف نستطيع أن نُخلّصها مِمّا لحِق بها من الفكر الناصبي.. وقطعاً الكلام يبدأ من المؤسسة الدينية، فكلّما كانت المؤسسة الدينية نظيفة كلّما كانت ساحة الثقافة الشيعية وعقول الشيعة نظيفة أيضاً.. وكلّما اتّسختْ هذه المؤسسة بأوساخ الفِكر الناصبي اتّسخت ساحة الثقافة الشيعية واتّسختْ عقول الشيعة بالفكر الناصبي.
✤ هناك أمور أُشير إليها، وأقول:
لو أنّنا أردنا أن نرسم خارطة عمل لتغيير الواقع الثقافي الشيعي ونبدأ من المؤسسة الدينية.. فبادئ ذي بدء هناك أمور ثلاثة لابدّ من إنجازها قبل كلّ شيء وقبل كلّ حركة وكلّ خطوة.. وبعدها ندخل في التفاصيل، وهذه الأمور الثلاثة هي:
■ أولاً: ما يرتبط بالجانب المالي للمؤسسة الدينية.
فمِن دون أموال لن يكون هناك عمل ولن يكون هناك حركة.. فقوّة المؤسسة الدينية هي في جانبها المالي.
ولِذا فالذي يجب أن يُصنع أولاً:
هو إيقاف مسألة الأخماس، ولا أُريد هنا أن أُناقش المسألة من الجانب الشرعي.. ولكن أقول:
في أحسن الأحوال فإنّ الخمس هو من مواطن الشُبهة بحسب التوقيع الصادر من إمام زماننا لإسحاق بن يعقوب.. فإنّنا إذا لم نُسلّم لتوقيع إمام زماننا لإسحاق بن يعقوب والذي أباح فيه إمام زماننا الخُمس للشيعة في زمان الغَيبة.. فإنّ الخمس بحسب هذا التوقيع هو موطن من مواطن الشُبهة.. وعليه أقول:
لماذا يتقاتل المراجع على مواطن الشُبهة.. وعندهم أبواب يُمكن أن تجني منها المؤسسة الدينية أموال أكثر من الخمس؟
أليس المفروض أنّ المؤسسة الدينية تُحيي أمر إمام زمانها؟! فكيف يُحيى أمر إمام زمانها بأموال حكم فيهاالإمام بغير الحُكم الذي حكمتْ به المؤسسة الدينية؟!
لذا لابدّ من إلغاء موضوع الخُمس مُطلقاً مِن المؤسسة الدينية، وأن تُنشئ المؤسسة الدينية مشروعاً اقتصادياً كبيراً يعتمد على الأوقاف الإستثمارية.. كما هو الحال مع المؤسسة الدينية المسيحية (الفاتيكان) فإنّ أموالها الطائلة تعتمد على الوقف الاستثماري..
فهناك مساحة كبيرة من الأوقاف أُهملت وضاعت.. وكثير مِن هذه الأوقاف الناس أخذتها وتحوّلت إلى ملكيّة خاصّة.
ولابدّ لهذا المشروع الاقتصادي الكبير أن يُنشأ على أساس علمي وأن يُديره هؤلاء الكبار من اقتصادييّ العالم.. لا أن يُؤتى بمجموعة من المُعمّمين الأغبياء لإدارة هذه المؤسسة الاقتصادية وهم لا خبرة لهم فيها.
لكن هذا الباب لم تُشجّع المؤسسة الدينية الناس أن يدخلوا مِن خلاله.. لأنّ مثل هذه المؤسسة الاقتصادية لابدّ أن يكون فيها مُحامون ومُحاسبون ويكون لها بنكها الخاص، فتكون عملية السرقة والفساد المالي قليلة جدّاً فقطعاً المراجع والعلماء لا يرغبون بها.. لأنّ أولادهم وأصهارهم حينئذٍ إذا كان لهم مِن راتب أو كان لهم من حقّ فسيكون محدوداً ولذلك هم لا يرغبون بها، فأولاد المراجع وأصهار المراجع يعبثون بالأموال الهائلة والطائلة للمؤسسة الدينية!
■ ثانياً: لابدّ للمؤسسة الدينية الشيعية أن تُشخص موقفها السياسي والإنساني، وبالذات الإنساني مِن الإرهاب بشكل واضح.. بحيث يكون هناك عمل مُركّز على مُستوى الإعلام، على مُستوى المؤتمرات، على مُستوى التواصل مع المنظّمات العالمية في كلّ دول العالم، وحتّى على مستوى التواصل مع الحكومات المُهمّة إن كانت هناك ضرورة لأجل عزل التشيّع عن منظومة الإرهاب السُنّي.
فالعبارة الشائعة في وسط المؤسسة الدينية (أنّ الإرهاب لا دين له) هذه أكذوبة.. فالإرهاب له دين ودينه الإسلام بالقراءة السُنيّة.
هناك إسلام بقراءة عليّ، وهناك إسلام بقراءة السقيفة.. والإسلام بقراءة السقيفة هو دين الإرهاب.. أمّا إسلامُ عليّ فلا إرهاب فيه وأدلّ دليل على ذلك
أنّ علياً حين عرضوا عليه الخلافة في الشورى العُمرية واشترطوا عليه أن يسير بسيرة الشيخين رفض.. مع أنّه كان بإمكانه أن يقبل حتّى يستتب له الأمر ثُمّ يفعل ما يُريد.. ولكنه "عليه السلام" ما أراد أن يفسح المجال أن يتطرّق هذا الفهم لأحد: أنّه راضٍ عن سيرة الشيخين.
● المؤسسة الدينية تعيش حالة من الاستخذاء والانبطاح العقائدي.. فعليها أن تُشخّص هذا الموقف، فهذا الموقف سيعود على الشيعة وعليها وعلى مُستقبل الشيعة وحاضرهم في جميع الاتّجاهات (السياسية، الإنسانية، الاجتماعية، الاقتصادية..) بل حتّى على انتشار التشيّع.. لكن المؤسسة الدينية الشيعية تتعامل باستخذاء أو بغباء.. أو عدم شعور بالمسؤوليّة!
إسلامُ عليّ لا إرهاب فيه.. وإسلام السقيفة هو دين الإرهاب ومذهبه هو المدارس السُنيّة جميعاً.. فعلى المؤسسة الدينية أن تُشخّص هذه القضيّة.
قد يقول قائل:
أنّ هناك مِن السُنّة مَن يرفضون الإرهاب.. وأقول:....