معنى التسبيح و حقيقة آل محمّد عليهم السلام
  • طول المقطع : 00:10:38
وصف للمقطع

مقطع من برنامج الكتاب الناطق ح162
■ نحن في الركوع والسجود نُسبّح.. وقد شرحتُ معنى التسبيح في الحلقات المُتقدّمة وقُلت أنّه اتصال ببحار النور.. فالتسبيح سِباحة
التسبيح اتصالٌ ببحار النور، وهو المعنى الذي تجلّى في تسبيح الملائكة في معراج خاتم الأنبياء حين نفرت الملائكة إلى أطراف السماء وقالت: (سبّوحٌ قدّوس ما أشبه هذا النور بنور ربنا) وفي طبقة أخرى نفرت الملائكة إلى أطراف السماء وقالت: (إلهين!! إلههٌ في الأرض وإله في السماء!!)
فالملائكة حين أشرق لها نور محمّد بحسبهم خرّت الملائكة ساجدة مُسبّحة.. أمّا في الصلاة المعراجية فالتسبيح هو ارتباط بمعنى العظمة وبمعنى العلو الذي لا نُدركه ولكنّه يتجلّى في وجهه تعالى كما في دعاء البهاء (الّلهم إنّي أسألك من عظمتك بأعظمها، وكلّ عظمتك عظيمة، الّلهم إنّي أسألك بعظمتك كلّها...الّلهم إنّي أسألك مِن علوّك بأعلاه، وكلّ علوّك عالٍ، الّلهم إنّي أسألك بعلوّك كلّه).
■ وقفة عند هذا المقطع من حديث الإمام الصادق عن الصلاة المعراجية لرسول الله في [علل الشرائع: ج2]
(فقلت: لأيّ شيء صار التسبيح في الأخيرتين أفضل من القراءة؟ يُشير إلى السُبحانيات قال: لأنّه لمّا كان في الأخيرتين ذَكَر ما يظهر من عظمة الله عزّ وجل، فدُهش و قال: سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر فلذلك العلّة صار التسبيح أفضل من القراءة)
فالتسبيح في كلّ جهاته هو ارتباط بمعاني العَظَمة والعلو، ومعاني العَظَمة والعلو ترتبط بعرش ربّ العالمين.
ومرّ علينا في حديث الصلاة المعراجية أنّ رسول الله جاءه الأمر من الله: أن طأطئ.. فطأطأ صلّى الله عليه وآله وأشرف على العرش، وتجلّت له عَظَمة من عظمة الله تعالى.. فالسبحانيات فيها رمزية ودلالة ترتبط بالعرش.
■ وقفة عند حديث صادق العترة في [علل الشرائع: ج2]
(سئل الإمام الصادق عليه السلام: لم سُمّيت الكعبة كعبة؟ قال: لأنّها مربعة. فقيل له: و لِمَ صارت مربعة؟ قال: لأنّها بحذاء البيت المعمور و هو مربع، فقيل له: و لِمَ صار البيت المعمور مُربّعاً؟ قال: لأنّه بحذاء العرش و هو مربع. فقيل ل: و لِمَ صار العرش مربعاً؟ قال: لأنّ الكلمات التي بُني عليها الإسلام أربع و هي: سبحان الله، و الحمد لله، و لا إله إلا الله، و الله أكبر)
فالكعبة مُربّعة لأنّها صورة عن البيت المعمور والبيت المعمور مربّع لأنّه صورة عن العرش والعرش مربّع لأنّ حقيقة الإسلام وحقيقة الدين مربّعة أيضاً (وهي الإشارة إلى هذه السبحانيات) مضمون العرش هو هذا.
هذه الكلمات (السُبحانيات) رموز وعناوين ومفاتيح تُشير إلى مضمون هذا العرش المربّع بكلّ تكوينه وليس الحديث عن المربّع هنا في البُعد الفيزيائي.
■ في الزيارة الجامعة الكبيرة نقرأ: (خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه مُحدقين)
أحدقوا بالعرش أي أحاطوا به.. فهم الحقيقة الأوسع.. حقيقتهم مُحيطة بكلّ هذه المضامين، وهذا معنى قوله تعالى: {أينما تولّوا فثمّ وجه الله} هذه هي الإحاطة، في كلّ عالم من العوالم وفي كلّ طبقة من طبقات الوجود.

المجموع :2687

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق