موضوع سفر سيّد قُطب إلى أمريكا وأكاذيب الإخوان
  • طول المقطع : 00:28:24
وصف للمقطع

مقطع من برنامج السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة ح 16
✤ (وقفة أقرأ عليكم فيها جملة ممّا كُتب وممّا قِيل بخُصوص سفر سيّد قطب للولايات المتحدة)
مِن النصوص التي تمّ الوقوف عندها:
◈ قراءة سطور مِن كتاب [سيّد قُطب ناقداً] لأحمد محمّد البدوي.
◈ قراءة سطور مِن كتاب [سيّد قُطب سيرة التحوّلات] لحلمي النمنم.
◈ قراءة سطور مِن كتاب [سيّد قُطب من القرية إلى المشنقة] لعادل حمّودة
◈ قراءة سطور مِن كتاب [أمراء الدم] لخالد عكاشة.
● كُلّ هذه الاحتمالات المُختلفة التي ذُكرت في هذه الكُتب وغيرها بخُصوص ما قِيل عن سفر سيّد قطب للولايات المتحدة، كلّها احتمالات ضعيفة لا دليل عليها.. أمّا أنا فمِن خلال دراسة المُعطيات والمُلابسات المُحيطة بسيّد قُطب، أقول:
أنّ سيّد قطب فعلاً سافر إلى الولايات المُتحدّة، وبقي هناك سنتين، ولم يكن معروفاً مُدّة البعثة.. ولكن الذي يبدو لي ويغلب على ظنّي أنّ سيّد قُطب هو الذي كان وراء هذه البعثة.. هو كان يُريد أن يخرج من مصر، ويفرّ مِن واقع سيّئ كان يعيشه.. وهنا يحتاج إلى وساطات وإلى علاقات لِمساعدته.. فهنا الوساطات والعلاقات تدخّلت في الموضوع (مثلما قالوا عن وزير المعارف وعن علاقاته بالوفديين وأمثال ذلك، هي التي تدخّلت في الموضوع).
فالبعثة لم تُحدّد كانت مفتوحة، والحديث عن الوساطات والعلاقات كان موجوداً.. ومن خلال الملابسات الأخرى في هذا المقطع من حياة سيّد قُطب حيث كان يُعاني من مرض "السل"، وقد أخذ منه المرض مأخذاً كبيراً إلى الحدّ الذي كان يتنفّس برئة واحدة.. وهذا المرض له تأثيرات نفسيّة شديدة.
فالرجل يُعاني من فشلٍ صحيّ، ويُعاني مِن فشل أدبي (إذ لم يستطع أن يُحقّق أحلامه في أن يكون كاتباً من الدرجة الأولى).. إضافة إلى مجموعة من الصدمات العاطفية في علاقته مع النساء.. فقد تلّقى أكثر مِن صدمة عاطفية.. لكنّي أعتقد أنّ المُشكلة الأكبر في حياة سيّد قطب في هذه المرحلة هي: انقطاع علاقته وخرابها بالكامل مع العقّاد..!
سيّد قطب وجوده مِن الألف إلى الياء كان مُرتبطاً بالعقّاد.
● بالمُجمل وبالمُختصر:
سيّد قطب كائن عقّادي، يستمد وجودهُ الأدبي، ووجودهُ الإجتماعي، ووجوده السيّاسي مِن العقّاد.. فكانت علاقته بالعقّاد قويّة جداً.
ولكن في لحظةٍ ما.. انقطعتْ تلك العلاقة، وكان انقطاعها بشكل سيّئ جدّاً..! والذي قطع العلاقة به هو العقّاد، وليس سيّد قُطب هو مَن قطع العلاقة.. وكان سبب قطع العلاقة أمرٌ شائنٍ ومُسيء فيه إساءة للعقّاد، ولذلك ترك هذا الأمر أثراً كبيراً على سيّد قُطب.
فقد اجتمعت أصناف الفشل عليه من كُلّ الجهات (فشلٌ في الصحّة، فشلٌ في العلاقات العاطفيّة، فشلٌ في البلوغ إلى طُموحه الأدبي، وفشلٌ أهمّ في علاقته مع العقّاد وبنحوٍ سيّئ شائن..!)
أنا أعتقد أنّ الدنيا بعد كُلّ هذا الفشل ستسودُّ في وجهه، ويبحثُ عن جهة يفرّ إليها مِن هذا الواقع السيئ.. ولذلك مِن خلال العلاقات والوسائط استطاع أن يذهب إلى الولاية المُتحدّة لفترة زمنيّة ما ثُمّ رجع بعد ذلك.
● سيّد قُطب حينما ذهب إلى الولايات المُتّحدة كتب رسائل كثيرة، ولكنّه لم يكتب ولا رسالة واحدة للعقّاد، ولم يلتقِ بالعقّاد بعد رجوعه من الولايات المتحدّة.. القطيعة بينهما كانت طويلة جدّاً.
فأعتقد ظنّاً أنّ هذه الظروف هي التي دفعتْ بسيّد قطب أن يذهب باتّجاه الولايات المُتّحدة الأمريكية.. أمّا بقية الكلام فهذا تسطيرٌ يُقال.