مِن التطبيقات الماسونيّة عند سيِّد قطب : دفاعه عن ظاهرة التعرّي الموجودة على الشواطىء
  • طول المقطع : 00:16:15
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 14 ]
✤ وقفة أخرى أيضاً عند كتاب [الإخوان المُسلمون أحداثٌ صنعتْ التأريخ رؤية من الداخل: ج1] لمحمود عبد الحليم.
في صفحة 211 المُؤلّف يوثّق مسألةً مِن المسائل، وهي معروفة عند الذين يعرفون تأريخ سيّد قُطب فهي تطبيقٌ مِن تطبيقات الماسونيّة.. ممّا جاء فيه وهذا الكلام كان في أيّام حسن البنّا يقول:
(وقد قرأتُ في ذلك الوقت في جريدة الأهرام مقالاً لسيد قطب يدعو فيه دعوة صريحة إلى (العري التام)، وأن يعيش الناس عَرايا كما ولدتهم أمهاتهم، وكانت هذه البدعة قد انتشرت في بعض بلاد أوربا، وقد أثارني هذا المقال إثارة لم أستطع معها أن أقاوم القلم الذي وجد في العقل والمنطق والخُلُق والحياء ألف دليل ودليل يدحض هذه الدعوة، ويُثبتُ أنّها دعوةٌ تخريبيّة بهيميةٌ دخيلة..)
ويستمرّ في حديثه ويقول:
(حملتُ المقال الذي كتبتهُ وذهبت إلى الأستاذ المُرشد حسن البنّا كدأبي في كلّ مقالٍ أكتبهُ في غير مَجلّتنا، وكنتُ مُزمعاً نَشرهُ في الأهرام مُطالباً إيّاه بنشرهِ في نفس المكان الذي نُشرَ فيه المَقال المَردود عليه، قرأه الأستاذ المرشد ثم اطرق طويلاً على غير ما عوّدني..) الكلام طويل موجود في صفحة 212، 213.
حسن البنّا يقول لِمحمود عبد الحليم: اترك هذا الموضوع، واترك نشر الردّ على سيّد قُطب، فلربّما يُسبّب هذا انتشار ما ذكره سيّد قُطب أكثر وأكثر.
إلى أن يقول:
(وهذا الكاتب شابٌ، وتركُ الفُرصة أمامهُ للرجوع إلى الحقّ خيرٌ مِن إحراجه، وما يُدريك لعلّ هذا الشاب يفيق من غفلته ويفيء إلى الصواب، ويكون مِمّن تنتفعُ الدعوة بجهوده في يومٍ من الأيّام..) وهنا يعدّ المؤلّف هذا الكلام كرامةً ونبوءةً لحسن البنّا..!
● هل فعلاً كان سيّد قُطب يدعو إلى التعرّي، ويدعو الناس إلى أن يكونوا عُراة؟!
محمود عبد الحليم ذكر الواقعة، ولكنّه لم ينقل لنا نصّ كلام سيّد قُطب.. أمّا حِلمي النمنم في كتابه [سيّد قُطب سيرة التحوّلات] في صفحة 182 ذكر لنا نفس كلام سيّد قُطب، فقال حلمي النمنم:
(كان سيّد قطب دائما كاتبا مُحافظاً، والمقال لِمَن يُقرؤه يجد أنّه يأسف لأنّ المصايف كانتْ خاوية ذلك الصيف من المُصيّفين، وتعرّض في المقال إلى أنّ ارتداء المايوه على الشاطىء ليس مُثيراً للشهوات كما يتصوّر البعض.. يقول سيّد قُطب:
إن الذين يتصوّرون العُري على الشاطىء في صُورته البشعة الحيوانية المُخيفة جِدُّ واهمين، وهم إمّا لم يذهبوا إلى الشاطىء، ولكن قرأوا أو رأوا الصُور منشورةً في الصُحُف، وإمّا ذهبوا وفي نيّتهم أن ينتقدوا، فعاشوا في هذه الصُورة الخياليّة المُشوّهة في أذهانهم، ولم يعيشوا على الشاطئ والأمواج.
إنّ صورةَ واحدةٍ عارية ممّا يُنشَرُ في الصحف، أفتنُ مِن شاطئ كامل يموجُ بالعاريات، لأنّ الصُورة المُصغّرة تُثيرُ الخيال، الذي يأخذ في تكبيرها والتطلّع إلى ما وراءها مِن حقيقة، وهذا هو الخطر. أما الجسم العاري نفسه فليس فيه ما يثير الخيال، لأنّه واضح مكشوف).
● مضمون كلام سيّد قُطب هو: أنّه يقول في وقتٍ كانت الشواطىء خالية مِن المُصيّفين العُراة.. تحت عنوان: "خواطر مُصيّف الشواطىء الميّتة" في وقتٍ مِن الأوقات لم يكن هُناك مُصيّفون. وكان هناك جدلٌ في أنّ الذين يتعرّون مِن الرجال والنساء على الشواطىء يُسبّبون الفساد والإفساد في المُجتمع. طبعاً الكلام يُمكن أن يُناقش، ولكن بالنسبة لِمحمود عبد الحليم فإنّه لم يفهم كلام سيّد قُطب.. وأنا أقول:
لو كان حسن البنّا صاحب نُبوءة وصاحب كرامة ومُعجزة لنبّه محمود عبد الحليم إلى أنّ سيّد قُطب لا يدعو إلى العُري والتعرّي هنا، وإنّما يُدافع عن حالة التعرّي عند الشاطىء، بغضّ النظر هل أنّنا نتّفق مع سيّد قُطب أم نختلف معه.. فأيّ كرامةٍ هذه التي تكون مبنيّة على كلامٍ ليس صحيحاً بالأساس؟! 
• أنا أقول: لا كلام محمود عبد الحليم دقيق، ولا كلام حلمي النمنم دقيق.. محمود عبد الحليم قال: أنّ سيّد قُطب دعا إلى التعرّي والعُري.
وحلمي النمنم يردّ على محمود عبد الحليم فيقول: أنّ سيّد قُطب كان دائماً كاتباً مُحافظاً.. وإنّما حاول أن يُبيّن مِن أنّ مسألة التعرّي بِحدود الملابس التي تُلبس عند الشواطىء لا تُثير الفساد والإفساد.. لكن القضيّة في تصوّري أبعد مِن ذلك، فما قالهُ سيّد قُطب هو انعكاس لِفكره الماسوني، فالماسونيّة تدعو لذلك.
أنا لا أقول أنّ الماسونيّة تدعو إلى التعرّي التام، وإنّما الماسونيّة تدعو إلى الحُريّة المُطلقة للجميع.. فإيماناً مِن سيّد قُطب بالحُريّة الماسونيّة المُطلقة للجميع فهو هنا يُدافع عن هذه الظاهرة الموجودة على الشواطىء.
• بغضّ النظر عن كلام محمود عبد الحليم، وبغضّ النظر عن كلام حلمي النمنم، فإنّ سيّد قُطب هنا يتحرّك في ضوء عقيدتهِ الماسونيّة.