الإمام الحسن العسكري عليه السلام والفيلسوف الكندي
مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب
ج 4-ص 457:
أبو القاسم الكوفي في كتاب التبديل : ان إسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه أخذ في تأليف تناقض القرآن وشغل نفسه بذلك وتفرد به في منزله وان بعض تلامذته دخل يوما على الإمام الحسن العسكري فقال له أبو محمد عليه السلام :
أما فيكم رجل رشيد يردع استأذكم الكندي عما اخذ فيه من تشاغله القرآن، فقال التلميذ: نحن من تلامذته كيف يجوز منا الاعتراض عليه في هذا أوفى غيره، فقال له أبو محمد عليه السلام :
أتؤدي إليه ما ألقيه إليك؟ قال: نعم، قال: فصر إليه وتلطف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله فإذا وقعت الانسة في ذلك فقل قد حضرتني مسأله أسألك عنها فإنه يستدعي ذلك منك فقل له ان اتاك هذا المتكلم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلم منه غير المعاني التي قد ظننتها انك ذهبت إليها؟ فإنه سيقول لك انه من الجائز لأنه رجل يفهم إذا سمع، فإذا أوجب ذلك فقل له: فما يدريك لعله قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه فيكون واضعا لغير معانيه.
فصار الرجل إلى الكندي وتلطف إلى أن القى عليه هذه المسألة فقال له: أعد علي، فأعاد عليه فتفكر في نفسه ورأي ذلك محتملا في اللغة وسائغا في النظر فقال: أقسمت عليك إلا أخبرتني من أين لك؟ فقال: انه شئ عرض بقلبي فأوردته عليك، فقال كلا ما مثلك من اهتدى إلى هذا ولا من بلغ هذه المنزلة فعرفني من أين لك هذا؟ فقال: امرني به أبو محمد فقال: الآن جئت به وما كان ليخرج مثل هذا إلا من ذلك البيت، ثم إنه دعا بالنار وأحرق جميع ما كان ألفه.
أبو القاسم الكوفي في كتاب التبديل : ان إسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه أخذ في تأليف تناقض القرآن وشغل نفسه بذلك وتفرد به في منزله وان بعض تلامذته دخل يوما على الإمام الحسن العسكري فقال له أبو محمد عليه السلام :
أما فيكم رجل رشيد يردع استأذكم الكندي عما اخذ فيه من تشاغله القرآن، فقال التلميذ: نحن من تلامذته كيف يجوز منا الاعتراض عليه في هذا أوفى غيره، فقال له أبو محمد عليه السلام :
أتؤدي إليه ما ألقيه إليك؟ قال: نعم، قال: فصر إليه وتلطف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله فإذا وقعت الانسة في ذلك فقل قد حضرتني مسأله أسألك عنها فإنه يستدعي ذلك منك فقل له ان اتاك هذا المتكلم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلم منه غير المعاني التي قد ظننتها انك ذهبت إليها؟ فإنه سيقول لك انه من الجائز لأنه رجل يفهم إذا سمع، فإذا أوجب ذلك فقل له: فما يدريك لعله قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه فيكون واضعا لغير معانيه.
فصار الرجل إلى الكندي وتلطف إلى أن القى عليه هذه المسألة فقال له: أعد علي، فأعاد عليه فتفكر في نفسه ورأي ذلك محتملا في اللغة وسائغا في النظر فقال: أقسمت عليك إلا أخبرتني من أين لك؟ فقال: انه شئ عرض بقلبي فأوردته عليك، فقال كلا ما مثلك من اهتدى إلى هذا ولا من بلغ هذه المنزلة فعرفني من أين لك هذا؟ فقال: امرني به أبو محمد فقال: الآن جئت به وما كان ليخرج مثل هذا إلا من ذلك البيت، ثم إنه دعا بالنار وأحرق جميع ما كان ألفه.