اسباب نزول الاية {يا أيُّها الذين آمنوا إنْ جاءَكم فاسقٌ بنبأٍ فتبيّنوا..}
  • طول المقطع : 00:10:37
البرهان في تفسير القران

اسباب نزول الاية {يا أيُّها الذين آمنوا إنْ جاءَكم فاسقٌ بنبأٍ فتبيّنوا..}

وصف للمقطع

مقطع من برنامج قرآنهم ح2
http://www.almawaddah.be/posts.php?postId=268
❂ لقطة قرآنية أُخرى: وقفة عند الآية 6 مِن سورة الحُجرات: {يا أيُّها الذين آمنوا إنْ جاءَكم فاسقٌ بنبأٍ فتبيّنوا..} أي تأكّدوا ولا شأن لكم بالراوي.
مُشكلةُ فُقهائنا ومَراجعنا أنّ هُناكَ مَن فَهِمَ الآية بالمقلوب، لأنّ عقولهم شُحنتْ بالفِكْر المُخالف، فقالوا : إنّ هذهِ الآية تُحذّر مِن الفاسق ومِن حديثهِ وتدعو إلى رفْضِ حديثهِ! بينما الآية تقول: إنّ جاء الفاسق فلا تردّوا خَبَره ولكن تبيّنوا.. فلربّما كان صادقاً.
● علماء الأصول في المؤسسة الدينية الشيعية يحتجّون بهذهِ الآية لأجل إثبات حجّية الخَبر الذي رواه الثقة.. في حِين أنّ الآية لا تتحدّث عن هذا.. وإنْ كانت تتحدّث فليس ذلك في منطوقها وإنّما هو في مفهومها.. والمنطوق هو الأعلى في الحُجّية وليس المفهوم.. ولكنّهم يُعرضون عن المنطوق ويذهبون للمفهوم وهم يرجعون إلى الوراء بطريقة مُستدبرة. منطوق الآية واضح وهو يُلغي علْم الرجال بكلّ تفاصيله!
● الآية تتحدّث عن الفاسق (بِحكم الله وليس حُكمنا نحنُ البشّر الخطّآئين).. فتقول لنا برغم أنّه فاسق لا ترفضوا خبره ولكن تبيّنوا تفحّصوا.. والتفحُّص هُنا يكون في المَتن وليس في السَنَد.. لأنّ السَنَد مَفروغٌ مِنه أنّ الراوي فاسق بِحكم الله كما نصّتْ الآية.. فالتفحُّص يكون في مَتن الخَبر.
■ وقفة عند مُقتطفات مِن حديث العترة في [تفسير البرهان: ج7] تتحدّث عن الوليد بن عُقبة.
الوليد بن عُقبة جاء إلى النبي فأخبره عن بني خُزيمة أنّهم كفروا بعد إسلامهم.. وقد ذكرت كُتب التأريخ أنّ النبيّ "صلّى الله عليه وآله" بعث الوليد بن عُقبة إلى بني خُزيمة في أمر.. ولمّا سمِع بنو خُزيمة بمجيء شخص مِن قِبَل رسول الله خرجوا إجلالاً واحتراماً لاستقبالهِ.. ولكنّ لأنّه كانت بين الوليد وبين بني خُزيمة مُشكلة قبل إسلامه (في زمن الجاهليّة) فحِين رآهم خرجوا لاستقبالهِ خاف منهم، ورجع فارّاً فأراد أن يُبرّر فرارهُ فقال: إنّ القوم كفروا بعد إسلامهم! وشاع الخبر في المدينة وكانت لهذا الخبر آثار وتفاصيل.. والقصّة طويلة
ومع كلّ هذا القرآن قال: {يا أيُّها الذين آمنوا إنْ جاءَكم فاسقٌ بنبأٍ فتبيّنوا..} يعني لا تردّوا خَبر الوليد وإنّما تأكّدوا.. علماً أنّهم تأكّدوا بعد ذلك أن لا صِحة لكلامهِ.. ولكن القانون هو القانون.
• والواقعة الثانية وهي الأهم: فيما جاء مِن فِريةٍ أُلصِقتْ بالسيّدة مارية القبطيّة وكيف أنّ عائشة قذفتها وقالتْ: أنّ إبراهيم (الذي هو ابن رسول الله) قالت إنّه ليس ابنُ رسول الله وإنّما هو ابنُ جُريح القبطي.
ومع ذلك فإنّ القوم الذين اتّهموا السيّدة مارية من الرجال والنساء مع تصريح القُرآن بِفسقهم ولكن القُرآن قال: (تبيّنوا) لا تردّوا أخبارهم.
■ وقفة عند ما يقولهُ تفسيرُ القمّي عن هذهِ الآية: جاء في تفسير القمّي عن أهل بيت العصمة أنّ هذهِ الآية {إنْ جاءَكم فاسقٌ بنبأٍ فتبيّنوا} أنَّها نزلتْ في ماريّة القُبطية أم إبراهيم، وكان سببُ ذلك أن عائشة قالت لرسول الله أنَّ ابراهيم ليس هو منكَ وإنّما هُو من جُريح القبطي...) والقِصّة فيها تفصيل، والنبيّ أمر أمير المؤمنين أن يذهب إلى هذا الرجل، فقال له:
(خُذْ السَيف وأتني برأس جُريح، فأخذ أميرُ المؤمنين السَيف، ثمَّ قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، إنَّك إذا بعثتني في أمر أكونُ فيه كالسفود المحماة في الوبر، فكيف تأمرني أثبتُ فيه أي أتبيّن أو أمضِ على ذلك؟ فقال له رسول الله: بل تثبّتْ..)
● قول الأمير (بعثتني في أمر أكونُ فيه كالسفود المحماة في الوبر) السَفود هي الأسياخُ التي يُشوى بِها الطعامُ على النار.. وقوله (المحماة في الوبر) أي يلتهم الوبر سريعاً.
هذا الموقف يُؤكّد أيضاً ما أقوله مِن أنّ الموازين في تقييم الناس ليست أمراً سهْلاً وإنّما بِحاجة إلى تثبّتٍ وتبيّن.. فما بالكم وأنّ أهل البيت "عليهم السلام" حين فسّروا قُرآنهم بِحديثهم وضعوا مَنظومةً للتعامل مع حديثهم لا علاقة لها بما يُسمّى بِعلم الرجال.. ولكن علماءنا قفزوا فوق كلّ ذلك، وركضوا وراء النواصب وجاؤنا بتلك الأسلحة القذرة وذبحوا بها حديث العترة الطاهرة.. هذه هي الحقيقة الواضحة.

المجموع :2642

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق