يازهراء

مقطع من برنامج قرآنهم ح3
✤ وقفة عند حديث النبيّ الأكرم في [إقبال الأعمال] والذي ذكرته في الحلقة السابقة والذي يتناول تفاصيل صكّ البيعة الغَديرية.
ممّا جاء فيه: (معاشر الناس تدبّروا القرآن وافهموا آياته ومُحكماته ولا تتّبعوا مُتشابهه، فو الله لا يُوضّح تفسيره إلّا الذي أنا آخذ بيده ورافعها بيدي، ومُعلّمكم إنّ مَن كنت مولاه فهو مولاه وهو علي..) إلى أن يقول "صلّى الله عليه وآله": (إنّي قد بيّنتُ لكم وفهَّمتُكم: هذا عليٌ يُفهّمكم بعْدي..)
عليٌ هو المولى، عليٌ هو المُفسّر، عليٌ هو الوصيّ، عليٌ هو الإمام، عليٌ هو العالم، عليٌ هو الحقّ، عليٌ هو الدين، عليٌ هو الإيمان، عليٌ هو الإسلام، عليٌ هو القرآن.
هذهِ شروط بيعةُ الغَدير يا أشياع عليّ.. يا مَن تقولون أنّكم بايعتم عليّاً في الغَدير. هذا بيانُ رسول الله واضح أنّ تفسير القرآن وفَهْمَه وتَفهيمَه لا يكون إلّا مِن عليّ وآل عليّ فقط وفقط.. هم قالوا لنا "صلواتُ الله عليهم" كلّ حقٍّ بأيدي الناس قد خَرَج مِن عليّ.
فنَحنُ نُعلنُ عهْد البيعةِ والتسليم والإقرار والاتّباعِ والمُشايعِة والولاية بكلّ مَراتبها لعليّ وآل عليّ.. ونقول بأنّنا نُؤدّي ذلك إلى كُلّ مَن رأينا، نُؤدّي هذهِ الأمانة نُوصِلُها إلى كُلّ مَن رأينا (مِمّن يُريد أن يحمِل هذهِ الأمانة)
السؤال هُنا: هل حَملنا هذهِ الأمانة؟ هل أدّيناها؟ وأنا أتحدّث هُنا عن الشيعة جميعاً (المؤسسة الدينية، مَراجعُنا، فُقهاؤنا، خُطباؤنا، حوزاتُنا الدينية، مَراكزنا الثقافيّة، حُسينيّاتنا، كُلّ نُقاطِنا الإعلامية..) هل وفينا لعليّ بهذهِ البيعة؟ هل أخذنا الفَهْم والتفهيم والتفسير مِن عليّ فقط؟! أمّ أنّنا هَجرنا الفَهْمَ والتفهيم مِن عليّ وركضنا وراء أعداء عليّ وخدعنا أنفُسنا وخدعنا الآخرين مِن أشياع عليّ بأنّنا قد جِئنا بهذا مِن عليّ وهو واللهِ قد جِيء بهِ مِن أعداء عليّ!