{الذين اتّخذوا دِينهم لَهواً ولَعِباً}
- طول المقطع : 00:08:56
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ قـرآنـهـم ] الحلقة ( 16 )
● {الذين اتّخذوا دِينهم لَهواً ولَعِباً} هذا التعبير الّلهو الّلعب لهُ أكثر مِن دلالة و معنى.. الآية ربطتْ ما بين الدين وبين معنىً مِن معاني الّلهو والّلعب.. فقطعاً ليس المُراد مِن الّلهو الّلعب هُنا المعنى الطفولي لّلهو الّلعب، وليس المُراد مِن الّلهو والّلعب هنا الفَوضويّة (أي التحرّك مِن دُون هدف ومِن دُون تخطيط). الحديث هنا عن دين.. وأجواء السُورة تُؤخذ مِن عنوانها : الأعراف. ومرّ علينا كيف أنّ السُورة عرضتْ لنا مَشهداً عظيماً مِن مشاهد يوم القيامة.. ومرّ الحديثُ أيضاً عن أنّ هذه الآية {حتّى يَلِج الجمل في سَمّ الخياط} هي مِفكٌ من المِفكّات ومدار الآيات في هذا الجوّ.
هذا الدين الذي جُعِل لهواً ولعباً هو في مواجهة فَهْمٍ أو في مُواجهة دين.. قلْ ما شئت..
فَهْمُ الدين بشكلٍ خاطىء يَجعل منه ديناً آخر.. وهذا نجده في كلماتهم الشريفة "صلواتُ الله عليهم".
● {الذين اتّخذوا دِينهم لَهواً ولَعِباً} هؤلاء وضعوا هدفاً ووضعوا مُخططاً ووضعوا برنامجاً وأحكاماً وأفكاراً مثلما جرى بعد النبي "صلّى اللهُ عليه وآله". نشأ دين السقيفة وأكثر الناس مِن أهل القبلة يقولون نحن على هذا الدين..! وأشياع أهل البيت إلى يومنا هذا هم القلّة، ومع ذلك نشأت ونشأت تشقّقات وتفرّعات داخل هذا الوسط الشيعي، ولو رجعنا إلى جذورها لوجدنا أنّ المُشكلة أيضاً تعود إلى نفس هذا الجذر: جذر الّلهو والّلعب. (وقفة عند مثال لتوضيح الفكرة: المُعلّم والطلّاب)
● هؤلاء من السنّة أو الشيعة حينما يتركون مُفسّر القرآن الحقيقي ويذهبون يركضون إلى جهاتٍ مُختلفة مِن السُنّة أو مِن الشيعة على حدٍّ سواء.. هؤلاء تركوا المُعلّم وتركوا الذي انتخبه المُعلّم كي يُعلّم الطُلّاب في غيابهِ (هذا عليٌّ يُفهّمكم بعدي).. فتركُ هذا المُعلّم هذا هو بالضبط الّلهو والّلعب.
● {وغَرّتهم الحياةُ الدنيا} غرّتهم أي خدعتهم، فحينما نلتصقُ بهذه الدُنيا تُنسينا وتشغلنا. الحياة الدنيا هذا العنوان يشتملُ على كُلّ تفاصيل الحياة، فحين نتحدّثُ ونقول: الحياة الدنيا (إنّها السياسة بكلّ تفاصيلها وآثارها "الإيجابية والسلبية"، إنّها الإقتصاد بكلّ تفاصيله، الحياة الدُنيا سياسةٌ اقتصادٌ صِحّةٌ طِبٌ، دواء، علاج زينةٌ، تفاخر، تكنلوجيا بكلّ ما أنتجتْ، مدنيةٌ، حضارةٌ، حُروب، مُخدّرات، جرائم بكلّ أشكالها، رجالٌ، نساء شبابٌ، شِيبٌ ولدانٌ، جامعات.. تطوّرٌ علمي هائل، مؤسساتٌ تبحثُ في الفضاء، وأخرى تبحثُ في البِحار.. الحياة الدُنيا بكلّ ما فيها مِن فَرَح وحُزن وابتساماتٍ ودموعٍ وأمنٍ وخوفٍ وسجونٍ وتعذيب، وحُرّية ووو... هذه الحياة الدنيا. وكُلّ واحدٍ منّا بِحسب إمكاناتهِ وبِحسب طموحاته يلتصقُ بِجانبٍ منها..!
● حين نلتصقُ بجهة مِن جهات الدُنيا، فإنَّ الدُنيا تَخدعنا وتُنسينا.. هذا هو معنى: غرّتنا الحياةُ الدُنيا. الحياة الدُنيا هكذا تخدعنا: نلتصِقُ بِجانبٍ منها اختياراً، اضطراراً .. نحن أبناء الدُنيا والله تعالى جبلنا على حُبّها.. ولو لم نكن نُحبّ الدُنيا فإنّنا لا نستطيع أن نُواصل العَيش فيها. حُبّنا للدنيا هو عامل التأمين لحياتنا.. لأنّنا نُحبّ الدنيا نُحافظ على عوائلنا، ونبني أُسراً وبيوتاً، ونسعى في أعمالنا.
كُلّ التفاصيل في حياتنا إذا أردنا أن نبحث عن جذرها فهي بسبب حُبّنا للدُنيا، بغضّ النظر هل هذهِ التفاصيل كانت في المَسار السليم أم ليستْ في المَسار السليم.
● الدنيا لا يُمكن الفراغ منها إلّا بالموت، أو بِمعرفتها. (إذا أراد الله بِرجلٍ خيراً بصّره بعيوب الدنيا).. وهذا المعنى تُوضّحه رواية أخرى: (إذا أراد الله بِرجلٍ خيراً فقهه في الدين)، فقهه في الدين هذا المعنى تشرحهُ رواية ثالثة وهي: (إذا أراد الله برجلٍ خيراً جعله على هذا الأمر أي ولاية عليّ وآل عليّ ) فهذه المعاني مُتناسقة فيما بينها، وما كان خِلاف ذلك هو الّلهو والّلعب.
■ في سُورة العنكبوت في الآية 46 {وما هذهِ الحياةُ الدنيا إلّا لهوٌ ولَعِب وإنَّ الدار الآخرة لهيَ الحيوانُ لو كانوا يعلمون} تعريف واضح لهذهِ الحياة التي نَعيشها.الحيوان: مُثنّى حياة.. فالآخرة تعني: حياة وحياة. هذا التعبير هنا عن كُلّ الحياة الدنيا.. الحياة الدنيا فيها القوانين، فيها التشريعات، فيها المؤسسات الحاكمة، فيها الجامعات، وفيها..وفيها.
العنوان | الطول | روابط | البرنامج | المجموعة | الوثاق |
---|