إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً
وصف للمقطع

في سورة الشورى، آخرِ آيتينِ فيها الآيةُ الثانيةُ والخمسون والآيةُ الثالثةُ والخمسون بعدَ البسملة، من مصاديقِ الآياتِ الواضحةِ بحسبِ قاعدةِ نزول القُرآن بإيَّاكِ أعني واسمعي يا جارة، الخطابُ لفظاً لـمُحَمَّدٍ ومعنىً ومضموناً للأُمَّةِ لي ولكم: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحَاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا﴾، ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً - لماذا؟ - لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ﴾، فهل كانت النِّعمةُ ناقصةً حتَّى تُتَمَّ على رسول الله؟ نحنُ نِعمَتُنا ناقصة، ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾، (يَا عَلِيّ إِنَّ اللهَ نَسَب ذُنُوبَ شِيْعَتِكَ إِلَيَّ وَغَفَرَهَا)، إنَّها ذُنوبي وذنوبكم الَّتي تُنْسَبُ إلى رسول اللهِ إذا كُنَّا من شيعةِ عليٍّ، كي تُغفَرُ هذهِ الذُّنُوب وهذهِ هي الشفاعةُ، الشفاعةُ كما يقولُ صلَّى الله عليه وآله لأهلِ الكبائرِ مِن أُمَّتي، هي هذهِ الشفاعة، هذا هو تصويرٌ لشفاعةِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وآله، سورةُ الفتح تتحدَّثُ عن شفاعةِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وآله، ما بعد البسملةِ: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً ۞ لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيْمَاً﴾، فهل النَّبيُّ بحاجةٍ إلى هدايةٍ؟ وهل النَّبيُّ بحاجةٍ إلى إتمامِ النِّعمةِ عليه؟ وهل النَّبيُّ عندهُ ذُنوبٌ مُتقدِّمةٌ ومُتأخِّرة وهو بحاجةٍ إلى أن تُغفر لهُ هذهِ الذنوب؟ إذاً ما الفارق فيما بيني وبينهُ؟ إذاً هو مُحَمَّدٌ وأنا مُحَمَّدٌ أيضاً، ولرُبَّما أكونُ أفضلَ منه، قد تكونُ ذنوبي أقلَّ عدداً من ذُنوبهِ، إذاً ما هو الفارقُ فيما بيني وبينهُ؟ ذُنوبٌ مُتقدِّمة وذُنُوبٌ مُتأخِّرة هذا يعني أنَّ الذنوب مُستمرَّةٌ على طول الخط وهو بحاجةٍ إلى المغفرة وهو بحاجةٍ إلى إتمامِ النِّعمةِ عليه بعد أن تُغفر ذُنوبهُ الكثيرةُ المتقدِّمة والمتأخِّرة، وبحاجةٍ إلى أن يُهدى إلى الصِّراطِ المستقيم، ما مُحَمَّدٌ هُو الصِّراطُ المستقيم، فكيفَ يُهدَى إلى الصِّراطِ المستقيم؟ هذا هو القُرآنُ نزلَ بإيَّاكِ أعني واسمعي يا جارة، "لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ"، هذا أنا، أنتم، ذنوبنا نُسِبت إلى مُحَمَّدٍ.

- وإنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيْم﴾، هذا الخطابُ لي ولكم أيضاً، نحنُ بإمكاننا أن نهدي الآخرين إلى صراطٍ مُستقيم، ما معنى إحياءِ أمرهم؟ أمرونا بإحياءِ أمرهم، إحياءُ أمرهم أن نكونَ سبباً لهدايةِ الآخرين إلى صِراطهم المستقيم صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين.

الصِّراطُ المستقيم هذا عنوانٌ خاصٌّ في الكتابِ الكريمِ بحسبِ ثقافة الكتاب خاصٌّ بأميرِ المؤمنين، أينما وجدتُم هذا العنوان (الصِّراطُ المستقيم) إنَّهُ عَلِيٌّ.

- صِرَاطِ اللهِ - هذا الصِّراطُ المستقيم هُوَ هُوَ صِراطُ الله، هذا بيانٌ عطفُ بيان - الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللهِ تَصِيْرُ الأمُور﴾.

ختامُ الحديثِ ما جاء في تفسيرِ هذهِ الآية عن إمامنا الباقرِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه:

من (بصائرِ الدرجات) لشيخنا الصفَّار أبي جعفرٍ الصفَّار، مُحمَّدٍ بن الحسن من أصحابِ إمامنا الحسن العسكري صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه/ طبعةُ مُؤسَّسةِ النُّعمان/ بيروت/ لبنان/ صفحة 112/ الحديث السادس عشر: بِسَنَدهِ، عَن أَبِي حَمزةَ الثُّمَالي، عَن إِمَامِنَا البَاقِرِ صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيه، فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: "صِرَاطِ اللهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ"؛ يَعنِي عَلِيَّاً إِنَّهُ جَعلَ عَلِيَّاً خَازِنَهُ عَلَى مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَيءٍ وَائْتَمَنَهُ عَلَيْه، "أَلَا إِلَى اللهِ تَصِيْرُ الأمُور".

ختامُ قولي: قارنوا بينَ مَسار التَّعظيمِ ومَسار التَّقزيم، قناةُ القمرِ تُقدِّمُ لكم مَسارَ التَّعظيم، وحوزةُ النجفِ ومرجعيَّةُ السيستاني تُقدِّمُ لكم مسارَ التَّقزيم، يمكنكم أن تتأكَّدوا من ذلك بأنفُسِكم، قارنوا بين ما تُقدِّمهُ قناةُ القمر وبين ما تُقدِّمهُ قنواتُ السيستاني والشيرازي وسائرِ المراجعِ الآخرين، قارنوا ستكتشفونَ الأمرَ بأنفُسِكم.

المجموع :2621

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق