بين السيّد مُحمّد باقر الصدر وحزب الدعوة (شُورى، بيعة ، نقض للبيعة، تحريم الإنتماء...)
  • طول المقطع : 00:19:06
وصف للمقطع

مقطع من برنامج ليالي رجب في ليالي القمر ح12
في السنة التي تأسّس فيها حزب الدعوة، كان للسيّد محمّد باقر الصدر دور في هذه القضيّة، بحيث صار مرجعاً وقائداً شرعيّاً للحزب.. وأُسّس الحزب على هذا الأساس (أي على أساس الشُورى، وعلى أساس البيعة لِقائد الحزب ولِمرجعه الشرعي)
• وإلى هذا المضمون يُشير السيّد طالب الرفاعي في كتابه [آمالي السيّد طالب الرفاعي] فيقول في صفحة 158:
• (في تلك الّليلة ذهب مهدي الحكيم وبايع الصدر كقائد مَسيرة..) وبعد ذلك يأتي الكلام عن مُحمّد باقر الحكيم.. وهكذا.. فتأسّس الحزب على أساس الشُورى والبيعة..! وهذا المنطق لا وجود له في فقه آل مُحمّد صلواتُ الله عليهم أنّ الدول والأحزاب تُؤسّس على أساس الشورى والبيعة للقائد!
• — في فقه أهل البيت لا تُوجد بيعة لغير المعصوم؛ لأنّ غير المعصوم يُمكن أن يُخِلّ هو في قَضيّة البيعة، وحينئذٍ لا يكون هُناك معنىً للبيعة.
• بينما المعصوم لا يصدر منه الخَلل، فحِينما نُبايعهُ لا يكون مِن المَعصوم خلل وإنّما الخلل مِن جهتنا.
• — أتعلمون أنّه في ثقافة أهل البيت الذي يُبايع والذي يُبايَع لهُ تشمله الّلعنة..! هذا المعنى موجود ف حديث إمامنا الصادق في [بحار الأنوار: ج58] إذ يقول عليه السلام: (يا مُفضّل كلُّ بيعةٍ قبل ظُهور القائم فبيعة كُفر ونفاق وخديعة لعنَ اللهُ المُبايع لها والمُبايَع له..)
• لأنّنا في فقه آل مُحمّد لا نِجِدُ عيناً ولا أثر لِهذا الموضوع.. لا لقضيّة الشُورى ولا لِقضيّة البيعة.
• ومن أوضح ما يدلّ على حقيقة هذا المضمون مِن أنّ السيّد مُحمّد باقر الصدر هو بنفسه نقض البيعة حينما خرج مِن الحزب.
• علماً أنّني لا أُريد أن أقول أنّ هذا الّلعن ينطبق على السيّد مُحمّد باقر الصدر.. ولكن أقول: أنّه صنع ذلك بسبب تأثّره بالفِكر الإخواني وجهل مُركّب يُعاني منه.. وكُلّ واحد منّا عنده مِقدار مِن الجهل المُركّب.. ولكن المُشكلة في علمائنا ومراجعنا أنّ مساحة الجهل المُركّب عندهم كبيرة وواسعة جدّاً..!
• ● في بداية الستّينات السيّد مُحسن الحكيم أمر أولاده بالخروج مِن حزب الدعوة، وأصدر فتوىً في حينها بِحرمة الانتماء إلى حزب الدعوة وضُيّعت هذه الفتوى، ولكن يقينا أمر أولاده بالخروج مِن الحزب.. وأمر السيّد محمّد باقر الصدر أيضاً بالخروج من حزب الدعوة، باعتبار أنّه كان مَعدوداً في حاشية السيّد مُحسن الحكيم. فهل خرج السيّد مُحمّد باقر الصدر مِن حزب الدعوة؟!
• الجواب: لم يخرج وإنّما أعطى السيّد محسن الحكيم على مِقدار عقله.. وهذه القضيّة تحدّث عنها السيّد طالب الرفاعي على قناة العراقية.
• عرض مقطع فيديو للسيّد طالب من مقابلة على قناة العراقية يقول فيها: أنّ ما تظاهر به السيّد مُحمّد باقر الصدر مِن الخروج مِن حزب الدعوة بسبب أمر السيّد مُحسن الحكيم كان مجرّد مُخادعة “تكتيك”.
• ولكن بعد ذلك بفترةٍ ليست طويلة السيّد مُحمّد باقر الصدر خرج مِن الحزب ونقض البيعة التي افترضها على قيادة الحزب وأعضاء الحزب أن يُبايعوه لأنّه شكّ في الأصل الشرعي لتأسيس الحزب أو لإقامة الدولة الإسلاميّة في زمان الغَيبة بناءً على مسألة الشُورى والتي جاء بها مِن الإخوان المُسلمين.. فالسيّد مُحمّد باقر الصدر كان مُشبعاً بالفِكر الإخواني والقُطبي.. وهذا الموضوع يتحدّث عنه السيّد طالب الرفاعي في كتابه صفحة 160
• ● يقول السيّد طالب الرفاعي وهو ينقل عن السيّد مُحمّد باقر الصدر.. يقول:
• (ذهبتُ إلى سامراء لزيارة الإمامين أي الهادي والعسكري ، فصار عندي شكٌ أي اهتزت فكرةُ مشروعيّة قيام دولةٍ إسلامية في عصر الغيبة.. ذهبتُ إلى سامراء ومكثتُ في حرم العسكريين أتوسلُ الله أن يجعل لي سبيلاً في أن أبقى على رأس التنظيم فلم يفتح الله علي. فأعلن عن رأيهِ وأرسل إلى مهديّ الحكيم قائلاً: لا تعتبروني أنا المسؤول عن التنظيم ورجاه أن يُديروا حالهم في قيادة الحزب)
• فخرج من الحزب لأنّه شكّ في أصله الشرعي.. يقول السيّد طالب الرفاعي:
• (جاءني صباحاً السيِّد عبد الكريم القزويني وكان السيِّد باقر الصدر عندما سافر إلى مدينة الكاظميّة ببغداد قد سلّمني دارهُ بالنجف وكُنت أُقيم فيها طوال فترةُ غيابه، ولاحظتُ وجه القزويني مُتغيّراً، فقال لي: ألم تدري أن السيِّد طلع – هو يشير إلى خروج محمَّد باقر الصدر من حزب الدعوة – فقال لي:
• ألم تدري أن السيِّد طلع؟ ويقصد أنّه ترك الحزب، فقلتُ له: وإذا طلع ماذا يصير في الدنيا، واستشهدتُ حينها بمَقولةِ أبي بكر الصديق: “ألا مَن كان يعبد مُحمَّداً فإنَّ مُحَمَّداً فقد ماتَ ومَن كان يعبدُ الله فإنَّ الله حيٌ لا يموت” وأضفت إذا كنتم تعبدون باقر الصدر فللفِكر ربٌّ لا يموت..)…
• هذا هو المنطق الذي يعيش فيه علماؤنا.. هذا هو الذي أنتقده في جوّ المؤسّسة الدينيّة. وقد يتوقّع البعض منكم أنّ هذه القضيّة خاصّةٌ بالسيّد مُحمّد باقر الصدر.. والحال أنّ الأمر ليس كذلك، الجميع هكذا.. هكذا يعيشون وهكذا يُفكّرون.
• كُلّ هذه الحقائق في أجواء السيّد محمّد باقر الصدر.. وإنّما أتعرّض لها كي يستكشف المُتلقّي الذوق الذي عليه السيّد مُحمّد باقر الصدر.
• ● بعد ذلك يتطوّر الأمر عند الأمر السيّد محمّد باقر الصدر بحيث يُفتي جواباً على سُؤال وجّهه إليه – بطلبٍ منه – السيّد حسين هادي الصدر – وهو حيٌ موجود – وهو: أنّه هل يجوز لطلبة الحوزة العلميّة أن ينتموا إلى حزب الدعوة الإسلاميّة..؟! وقد حرّم السيّد مُحمّد باقر الصدر ذلك.

المجموع :2697

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق