عبادةُ الله من حيثُ يُريد الناس لا مِن حيثُ يُريد الله...تلك عبادةُ المخالفين وتِلك هي حكايةُ إبليس
  • طول المقطع : 00:09:41
وصف للمقطع

مقطع من برنامج قرٱنهم ح 9
جاءَ عن إمامنا الصادق في [تفسير القُمّي] فللحديث بقيّة
قال الصادق "عليه السلام":
(فأوّل مَن قاس إبليس واستكبر، والاستكبار هو أوّل معصيةٍ عُصيَ اللهُ بها في قُبّة أبينا آدم ، قال: فقال إبليس: يا ربّ اعْفِني مِن السجود لآدم، وأنا أعبُدكَ عبادةً لم يعبُدكَ بها مَلَكٌ مُقرّب ولا نبيٌّ مُرسل. قال الله تبارك وتعالى: لا حاجةَ لي إلى عبادتك، إنَّما أُريدُ أن أُعبَد مِن حيثُ أُريد لا مِن حيثُ تُريد، فأبى أن يسجد، فقال الله تعالى: {فأخرج منها فإنّك رجيم وإنّ عليك لعنتي إلى يوم الدين} فقال إبليس:
يا ربّ كيف وأنتَ العَدْل الذي لا تجور، فثواب عملي بَطُل؟ قال: لا. ولكن اسأل مِن أمْر الدُنيا ما شئتْ ثواباً لعملك فأُعطيك، فأوَّل ما سألَ البقاء إلى يوم الدين، فقال الله: قد أعطيتُك، قَال: سَلّطني عَلى وُلْد آدم، قال: قد سَلّطتك، قال: أجرني منهم مَجرى الدم في العُروق، قال: قد أجريتك، قال: لا يُولد لهم ولدٌ إلّا ويُولد لي اثنان، وأراهم ولا يَروني وأتصوّر لهم في كلّ صُورة ٍشئتْ، فقال: قد أعطيتك، قال: يا ربّ زدني، قال: قد جَعلتُ لكَ ولذُريّتكَ في صُدورهم أوطاناً، قال: ربّ حسبي، فقال إبليس عند ذلك: {فبعزتك لأغوينّهم أجمعين إلّا عبادكَ مِنهم المُخلَصين ثُمّ لآتينَّهم مِن بين أيديهم ومِن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجدُ أكثرهم شاكرين}). الحديث في أجواء قِصّة الخلافة، وقصّة أبينا آدم والملائكة وإبليس.
● قول الرواية (إنَّما أُريدُ أن أُعبَد مِن حيثُ أُريد لا مِن حيثُ تُريد، فأبى أن يسجد،) هذهِ فتنةُ الأمم والشعوب، وهذه فتنةُ رجال الدين.
الأُمّة بعد نبيّنا سيّد الكائنات مُحمّد "صلّى اللهُ عليه وآله" تركتْ الباب الذي فتحه لها "صلّى الله عليه وآله" وفتحت لها أبواباً، فعبدت الله من حيث تُريد هي لا من حيثُ يُريد الله ويُريد الرسول.
وفي أجوائنا الشيعية اشترط علينا رسول الله في بيعة الغدير أن نأخذ التفسير عن عليّ.. ولكن الشيعة (وأعني بالشيعة: علماء الشيعة، ومراجعها، وأكابرها ومُفسّريها، وخُطبائها، ومُفكّريها.. المؤسّسة الدينية بكلّ أفرداها) أعرضتْ بوجهها عَن تفسير عليّ بحجّة "علم الرجال" الذي جاؤوا به من النواصب.. ففتحوا باباً لهم غير الباب الذي اشترط علينا رسول الله أن ندخل منه، ولم يأذنْ لنا بالدُخول من بابٍ آخر حتّى نكون في عِداد شيعةٍ عليّ. لكن الأمّة تركتْ هذا الباب وفَتحتْ لنفسها باباً آخر صَنعتهُ مِن وسائل جاءتْ بها من النواصب.
فالمُشكلة هي هي.. عبادةُ الله من حيثُ يُريد الناس لا مِن حيثُ يُريد الله.. تِلك هي حكايةُ إبليس وتلك هي مُشكلتنا
● والأمر هو هو على طول الخط: فحينما يتبنّى الفقيهُ أو المرجع رأياً، وحِينما يُواجَهُ بالحقائق يُكابر ويبقى يُصِرّ على أنّ العِبادة مِن حيثُ ما هو يُريد.. يتركُ حديث أهل البيت ويتمسّك باستحساناتٍ لجأ إليها بسبب جَهْلهِ بحديث أهل البيت.. وإنّما وَرِثَ عِلْماً بحديث أهل البيت مِن أجيال سابقة، فتصوّر أنّ أهل البيت قالوا فقط هذا الكلام لأنّ الذين سبقوهُ قد ألغوا بقيّة الحديث بحُجّة "علم الرجال".. فعندما يُواجه بالحقائق وهو لا يملك دَليلاً على ضعفها يُكابر ويُعاند. المَعصيّة هي هي.. فأوّل مَن قاس إبليس واستكبر.. والاستكبار هو أوّل معصيةٍ عُصِيَ اللهُ بها.

المجموع :2687

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق