علاقةُ عُمَر باليهود
وصف للمقطع

علاقةُ أبي بكرٍ وعُمَر وبالذَّات عُمر باليهود بقيت مُستمرَّةً إلى آخرِ لحظةٍ من حياتهِ:

في (مُسندُ الإمام أحمد بن حنبل)، مثالٌ وإلَّا فهذا المضمونُ يتكرَّرُ في كُتبِ القوم، الجزء الرابع من طبعةِ دارِ إحياء التراث العربي/ بيروت - لبنان/ صفحة (513)، رقم الحديث (15437)، تحتَ عنوان: "حديثُ عبد اللّه بن ثابت رضي اللَّهُ تعالى عنه": بسندهِ - بسندِ أحمد بن حنبل - عن عبد اللّه بنِ ثابِت قال: جاء عُمرُ بن الخطَّاب إلى النَّبيّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم - صلاةٌ بتراء تعني ديناً أبتر - فقالَ: يا رَسُول اللّه - عُمر يقولُ لرَسُول اللّه - إنـﱢـي مَرَرْتُ بأخٍ لِي من قُريظة - قُريظةُ قبيلةٌ يهوديَّة مُعادِيةٌ لرَسُول اللّه - فكتبَ لي جوامِعَ من التوراة ألا أعرِضُهَا عَلَيك؟ - ماذا يفعلُ عُمرُ بالتوراة؟ هل كانَ من العُلماء المحقـﱢـقينَ والباحثين؟ ما كانَ يعرِفُ أحكام الصَّلاةِ وأحكامَ التيمُّم لِماذا يذهبُ إلى اليهود يتعلَّمَ دينَ اليهود ولا يتعلَّمُ دِينَ الإسلام، لِماذا؟ هذا الأمرُ كانَ يفعلهُ في الجاهليَّةِ وبقي يفعلهُ في الإسلام..

يُريدُ أن يُعلـﱢـمَ رَسُولَ اللّهِ شيئاً ممَّا تعلَّمهُ - قالَ: فتغيَّرَ - مَن الَّذي يقول؟ عبدُ اللّه بن ثابت - فتغيَّرَ وجهُ رَسُول اللّه، قالَ عبدُ اللّه فقلتُ لهُ - هذهِ الطبعةُ مُحرَّفةٌ لأنَّني كُنتُ قد تتبَّعتُ الحديثَ في سنواتٍ ماضية في النُسخ القديمةِ من مسند ابن حنبل هذهِ الجملةُ هنا حُذفت، عبدُ اللّه بنُ ثابت قالَ لِعُمر: مَسخَ اللَّهُ عقلَك ألا ترى ما بوجه رَسُول اللّه - ماذا أنتَ فاعِل؟! تُريدُ أن تقرأ تُرَّهاتِكَ الَّتي تتعلَّمها عِندَ اليهود على رَسُول اللّه؟! - فَقالَ عُمر: رَضِينا باللّهِ ربَّاً وبالإسلامِ دِيناً - إلى آخرِ كلامهِ.

الموجودُ هُنا (فقلتُ لَهُ: ألا ترى/)، ووضعوا خطاً مائلاً، لا أدري هل يفعلونَ كما يفعلُ اليهود في كُتُبِهم لأنَّ اليهودَ يفعلونَ هكذا حينما يحذفونَ بعضَ الكلماتِ يضعونَ علاماتٍ في كُتُبِهِم..

فقلتُ لهُ: مَسخَ اللَّهُ عقلَك - هذا في الأصل - ألا ترى ما بوجه رَسُول اللّه؟!

في هذهِ الطبعةِ: فَقُلتُ لهُ: ألا ترى/ ما بوجه رَسُول اللّه - إلى آخر الرواية.

وهذا الأمرُ ذُكِر في الرﱢواياتِ كِراراً ومراراً، فجابرُ الأنصاري هو الآخرُ يُحدﱢث وغيرُ جابر الأحاديثُ موجودةٌ في كُتُبِهِم، وقالَ لَهُ رَسُول اللّه في مرَّةٍ أُخرى: (أَمُتَهُوﱢكُونَ يا ابنَ الخطَّاب - "مُتهوﱢكُونَ"؛ يعني حمقى متحيـﱢـرين - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه فَقَد جِئتُكُم بِهَا بَيْضَاء نَقِيَّة)، لِماذا تذهبُ إلى عِند اليهود كي تتعلَّمَ عِندَهُم وأنتَ لا تعرفُ دينَك؟! هُنا الحقيقةُ بيَّنها لنا إمامُ زماننا.

أمَّا محاولةُ القتلِ والاغتيال الَّتي أشارَ إليها إمامُ زماننا؛

المجلَّدُ السابع من (المحلّى بالآثار في شرح المجلّى بالاختصار)، لابنِ حزم الأندلسي، المتوفّى سنة (456) للهجرة، وهذا مَسندُ ابنِ حنبل، ابنُ حنبل توفّي سنة (241) للهجرة، هذهِ مصادرهُم القديمة، نحنُ لا نتوقَّعُ منهم أن يتركوا الحقائقَ كما هي يُحرﱢفونها لكنَّ الحقائقَ لقوَّتها لا زالت آثارُها موجودةً في كُتُبهِم، الصفحةِ الرابعةِ والعشرين بعدَ الأربعمئة، طبعةُ الدارِ العالَميَّة/ الطبعةُ الأولى 2021/ القاهرةُ، مِصر: وأمَّا حديثُ حُذيفة فساقِطٌ لأنَّهُ من طريق الوليدِ بنِ جميع - قطعاً سيضعـﱢـفُونَ هذهِ الأحاديث لكنَّها موجودةٌ في كُتُبهِم، نحنُ لا نعبأ بتضعيفِهم للأحاديث، نحنُ نعملُ بمنهج القُرآن: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا﴾، إنَّنا نأخذُ النصوصَ وبعدَ ذلكَ نبحثُ في الحقائقِ والمعطيات - فإنَّهُ قد روى أخباراً - الوليدُ بن جُميع - فِيها - في هذهِ الأخبار - أنَّ أبا بكرٍ وعُمرَ وعُثمانَ وطلحة وسعدَ بنَ أبي وقّاص أرادوا قَتْل النَّبي - هُو يُضَعـﱢـفُ هذا الخبر، لكنَّ الخبرَ موجودٌ في كُتُبِهِم، نَحنُ لا نتوقَّعُ من ابنِ حزمٍ النَّاصبيّ أن يؤُكـﱢـدَ هذهِ الأخبار قطعاً سيُضَعـﱢـفُها، لكنَّ الحقيقةَ تقول: مِن أنَّ نواصبَ سقيفةِ بني ساعدة لا يستطيعونَ أن يُخفوا الحقيقة كاملةً إنَّما يُكذﱢبُونَها، يُضعـﱢـفُونَها..

قالَ إمامُ زماننا: فَلَمَّا آيَسَا - مِن وِلايةٍ وحُكومةٍ وسَلطنةٍ في زمان النَّبيّ - مِن ذَلِك تَلثَّمَا وَصَعَدا العَقَبَة مَعَ عِدَّةٍ مِن أَمْثَالِهِما مِنَ الْمُنافِقِين عَلىٰ أَنْ يَقْتُلُوه فَدَفَعَ اللَّهُ تَعَالَىٰ كَيْدَهُم وردَّهُم بِغَيْظِهِم لَم يَنَالُوا خَيْراً - إلى آخرِ ما جاء في حديثِ إمامِ زماننا صلواتُ اللّهِ وسلامهُ عليه.

المجموع :2701

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق