عليٌّ عليه السلام يحتثنا عن كُرسيِّ سليمان الطائر
وصف للمقطع

في (تفسيرِ القُمِّي) عليٍّ بن إبراهيم رضوان الله تعالى عليهِ وعلى أبيه، صفحة (581) هو يقول: وَحَدَّثَنِي أَبِي، عَن أَبِي بَصِيْرٍ، عَن أَبَانٍ، عَن أَبِي حَمْزَةَ - إنَّهُ الثُّمالي رضوانُ اللهِ تعالى عليه - عَن الأَصْبَغِ بنِ نُبَاتَه، عَن أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِين صَلَواتُ اللهِ وَسَلامُه عَلَيه: خَرَجَ سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُود مِن بَيْتِ الْمَقْدِس - مِن فلسطين، هذا هو الاسمُ المشهورُ عِندَ النَّاس، وإلَّا في ثقافةِ أهلِ البيت فإنَّ بيت المقدسِ لهُ دِلالةٌ أخرى - وَمَعَهُ - على كُرسيِّهِ الطائر - وَمَعَهُ ثَلاثُ مِئَةِ أَلْف كُرْسيٍّ عَن يَمِينهِ عَلَيْهَا الإِنْس - الآدميُّون قُوَّاتهُ الآدميّة، ثلاثُ مِئةِ ألف (300000) كُلُّهم يجلسونَ على كراسي، أيَّةُ وسيلةٍ نقليَّةٍ هذهِ؟! هل هذا عجيبٌ؟! سفينةُ نُوح جَمَعَ فيها كُلَّ الحيوانات، هذهِ هي عجائِبُ الأنبياء، هذهِ عجائبُ الأنبياءِ من شيعةِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد صلواتُ اللهِ عليهم أجمعين - وَثَلاثُ مِئَةِ أَلْف كُرْسِيٍّ عَنْ يَسَارِهِ عَلَيْهَا الجِن، وَأَمَرَ الطَّيْرَ فَأَظَلَّتْهُم - الخُيُولُ، الدَّوابُّ، الطعامُ، الأسلحةُ، الوسائلُ، ما يُقالُ لهُ اللوجستيك - وَأَمَرَ الرِّيح فَحَمِلَتهُم - أَمَرَ الرِّيح لا أن يقول للرِّيحِ طيري بنا، إنَّها الوسائلُ والأسباب - حَتَّى وَرَدَ إِيْوَانَ كِسْرَى فِي الْمَدَائِن - في العراق عند بغداد - ثُمَّ رَجَعَ فَبَاتَ فَاضْطَجَع - رجعَ من ذلك المكان، رَجعَ مَساءً - ثُمَّ غَدَا - عِنْدَ الصَّبَاح - فَانْتَهَى إِلَى مَدينَةِ تَرْكَاوَان - هذهِ المدينةُ بهذا الاسمِ لا وُجودَ لها في زماننا، وإنَّما هناك مدينةٌ ذُكِرت في التاريخِ قريبةً من مدينةِ مرو يُقالُ لها تُركان، قد تكونُ هي هذهِ، قد تكونُ مدينةً أخرى لا أدري، لكن لا يوجدُ في زماننا مدينةٌ ولا توجدُ آثارُ مدينةٍ بهذا الاسم، إمَّا أنَّ تصحيفاً حَدَثَ في هذا الاسم، وإمَّا المراد منها مدينةُ تُركان الَّتي هي في خراسان قديماً كانت، وإمَّا أنَّها كانت وزالت مثلما زالتُ الكثيرُ من الـمُدنِ والبلاد - ثُمَّ أَمَرَ الرِّيحَ فَحَمَلَتهُم حَتَّى كَادَت أَقْدَامُهُم - أقدامُ الَّذين كانوا على البساط الطائر - يُصِيبُهَا الْمَاء - لأنَّها حينما نزلت نزلت بمستوى ماءِ البحر، مُرادي لَمَّا نزلت لَمَّا نزلت في حركتها ما بَينَ نُزولها وصُعودها - وَسُلَيْمَانُ عَلَى عَمودٍ مِنْهَا - كانَ في مكانٍ مُرتفع - فَقَالَ بَعْضُهُم لِبَعض: هَلْ رَأيتُم مُلْكَاً قَط أَعْظَمَ مِن هَذا وَسَمِعتُم بِه، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا وَلَا سَمِعنَا بِمِثْلِهِ، فَنَادَى مَلَكٌ مِنَ السَّمَاء: ثَوابُ تَسْبِيحَةٍ وَاحِدَةٍ فِي اللهِ أَعْظَم مِمَّا رَأيْتُم - هذا هو التَّعظيم عند مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد.

تَدبَّروا في عَظمةِ مُلْكِ سُليمان، ومُلكُ سُليمان لا قيمة لهُ في مُلكِ القائمِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، ثوابُ تسبيحةٍ في ظِلِّ وَلايةِ قائمِ آلِ مُحَمَّد هي أعظمُ من مُلْكِ سُليمان.

في سورة النمل، إلى لقطةٍ هي الأعظمُ بينَ اللقطات الَّتي ذُكرت في شؤونِ دولةِ سليمان: ﴿ قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِيْن - بعرشِ بلقيس - ۞ قَالَ عِفْريْتٌ مِّنَ الْجِنِّ - هذهِ غُرفةُ العمليّات، مَقرُّ القيادةِ، هذا اجتماعٌ سِريٌّ، الحُضَّارُ هم خاصَّةُ الجنِّ والإنس - أَنَا آتِيْكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ - قبلَ انتهاءِ الاجتماع - وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِيْن - قد يكونُ مُنَفِّذاً للمأموريّةِ لوحدهِ، أو رُبَّما معَ أعوانهِ مِن الجن - قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ - آصف بن برقيا - أَنَا آتِيْكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ - إنَّها سُرعةٌ فائقةٌ أسرعُ من الضوء، هذا الأمرُ الأعظمُ الَّذي جرى في دولة سُليمان - فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ۞ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُون ۞ فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوْ - إلى آخرِ تفاصيلِ ما جاء في سورةِ النمل، فأنا لستُ بصددِ الخوضِ في كُلِّ التفاصيل، إنَّما هي لقطاتٌ.

المجموع :2629

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق