مَا بَينَ الدِّينِ وَالـمَذْهَب
وصف للمقطع

في الآيةِ التاسعةِ بعدَ العاشرةِ بعدَ البسملةِ من سورةِ آلِ عمران: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ﴾، هُوَ هَذا وانتهينا، لا تُوجَدُ مَذاهب، الـمَذاهِبُ مِن صِناعة النَّاس، صِناعةُ مُحَمَّدٍ وعليٍّ صَلَّى اللّهُ عليهِما وآلهِما هي هذهِ ولا يوجدُ شيءٌ آخر،

في السورةِ نفسها، الآيةِ الخامسةِ والثمانين بعدَ البسملة: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾، هذا هو الَّذي يُريدهُ مُحَمَّدٌ وعَلِيٌّ صَلَّى اللّهُ عليهِما وآلهما.

في الآيةِ الثالثةِ بعدَ البسملةِ من سورةِ المائدة جاء فيها: ﴿الْيَوْمَ - أيُّ يومٍ هذا يا أيُّها الشيعة؟ إنَّهُ يومُ الغدير هذهِ عقيدتنا، إنَّهُ يومُ عَلِيٍّ - الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِيْنَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ﴾، وليسَ مِن مَذْهَبِكم، اذهبوا بمذهَبِكم إلى الجحيم، عليٌّ لَيسَ عِندَهُ من مذهبٍ اصطلاحي، عليٌّ عِندَهُ دينٌ فقط اسمهُ الإسلام، أمَّا الـمَذاهِبُ فهذهِ لُعبةٌ مِن ألاعيب الشَّيطان.

-فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْم - يوم عليٍّ - الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾، الإسلامُ الَّذي تحدَّثت عنهُ الآيةُ التاسعةُ بعدَ العاشرةِ بعدَ البسملةِ من سورةِ آلِ عمران: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ﴾ هُوَ هَذا، في مرحلة التَّنزيلِ لم يَكُن قد بلغَ الإسلامُ حدَّ الرِّضا إلى أن وصلنا إلى مرحلة التَّأويل حينما بايعنا بيعة الغدير،

في سورة الأنعام، الآيةِ الثالثةِ والخمسين بعدَ المئةِ بعدَ البسملة: ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ - صِراطٌ واحد هو هذا الدِّين، أمَّا الـمَذَاهِبُ فهي طُرقٌ شيطانيَّةٌ مُعوجَّةٌ لا علاقةَ لها بالصِّراط المستقيم - وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ - هُناكَ سبيلٌ واحد، هذا السَّبيلُ عليٌّ وآلُ عليٍّ ولا يوجدُ شيءٌ آخر - ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ما هو هذا الَّذي نُرَدِّدهُ يوميّاً، نُرَدِّدهُ في صلواتنا: ﴿اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾، هوَ هذا.

في الآيةِ السابعةِ بعدَ البسملةِ من سورةِ آلِ عمران: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾، وهُمُ هُمُ الرَّاسخونَ في العِلم ولا يوجدُ غيرهُم.

مَجْمَعُ الحقيقةِ الكاملة في الآيةِ السابعةِ والستين بعدَ البسملةِ مِن سورةِ المائدة، هذهِ الآيةُ الأُم، هذهِ الآيةُ الحاكِمَةُ على القُرآنِ كُلِّه: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ - بتوحيدها ونُبوَّتها ورسالتها بِكُلِّ تفاصيلها، بِقُرآنِها بِكُلِّ ما جاء في قُرآنِها، بِكُلِّ الدِّينِ في ظاهرهِ وباطِنه، الآيةُ عَلَويَّةٌ بِظاهِرها وباطنها - وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾، هذا الكُفرُ هو أَلعنُ أنواعِ الكُفْر، هذا الكُفْرُ الَّذي يكونُ في مُواجهة الإسلام الَّذي ارتضاهُ اللّه في يوم الغدير، هذا هوَ الإسلامُ، وهذا هوَ الدِّينُ فَخَبِّروني أينَ هي الـمَذَاهِب؟! بيعةُ الغديرِ صريحةٌ في غديرِ عليٍّ؛ (اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاه وَعَادِ مَنْ عَادَاه وَانْصُر مَنْ نَصَرَه وَاخْذُل مَنْ خَذَلَه)، الـمَذَاهِبُ أينَ مَحلُّها من الإعراب؟

هذا في غديرِ عليٍّ صلواتٌ وسلامٌ على أفنيةِ عليٍّ الطَّاهِرةِ المطهَّرة.

والمعنى هُوَ هُوَ في غدير القائمِ صلواتُ اللّهِ وسلامهُ عليه، في دُعاء النُّدَبةِ الشريف نُنَاجِي إمامَ زماننا الحُجَّةَ بن الحسن: (أَيْنَ مُعِزُّ الأَوْلِيَاء وَمُذِلُّ الأَعْدَاء)، ثُمَّ يُبَيِّنُ دُعاءُ النُدبة الشريف مَن هُم الأولياء حِينَ يقول: (أَيْنَ وَجْهُ اللّه الَّذي إِلَيهِ يَتَوَجَّهُ الأَوْلِيَاء)، هذا هو دِينُ الإسلام.

المجموع :2701

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق