مسير الإمام المهدي عليه السلام إلى القادسية واجتماع الناس بالكوفة لمبايعة السُّفياني
وصف للمقطع

في الجزء الثاني والخمسين من (بحار الأنوار) لشيخنا المجلسي:

طبعةُ دارِ إحياء التراث العربي، يبدأُ الحديث صفحة (341)، رقم الحديث (91)، الحديثُ طويلٌ تفاصيلهُ كثيرةٌ، صفحة (343)، الحديثُ رواهُ لنا عبدُ الأعلى الحلبي عن إمامنا الباقرِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، إمامنا يقول: لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِم - إلى من ينظرُ إمامنا الباقر؟ الإمامُ يُشيرُ إلى قائمِ آلِ مُحَمَّدٍ وأنصاره الْمُخْلِصِين - مُصْعِدِينَ مِنْ نَجَفِ الكُوْفَة - مُصْعِدِينَ هو حَالُهم، جمعٌ لِمُصْعِد، والْمُصْعِدُ هو الَّذي يرتقي ويتحرَّك من أرضٍ واطئةٍ إلى أرضٍ أعلى منها، النَّجفُ أرضٌ عالية، الكوفةُ أرضٌ مُنبسطة، بالقياسِ إلى النَّجف هي أرضٌ واطئة.

الإمامُ يتحدَّثُ هُنا في هذهِ الروايةِ عن بدايةِ دُخول قائمِ آلِ مُحَمَّدٍ إلى الأراضي العراقيَّةِ حينما يكونُ قريباً من النَّجف، من أرضِ النَّجفِ والكوفةِ وكربلاء.

هناك روايةٌ في المصدرِ نفسهِ، صفحة (387)، رقم الحديث (204): عن أبي خالدٍ الكُابلي، عن إمامنا السجَّادِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه - أذهبُ إلى موطن الحاجة منها إلى الَّذي يتعلَّقُ بدخول إمام زماننا إلى العراق، الإمامُ السجَّادُ يقول: ثُمَّ يَسِير - متى؟ بعد الأحداث الَّتي حدثت في الحجاز - حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى القَادِسِيَّة - القَادسيَّةُ والقادسيات هي مناطقُ الفرات الأوسط في العراق الَّتي تكونُ قريبةً من النَّجفِ وكربلاء - وَقَدْ اِجْتَمَعَ النَّاسُ بِالْكُوفَة - الكوفةُ النَّجف، والكوفةُ والنَّجفُ في أيَّامنا بمثابةِ مدينةٍ واحدة، فقد اختلطَ البِناءُ ما بينَ الكُوفةِ الإداريّةِ ومدينةِ النَّجفِ الإداريّةِ أيضاً اختلطَ البِناءُ - وَقَدْ اِجْتَمَعَ النَّاسُ بِالْكُوْفَةِ - لماذا اجتمع النَّاس؟ ومَن هم الَّذين يجتمعون بالكوفة؟ هل هُم أكراد كردستان؟ أم أنَّهم الأيزيديّونَ الَّذينَ يعيشون في سنجار وحواليها؟ أم أنَّهم أبناءُ الأعظميّةِ في مدينةِ بغداد يتقاطرونَ على الكُوفةِ يجتمعون فيها؟ أم أنَّهم أهلُ الرَّمادي؟ مَن هُم الَّذين يتقاطرونَ على النَّجفِ يجتمعون فيها في وقتٍ حرجٍ كهذا الوقت فهم يعلمونَ أنَّ الإمامَ قد خرجَ في مكَّةَ وقد انتقل بعد ذلك إلى المدينةِ، والإعلامُ العالمي يُتابِعُ الأخبار بشكلٍ مُباشر، وسُكَّانُ الجنوبِ والوسط العراقي شيعةٌ، لماذا يتقاطرونَ ويذهبونَ إلى النَّجف وهم على علمٍ من أنَّ الإمام الحُجَّة يتوجَّهُ إلى العراق؟! لماذا لم يتوجَّهوا إلى الحدود العراقيّة السعوديّةِ لاستقبالهِ؟! الإمامُ السجَّادُ يُبَيِّنُ لنا ذلك: وَقَد اِجْتَمَعَ النَّاسُ بِالْكُوْفَةِ وَبَايَعُوا السُّفْيَانِي - هؤلاءِ هُم شيعةُ العراق، هؤلاءِ هُم شيعةُ المراجع، لو لم يَكُن المراجعُ قد بايعوا السُّفيانيَ في النَّجف فهل يأتي شيعةُ العراقِ لِمُبايعتهِ؟!

-لَكَأَنَّي أَنْظُرُ إِلَيْهِم مُصْعِدِيْنَ مِن نَجَفِ الكُوْفَةِ ثَلَاثَ مِئةٍ وَبِضَعَةَ عَشَرَ رَجُلاً - إنَّهُم خواصُّ الإمام - كَأَنَّ قُلُوبَهُم زُبَرُ الحَدِيد - الَّذي يظهرُ من الرواية هذهِ ليسَ معَ الإمامِ من الشيعةِ من البشرِ إلَّا هؤلاء، فهذا يُشْعِرُنا من أنَّ السيناريو الَّذي سيكون هو السيناريو الثَّالث، وهذهِ الحلقاتُ أساساً هذهِ المجموعةِ من الحلقات بدأت في الحديثِ عن هذا الموضوع.

زُبَرُ الحديد؛ قِطعُ الحديد - جَبْرَائِيلُ عَن يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلُ عَن يَسَارِهِ - إنَّهُ منصورٌ بالملائكة، ليسَ مُعتمداً على شيعتهِ من البشر - يَسِيْرُ الرُّعْبُ أَمَامَهُ شَهْرَاً وَخَلْفَهُ شَهْرَاً - ولذا فإنَّ شيعةَ العراقِ من خوفهم منه ذهبوا إلى السُّفياني، ذهبوا إلى الكوفة، فهم يعرفون أنفسهم ما هم بشيعةِ الحُجَّةِ بن الحسن، هُم شيعةُ المراجعِ المرجئة - أَمَدَّهُ اللهُ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِين - إنَّهُم ملائكةُ بدر، مُسَوِّمِين؛ يلبسونَ العمائم البيضاء الَّتي لها ذؤابتان، وعِمامةُ إمامِ زماننا كذلك، بالضبط إنَّها عِمامةُ رسول الله، وبالضبط إنَّها تُخالِفُ عمائم مراجعِ النَّجفِ وكربلاء الَّتي هي عمائمُ إبليس كما في الروايات، إنَّها عمائمُ العبَّاسيِّين - حَتَّى إِذَا صَعَدَ النَّجَف - وصلَ الإمامُ إلى المنطقةِ العاليةِ من أرضِ النَّجف، لماذا يفعلُ الإمام هذا؟ خوفاً من غدرِ الشيعةِ، هذا احتياطٌ وتحرُّزٌ من غدرِ شيعة العراق، فشيعةُ العراق غَدَرَةٌ فَجَرَة، لقد غدروا بأميرِ المؤمنين، وغدروا بإمامنا الحسن، وغدروا بالحُسين، وغدروا بِكُلِّ أئِمَّتنا، وغدروا بمسلم بن عقيل، وغدروا بزيدٍ بن عليّ، وغدروا وغدروا، وسيغدرونَ بالحُجَّةِ بن الحسن، ولهذا السَّبب فإنَّ الإمامَ يتَّجهُ بعسكرهِ إلى الأرضِ المرتفعةِ في النَّجف.

حَتَّى إِذَا صَعَدَ النَّجَف قَالَ لِأَصْحَابِهِ تَعَبَّدُوْا لَيْلَتَكُم هَذِه - هنا في هذا المكان المرتفع، بعيداً عن الكوفةِ وعن النَّجف، ويبدو من الروايةِ من سياقها من أنَّ أهل الكوفة والنَّجف يتوقَّعونَ قُدومهُ لكنَّهم لم يكونوا على علمٍ دقيقٍ بحركتهِ وسيرهِ، وإلَّا لهاجموه - فَيَبِيْتُونَ بَيْنَ رَاكِعٍ وَسَاجِد يَتَضَرَّعُونَ إِلَى الله - أين؟ في الأماكن المرتفعةِ من أرضِ النَّجف - حَتَّى إِذَا أَصْبَح قَالَ: خُذُوْا بِنَا طَرِيقَ النُّخَيْلَة - النُّخَيْلَةُ موطنٌ يُمكننا أن نقول من أنَّهُ يقعُ في أرضٍ باتِّجاهِ الشِّمَالِ ما بينَ الكوفة والنَّجف، النُّخَيلةُ تحديداً في زماننا قضاءُ الكِفل، بالتعبير الشعبي العراقي الـﭽـفل، قضاءُ الكِفْل، وإنَّما سُمِّي بقضاءِ الكِفل بمدينةِ الكِفل نِسبةً إلى النَّبي الَّذي يُعرَفُ بذي الكِفل، إنَّها تبعدُ عن الكوفةِ 22 كيلو متر من جهةِ الحلَّة - خُذُوْا بِنَا طَرِيْقَ النُّخَيْلَة وَعَلَى الْكُوْفَةِ - الإمام لم يذهب إلى الكوفةِ مُباشرةً وإنَّما ذهبَ إلى النُّخيلة - وَعَلَى الكُوْفَةِ خَنْدَقٌ مُخَنْدَق - خَنْدَقٌ مُخَنْدَق؛ الخَنْدَقُ هو بذاتهِ حاجزٌ عسكري، أخدودٌ عريضٌ عميقٌ في الأرض، يتناسب مع كُلِّ زمان، في بعضِ الأزمنةِ قد لا يكونُ عريضاً جِدَّاً بالنَّظرِ إلى الوسائل والآلات الَّتي يمتلكها الجيشُ المهاجم، مُخْنَدقٌ؛ مُجَهَّزٌ بالوسائل الَّتي تُناسِبُ كُلَّ عصرٍ بحسبِ الإمكاناتِ، بحسبِ الوسائلِ المتوفّرة، بحسبِ قُوَّة الردع الَّتي تردعُ المهاجمين، فَهُناكَ على الكُوفةِ، الكُوفةُ النَّجفُ أساساً - قُلْتُ - عبد الأعلى الحلبي يقول للإمام الجواد - قُلْتُ: خَنْدَقٌ مُخَنْدَق؟! قَالَ: إِي وَاللهِ، إِي وَاللهِ - فالإمامُ هنا حينما يقول: (إِي والله) هذا الكلام فيه حسرةٌ من الشيعةِ، حسرةٌ واضحة، (إِي وَالله)، ويبدو أنَّ الخندقَ طويلٌ جِدَّاً - حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى مَسْجِدِ إِبْرَاهِيمَ بِالنُّخَيْلَة - موجودٌ في زماننا، وقد جُدِّدَ بِناؤه إنَّهُ المسجد الملاصق لقبر ذي الكفل، وقد جُدِّد قبرُ ذي الكفل أيضاً في زماننا بعد 2003، هذا المسجدُ يُعرَفُ بمسجدِ النُّخيلة، وقد يُعرَفُ أيضاً بمسجدِ أميرِ المؤمنين، لأنَّ أمير المؤمنين صلَّى هنا، ويُعرَفُ بمسجدِ النُّخيلة نسبةً إلى أرضِ النُّخيلة إلى منطقةِ النُّخيلة - فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَين، فَيَخرُجُ إِلَيهِ مَن كَانَ بِالْكُوْفَةِ مِنْ مُرْجِئِهَا وَغَيْرِهِم مِنْ جَيْشِ السُّفْيَانِي - مِن مُرْجِئهَا؛ من مُرجئةِ الشيعة، وَغَيرِهِم؛ من غيرِ الشيعة، لأنَّ جيشَ السُّفياني موجودٌ في الكوفةِ، وشيعةُ العراق جاءوا وبايعوه، بايعوا قائدَ جيشِ السُّفياني نيابةً عن السُّفياني، لم يذهبوا كي يبايعوا إمام زمانهم، لو كان مراجعُ الكوفةِ نُوَّاباً حقيقيّين لإمامِ زمانهم لكانَ شيعة العراق يبايعونَ المراجع على أنَّهم نُوَّابٌ لصاحبِ الزَّمان، لكنَّ المراجع في تلك اللحظةِ في مُواجهةِ الحقيقةِ لا يستطيعون أن يقولوا من أنَّنا نُوَّابٌ لصاحبِ الزَّمان بلعوا ألسنتهم، وخدعوا الشيعة أن يبايعوا قائدَ جيشِ السُّفياني وبعد ذلك خرجوا جميعاً لحربِ إمام زماننا.

-فَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ - صَاحِبُ الزَّمان يقولُ لأصحابهِ - اِسْتَطْرِدُوْا لَهُم - فرُّوا أمامهم، لِخُداعِهم، الحربُ خُدعة - ثُمَّ يَقُول: كُرُّوا عَلَيهِم - عُودوا إليهم، الإمام يقول - لَا يَجُوزُ وَاللهِ الخَنْدَقَ مِنْهُم مُخْبِر - سيُقضى عليهم جميعاً.

أعتقدُ أنَّ الصورة صارت واضحةٌ لديكم، فهؤلاء المرجئةُ هم الَّذين سيُبايعون السُّفياني وسيُحاربونَ إمام زماننا.

-عرض الفيديو عبر "قناة الفرات الفضائيَّة" حيثُ الحديثُ عن ناحيةِ القادسيَّة وعن الخندقِ المخندق هناك.

تعليق: هذا هو الخندقُ الـمُخندق، خندقٌ محفور مع طائراتٍ مُسيَّرة وكاميرات حراريّة، هكذا جاء في حديثِ الـمُراسل: (ومنها استخدامُ الطائرات الـمُسيَّرة والكاميراتُ الحراريّة فضلاً عن الخندقِ الَّذي سيكونُ بمواصفاتٍ لا يَسهُلُ اختراقها).

-عرض الفيديو الآخر الَّذي يُوضِّحُ الأمر بشكلٍ أكثر عبر قناة كربلاء الفضائيَّة.

تعليق: لا أقولُ من أنَّ الخندق هذا هو الَّذي تحدَّثت عنهُ الروايةُ الشريفة، لكنَّني أقول يمكنُ أن يكون وإن لم يكُن هو، فمثلما حُفِر خندقٌ مُخندقٌ بالكاميراتِ الحراريّةِ والطائرات الـمُسيَّرة وبالأسلاك الشائكةِ وبقيَّة الوسائل الأخرى، يمكن أن يكون في قادم السنين في زمن الظهورِ الشريف، أن يكون الخندقُ أكثرَ تعقيداً من هذا، باعتبارِ أنَّ الوسائل ستكونُ مُعقَّدةً أكثر، إنَّما جئتُ بهذين الفيديوين على سبيلِ المثال لتوضيحِ الفكرةِ وتقريبِ الصورة.

المجموع :2626

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق