وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً
وصف للمقطع

في سورةِ الكهف ومن الآيةِ الثالثةِ والثمانين بعد البسملةِ وما بعدها، جاء الحديثُ عن ذي القرنين: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً - فماذا تلا علينا قُرآننا؟ وماذا تلا علينا مُحَمَّدُنَا صلَّى اللهُ عليه وآله؟ - إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ - الحديثُ عن ذي القرنين، انتهى الكلامُ عن الأرض - وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً﴾، أسبابُ الأرض واضحةٌ مرَّ ذِكرُها، بقيت أسبابُ السَّماوات، قطعاً لم يُعطى ذو القرنين كُلَّ الأسباب، الآيةُ واضحة، ما قالت الآيةُ من أنَّنا آتيناهُ كُلَّ الأسباب، ذلك أمرٌ خاصٌّ بِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد.

- فَأَتْبَعَ سَبَباً" - الآيةُ لا تُشيرُ إلى أسبابِ الأرض، سيتَّضحُ هذا شيئاً فشيئاً، الآياتُ في سورةِ الكهف الَّتي ترتبطُ بقصّة ذي القرنين آياتٌ في الحقيقةِ مُغلقةٌ إذا أردنا أن نتعامل معها على أساس اللغةِ فقط أو على أساسِ الجغرافية الأرضيّةِ الَّتي نعرفها، وحتَّى إذا أردنا أن نعود إلى التاريخِ وتفاصيلهِ لن نستطيع أن نعرف شيئاً لا من اللغةِ ولا من الجغرافية ولا من التاريخ، لن نستطيع أن نعرف شيئاً عن يأجوج ومأجوج، ولن نستطيعَ أن نعرف شيئاً عن سَدِّهما عن سَدِّ يأجوجَ ومأجوج، ولن نستطيع أن نعرف شيئاً عن سائرِ التفاصيل الأخرى.

-حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً" - هل هذا في الأرضِ أم أنَّهُ في السَّماء؟ القصَّةُ سياقُها واحد، ومردُّ كُلِّ التفاصيلِ إلى الآيةِ "فَأَتْبَعَ سَبَباً"، هذهِ فاءُ التفريع، فاءُ التفريعِ على أسبابِ السَّماوات - حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ" - لا توجدُ نُقطةٌ في الأرضِ يُقالُ لها مَغرِبُ الشَّمس، الأرضُ كُرويّةٌ، لذا جاء التعبيرُ في الكتابِ الكريمِ مرَّةً عن المشرقِ والمغرب، ومرَّةً عن المشرقين والمغربين، ومرَّةً عن المشارقِ والمغارب، هذهِ الآياتُ إذا أردنا أن نفهمها بدقَّةٍ حتَّى إذا لم نَكُن نعلم أنَّ الأرضَ كُرويّةٌ فإنَّنا إذا أردنا أن ندرُس هذهِ العناوين وِفقاً للمساقطِ الهندسيّة، لِمساقطِ علمِ الهندسة فإنَّها ستقودنا إلى كرويّة الأرض.

مَغرِبُ الشَّمسِ هذا خارجُ الأرض في السَّماء، الروايات سَتُبَيِّنُ لنا هذا، الحديثُ عن يأجوجَ ومأجوج، وعن سَدِّ يأجوجَ ومأجوج بحسبِ الرواياتِ كُلُّ ذلك في السَّماء، فهذه التفاصيلُ ترتبطُ بها - قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ - الآيةُ لم تُعرِّف لنا مَن هُم هؤلاء، إنَّهم مِن دَوابِّ السَّماء - إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً ۞ قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً" - إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ؛ هذا النظامُ لم يكن موجوداً عندَ الأنبياءِ في العالم الأرضي، لم يكُن مِن نِظام الدياناتِ أنَّ النَّبيَّ الرَّسُول الوليَّ، فهذا وليٌّ من أولياءِ الله، ذُو القرنين وليٌّ من أولياء الله، مِنَ الهادينَ إلى الحق، النظامُ في الدياناتِ النَّبويَّةِ واحدٌ. - وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى" - يمكن أن تكون هذهِ الآيةُ قرينةً على أنَّ مَن ظَلَم مَن ظَلَمَ نَفسَهُ ومَن ظَلَمَ مَن ظَلَمَ حُجَّة الله ومَن ظَلَمَ الله حينما رفضَ الحُجَّة الَّتي أُقِيمت عليه، فإنَّ الشرك كما وصفهُ القُرآنُ ظُلمٌ عظيم، إنَّهُ ظُلمٌ للنَّفسِ أوَّلاً، وظُلمٌ لِحُججِ الله، وظُلمٌ للهِ سُبحانهُ وتعالى.

الحُسنى لا أريدُ أن أقف عندها هنا طويلاً، لكنَّ هذا العنوان في كُلِّ الكتاب الكريمِ بحسبِ تفسيرِ عليٍّ وآلِ عليٍّ الحُسنى ولايةُ عليٍّ صلواتُ اللهِ عليه - وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً - هذا في جهةٍ من السَّماء - حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ" - مثلما قلتُ لكم لا توجدُ نُقطةٌ على الأرضِ يُقالُ لها مَغربُ الشَّمس، ولا توجد نقطةٌ على الأرضِ يُقالُ لها مَطلِعُ الشَّمس، إلَّا إذا كان الكلامُ بنحوٍ نسبيٍّ - وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً" - إنَّهم قومٌ من دونِ ستر يعيشونَ في العراء، يعيشونَ في مكانٍ مفتوح، ليسَ هُناكَ مِن بناء، هذهِ حضارةٌ خاصّةٌ بهم.

- كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً ۞ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً - لا زالَ يتحرَّكُ في السَّماءِ في مُختلفِ الاتجاهات بحسبِ الأسبابِ الَّتي توفَّرت لديه - وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً ۞ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً - هؤلاءِ لم يفعل معهم شيئاً بحسبِ الآيات، الَّذينَ وجدهم عندَ مطلع الشمس. 

قطعاً كُلُّ الجهاتِ الَّتي مرَّ عليها ذو القرنين في الأرضِ أو في السَّماء صارت جُزءاً من مملكتهِ - حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ" - إنَّهُ موضعٌ كموضعِ مغربِ الشمس كموضعِ مَطلعِ الشَّمس، هذهِ مواضعُ في السماء:

- فهناك موضعٌ عنونهُ القرآن بمغرب الشَّمس.

- وهناك موضعٌ آخر عنونهُ القُرآن بمطلِع الشَّمس.

- وهناكَ موضعٌ ثالث بَلَغَهُ ذو القرنين عنونهُ القُرآن بينَ السدّين.

- حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً - هذهِ مخلوقاتٌ من دوابِّ السَّماوات، مخلوقاتُ مُتخَلِّفة، هم ليسوا بالمطلق لا يفقهون قولاً، (لا يكادونَ) هذا فعلُ مقاربة، هُناك إمكانيّةٌ للتواصلِ معهم، لكنَّ قُدرة الإدراكِ عندهم ضعيفةٌ ليست بمستوى قُدرة الإدراكِ عندَ البشر، هؤلاءِ أبناءُ العاصمة، فالأرضُ هي العاصمة، وأبناءُ العاصمةِ أكثرُ تحضُّراً، أكثرُ ثقافةً، قطعاً في جهةٍ من الجهات.

-قَالُوا - من الَّذين قالوا؟ الأممُ الَّتي مرَّ عليها وصارت جُزءاً من دولتهِ، نحنُ نتحدَّثُ عن أُممِ السَّماء، الأُمم الَّتي تعيشُ قريباً من هذهِ المنطقة من منطقةِ بين السَّدَّين - قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ" - هؤلاء الَّذين لا يكادونَ يفقهون قولاً، هذهِ الجُموعُ المتخلِّفةُ من المخلوقات، لماذا خلقها الله؟ لماذا خلق اللهُ الأفاعي؟ لماذا خلق اللهُ العقارب؟ لماذا خلق الله التماسيح؟ لماذا ولماذا؟! هذا موضوعٌ آخر.

"قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ" - في علمِ التوازنِ البيئي عُلماءُ البيئةِ وحُماةُ البيئة يُدَافِعونَ عن كُلِّ حشرةٍ بل عن جميعِ أنواع البكتيريا في الأرض وعن كُلِّ الحيوانات لماذا؟ لأنَّهم قد أدركوا حقيقةً من أنَّ البيئة لن تكون بيئةً صالحةً من دُونِ أن تتوفَّر فيها أسبابُ التوازنِ البيئي، وهذهِ الحيواناتُ بقضِّها وقضيضها وحتَّى الكائناتُ المجهريّة والبكتيريا بِكُلِّ أنواعها كُلُّ صنفٍ منها يُشَكِّلُ جانباً مُهمَّاً من جوانبِ التوازن البيئي - فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجَاً - أموالاً أسباباً إمكاناتٍ - عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً" - لأنَّهُ قد أوتي من الأسباب، هُم لا يملكونَ الأسباب الَّتي كانت عند ذي القرنين ولذا لجأوا إليهِ، أيَّةُ قدرةٍ هذه؟! 

-قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ - أنا لا أحتاجُ إلى خرجكم، دعوا خَرْجَكم لكم، إنَّها أسبابُ التَّمكين السَّماواتي - فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً - لم يَقُل سَدَّاً، هُم قالوا: اجعل بيننا وبينهم سَدَّا، هو جعلَ لهم رَدْمَا، الرَّدمُ غيرُ السَّد، لكنَّهُ بالنتيجةِ حاجزٌ عظيم، السَّدُّ حاجزٌ، والردمُ حاجزٌ، لكنَّ الردم أقوى من السَّد - آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ - إنَّها قطعُ الحديد الهائلة الكبيرة - حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً" - القِطرُ هوَ النُّحاسُ الذَّائب، إنَّهُ يُذيبُ الحديد ويُذيبُ النُّحاس، عمليّةٌ هائلةٌ جِدَّاً، وهذا الكلامُ ليسَ في الأرض، هذا حديدٌ بحسبِ المكان الَّذي بنى فيهِ ذو القرنين ردمهُ هذا.

بَيْنَ الصَّدَفَيْن؛ بَينَ الجهتين، يُقالُ لهذا التَّكوينُ الَّذي يكونُ المحارُ موجوداً فيه بعضُ أنواعِ المحار حيثُ يتكوَّنُ اللؤلؤ، يتكوَّنُ اللؤلؤ بينَ الأصداف، فالأصدافُ جِهةٌ من هنا وجهةٌ من هناك - قَالَ انفُخُوا"؛ انفُخُوا ناراً مثلما يفعلُ الحدَّادُ بوسائلِ نفخِ النَّارِ عنده، هذهِ التعابيرُ تقريبيّةٌ - حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً"؛ جعلَ الحديدَ نَاراً، ذابَ ذوباناً، كانت حرارتهُ العالية تُوصَفُ بهذا الوصف مِن أنَّهُ صارَ ناراً.

- قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً"؛ جِيئوني بالنُّحاس الذَّائبِ ومازجوهُ معَ هذا الحديدِ الـمَائعِ، قطعاً السَّبيكةُ ستكونُ أقوى، وهذهِ التعابيرُ تُناسِبُ عالَمنا الأرضي، فهل الحديدُ هُناكَ هُوَ الحديدُ هنا، وهل القِطرُ النُّحاسُ الذَّائبُ هُناكَ هُوَ القطرُ هنا؟

"فَمَا اسْطَاعُوا"، لم تقل الآيةُ (فما استطاعوا) هذا التعبيرُ بحسبِ القاعدةِ المعروفةِ في اللغة فإنَّ زيادةَ المباني تدلُّ على زيادة المعاني، وإنَّ نقصَ المباني يدلُّ على نقصِ المعاني، استطاعَ يمتلكُ قُدرةً أعلى من هذا الَّذي اسْطَاعَ، اِسْطَاع قُدرتهُ أقل، لماذا قُدرتهم أقل؟ لأنَّ الردم كان عظيماً.

"فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ"؛ أَن يَظْهَرُوهُ؛ لأنَّهُ كانَ عالياً جِدَّاً، لم يكونوا قادرينَ أن يتجاوزوا عُلُوَّهُ.

"وَمَا اسْتَطَاعُوا"، حاولوا أن يثقبوه، الفارقُ بين ما اسطاعوا وبين ما استطاعوا أنَّهم حاولوا أن يثقبوه وأثَّروا فيهِ لكنَّهم ما نَقَبوه، فهم بالقُدراتِ الَّتي عندهم حاولوا أن يثقبوه، النَّقبُ هُو الثَّقبُ، أن يَثْقُب الجدار كي يستطيع أن يتجاوزَ إلى الجهةِ الأخرى - وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً"؛ بالنتيجةِ لم يستطيعوا أن يتجاوزوه، هذا هو ردمُ ذِي القرنين، يُقالُ لهُ سَدُّ ذِي القرنين باعتبارِ أنَّ الردم سَد.

بعد أن أكمل العمل: "قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي - ثُمَّ بَيَّن حقيقةً لأبناء مملكتهِ مِن دَوابّ السَّماوات ومِن دوابّ الأرض - فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء" - دَكَّهُ دَكَّاً هذا بِناءٌ إلهيٌّ، ولكن بأسبابٍ بشريّة، لذا لن يُدَكَّ إلَّا بإذنِ الله كي يتسرَّب أبناءُ يأجوج ومأجوج إلى الأرض وإلى غيرها، لقد انتهى عصرُ الرَّجْعَةِ العظيمة ودخلنا في عَصرِ دَابَّةِ الأرض، وها هو ينطوي شيئاً فشيئاً، وبدأت أشراطُ السَّاعة، بدأت أشراطُ اليوم الثالثِ من أيَّامِ الله فحينئذٍ سَيُدَكُّ هذا الردم، سيتسرَّبُ اليأجوجيُّون والمأجوجيُّون إلى الأرضِ وإلى غيرها، لكنَّ أعينهم إلى أين؟ إلى الأرض انتقاماً من ذلكَ السُّلطانِ الأرضي الَّذي جاءَ وصنعَ هذا الردم، فضيَّق عليهم.

- وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً ۞ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ - لَمَّا بنى ذو القرنين ردمهُ العظيم - يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً" "يَوْمَئِذٍ"؛ قد يُرادُ منها في الزَّمن الَّذي بنى ذو القرنين ردمهُ فتركَ أقوامَ يأجوج ومأجوج يختلطُ بعضها في بعض، اضطربت أوضاعها بسببِ هذهِ المستجدّاتِ الجديدة الَّتي حدثت من هذا الـمَلِك القادمِ من عاصمةِ السَّماء، ورُبَّما يُرادُ من يومئذٍ الحديثُ عن قادمِ الأيَّامِ في اليوم الَّذي يُدَكُّ فيهِ ذلكَ الردم فتموجُ جُموعُ يأجوجَ ومأجوج باتجاهِ الأرض.

-وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً"، إلى آخرِ الآيات.

في سورة الأنبياء، الآيةِ السادسة والتسعين بعد البسملةِ والَّتي بعدها: ﴿حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ - فُتِحت متى؟ مثلما جاء في سورة الكهف "فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي"، ووعدُ رَبِّي بَيَّنتهُ الآياتُ في السياقِ نفسهِ، إنَّها القيامةُ الكبرى والرواياتُ حدَّثتنا وفَسَّرت لنا كُلَّ ذلك - حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ - متى؟ بعد انتهاءِ عصرِ الرَّجْعَةِ العظيمة، وبعد انتهاءِ عصرِ دابَّةِ الأرض - وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُون﴾، لقد وصلوا إلى الأرض، الحَدَبُ المرتفعات، هؤلاء ينزلون من السَّماء، قطعاً سينزلون على الأماكنِ المرتفعة، وبعد ذلك تقول الآية: ينسلون، إنَّهم يتحرَّكون حركةً سريعة وخفية نُزولاً من أعلى المرتفعات، باتجاهِ المدن والقرى حيثُ يعيش النَّاس، سيعيشون مع النَّاس، سيختلطون بالنَّاس.

المجموع :2641

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق