{ادعوا ربكم تضرّعاً وخُفيةً إنّه لا يحبُّ المعتدين} كيف يجب ان يكون الدُعاء ؟
- طول المقطع : 00:05:03
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ قـرآنـهـم ] الحلقة ( 16 )
■ {ادعوا ربكم تضرّعاً وخُفيةً إنّه لا يحبُّ المعتدين} بحسب ما جاء عن أهل البيت: أي ادعوا الله جهاراً وخُفية.
التضرّع : هو خُضوع وتذلّل وتوسّل في القلب ولكنّه ينعكس على الّلسان وعلى أعضاء البدن.. فهذا يُشير إلى الإعلان والإظهار.
● قولهِ تعالى: {إنّه لا يحبُّ المعتدين} فكأنّ الذي لا يدعو هو يَعتدي.. والسبب:
لأنّ الدُعاء ليس مطلوباً بألفاظه، الدعاء مطلوب بمضمونه.
الدُعاء إنّما يصدر مِن القلب حينما يكون مُنكسراً.. وفي الأحاديث القُدسية (أنا عند المُنكسرة قلوبهم) حينما يكون القلب مُنكسراً فإنّه يكون مُؤهّلاً للدُعاء.. (علماً أنّ هذا ليس مُبرّراً لأن نترك الدعاء إذا كان في حدود القراءة والتلفّظ).
الدُعاء حالة مِن حالات التواصل مع الغَيب، ولكن لابُدّ مِن انكسار القلب.. هذا هو المعنى الحقيقي للدُعاء لأنّ الإنسان حينئذٍ يستشعر معنى الافتقار.. وإذا استشعر الإنسان معنى الإفتقار فإنّه سيستشعر معنى النعمة التي مَنّ اللهُ بها عليه.. وإذا ما استشعر الإنسان النعمة التي مَنّ الله بها عليه فإنّه سيتوجّه إمّا بالشُكر، أو بالتملق، أو بالخضوع، أو على الأقل لن يكون مُتكبّراً في الساحة الإلهية.. لأنّ الكِبْر هو رداءُ الله سُبحانه وتعالى، فمَن أراد أن يُشاركهُ فيه سيُذلّه! الذي لا يعيش هذه المعاني سيكون جافياً لله تعالى، وسيكون مُتكبّراً في ساحة العبودية وهذا يكون مُعتدياً.. فهو يتصرّف كما يُريد ويأكل كما يشتهي ويُحصّل على ما يتمنّى مِن دون أن يستشعر فضْل الله عليه.
فالإنسان بحاجة للدعاء علناً وسِراً.. وكما مرّ ليس المراد من الأدعية الألفاظ.. الألفاظ في الأدعية طقسٌ.. الأصل في الأدعية انكسار في القلب، ولن يحصل الانكسار مِن دون العمل الصادق والعمل المُخلص.. فالعمل الصادق والمُخلص هو الذي يُعين الإنسان أن ينال الإنكسار في قلبه.
العنوان | الطول | روابط | البرنامج | المجموعة | الوثاق |
---|