{ثمّ بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون} قصة مجيئ موسى إلى فرعون
- طول المقطع : 00:09:48
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ قـرآنـهـم ] الحلقة ( 20 )
● {وقال موسى يا فرعون إنّي رسولٌ من ربّ العالمين} المُنجّمون قد أخبروا فرعون أنّ نهاية أمره على يد موسى، فحين سمِع فرعون بقدوم موسى إلى مِصْر كان خائفاً جدّاً منه، وقد غلّق الأبواب على نفسه وذهب مُستقرّاً في مجموعة قصورٍ من قصوره من القصور العالية المُغلّقة ذات الأبواب الكثيرة.. ووضع مجموعة من السباع (الأُسد الهائجة) في الحدائق التي تُحيط بقصره، حتّى إذا ما جاء موسى افترسته السِباع (هكذا كان يتصوّر)
وفعلاً جاء موسى يحملُ عصاه، فلمّا توسّط تلك الحدائق وإذا بالسباع تخنعُ بين يديه ثُمّ بعد ذلك تتفرّق! استأذن في الدخول على فرعون فلم يُؤذن له، فحينها طرق موسى الباب الخارجي من أبواب مجموعة القصور هذه، طرقها بعصاه، ففُتحتْ جميع الأبواب وصار ينظرُ إلى فرعون في مَجلسه، وفرعون ينظرُ إليه، فقال فرعون: أدخلوه. فحين دخل موسى على فرعون كان فرعون يجلس في مكان قد هُيئ له على قبّة عالية.. على قُبّة ترتفعُ 80 ذراعاً كما في الروايات فدخل موسى وقال الذي قاله ودعاه إلى الإيمان به.. وطالب فرعون بآية فألقى موسى عصاه فتحوّلت إلى كائن مُرعب.. القرآن يتحدّثُ عنها بأنّها تتحوّل إلى حيّة. (هذا تقريبٌ للمعنى، وليست حيّة على نحو الحقيقة.. هي كائنٌ آخر، ربّما فيها شَبَهٌ مِن الحية). حين ألقى موسى عصاه تحوّلتْ إلى كائنٍ مُرعب مُخيف.. فيه وجه شبه من الحيّة، والروايات تقول: أنّ ذلك الكائن الشبيه بالحيّة فُتح هكذا بشكل مُخيف وشُقّ إلى شقّين:
• الشق الأعلى عند مجلس فرعون، عند نهاية القبّة التي ترتفعُ 80 ذراعاً.
• والشقّ الثاني عند الأرض.
ورأى فرعون النيران تستعر فيما بين الشعبتين فتكادُ النيران أن تلتهمه! فصرخ فرعون صراخ الخائفين مُرتعباً: خُذها يا موسى!
وقد أصيب بإسهال حاد مُفاجىء! والروايات تقول: بقيت حالة الإسهال هذه عنده لمدّة طويلة.. فأحدث على تلك القبّة، ظهرتْ علائم إسهاله على تلك القبّة التي كان يجلس عليها والتي صُنعتْ له بشكلّ رمانة.
● مجلس يستأنس فيه فرعون، وبُني بهذا النحو العالي من البناء، والخارطة كانت كأنّه قد جلس في بناياتٍ بشكل الرمّان.. كما نقرأ في دُعاء السمات: (وبمجدك الذي ظهر لموسى بن عمران عليه السلام على قبّة الرمان وبآياتك التي وقعتْ على أرض مِصر بمجد العزّة والغَلَبة..)
إذا كان فرعون قد أحدث، فكلّ الملأ الذين معه قد أحدثوا أيضاً.. فأيّ رُعبٍ هذا الذي أصاب هؤلاء؟!
■ {ثمّ بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئهِ فظلموا بها فانظرْ كيف كان عاقبة المُفسدين* وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين* حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل* قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين* فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين* ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين}
الثعبان هو الحيّة وقد يُطلق على ذَكَر الحيّة..كانت المعجزة واضحة جدّاً وبالمُستوى الذي يتناسب مع إرعاب فرعون بكلّ جبروتهِ وبكلّ ما عنده مِن إمكانات هائلة. فلم تكن القضيّة حيّة كالحيّات التي نرآها تتحرّك على التراب.. المسألة أكبر مِن ذلك.
● {ونزع يده} هذا المعنى حدّثتنا عنه سُورة طه في قوله تعالى: {واضمم يدكَ إلى جناحكَ تخرج بيضاء من غير سوء آيةً أخرى} واضمم يدك إلى جناحك: أي ضع يدكَ على خاصرتك، ثُمّ اسحبها فإذا هي كالشمس.. النور سطع في كلّ مكان! هذه المعاني لا نستطيع أن نتصوّرها إلّا إذا رأيناها بأنفسنا، فإنّ القرآن يتحدّث عن هذه الآية أنّها مِن الآيات الكُبرى، ولكن بالمُجمل من خلال الآيات والروايات:
فإنّ موسى النبي وضع يده على جناحه ثُمّ نزعها، أي رفعها.. وإذا بشمس (أي: شدّة الأضواء التي انتشرت في المكان وسيطرت على الجوّ) بعبارة أخرى: قوّة هائلة صدرت من يده غيّرتْ الأجواء.
■ {قال الملأ من قوم فرعون إنَّ هذا لساحرٌ عليم* يُريد أن يُخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون}
{قال الملأ} هؤلاء الحاشية، النُخبة، الأعيان.. قالوا ذلك باعتبار أنّ السِحْر كان ثقافة منتشرة في تلك الأصقاع. موسى ما أراد أن يُخرج الفراعنة.. موسى أراد أن يُخرج بني إسرائيل، ولكن هذه القضيّة هكذا تجري دائماً (تقليب الحقائق، الدعايات، التزوير، التشويه) هذا هو شأن الذين يُخالفون أهل الحقّ سواء كانوا من أهل السياسة، أم من رجال الدين الباطل، أم أصحاب رؤوس الأموال الذين يأكلون جهود الناس من دون وجه حقّ!