{ثُمّ لتسؤلنّ يومئذٍ عن النعيم} : النعيم (ولاية مُحمّد وآل محمّد)
- طول المقطع : 00:03:20
وصف للمقطع
مقطع من برنامج قرٱنهم ح 10
● في سورة التكاثر {ثُمّ لتسؤلنّ يومئذٍ عن النعيم} إذا ما رجعنا إلى كلماتِ أهل البيت فإنّنا نجد في بعض الأحاديث أنّ المُراد مِن النعيم هنا: {الرطب والماء البارد} وهذا المعنى مَوجود أيضاً في روايات المُخالفين.
ولكن هناك رواياتٌ أخرى عندنا تقول: إنّ الله سُبحانه وتعالى أجلّ من أن يُنعِمَ على عبدهِ نعمةً ثُمّ يُحاسِبُهُ عليها.. وهذا هو المنطقي، فالكريم إذا جاءهُ ضيف فهو لا يُحاسِب ضَيفهُ على ما قدّم لَهُ مِن ضِيافة.. وإلّا فأيُّ كرمٍ هذا..؟!
النعيم هو (ولاية مُحمّد وآل محمّد).. لكنَّ هَذهِ النِعَم هي رُموزٌ تُشيرُ إلى ولايتهم.. ومَن لم يكنْ مُتنعّماً بولايتهم فإنّهُ مَسؤولٌ عن هذهِ النِعَم.
كما يقول صادق العترة عليه السلام في [الكافي الشريف :ج8]: (لو أنّ غير وليّ عليّ أتى الفرات وقد أشرف ماؤه على جنبيه وهو يزخُّ زخيخا، فتناول بكفّه وقال: بسم الله، فلمّا فرغ قال: الحمد لله، كان دماً مسفوحاً أو لحم خنزير). فهذا اللباس وهذا الريش يُذكّرنا بنعمتهم مِن جهة (فالأرض وما عليها للإمام).. و دلالةٌ عميقة في نفْسِ هذا الّلباس وهي أنّ هذا الّلباس زينةٌ للإنسان، وزينةُ الحقيقةِ في الإنسان: ولايةُ عليّ.
● زينة الأشياء "ولاية عليّ" وهذا المَعنى مَبسوط في كلمات المعصومين (زَيّنُوا مَجالسكم بذكْر عليّ) زِينةُ المَجالسِ ذِكْرُ عليّ. وزِينةُ مَظاهرنا هي لباسنا وثِيابُنا، وهذا الّلباس.. هذهِ الثيابُ تسترُ العَورة وتُجمّل الإنسان.. و هكذا هي ولايةُ الإمام المعصوم (أشهدُ أنّ بولايتك تُضاعف الحسنات، وتُمحَى السيّئات). هذه ولايةُ الإمام المعصوم.. فإنّ مُضاعفةَ الحَسَنات هي تجميل، ومَحو السيّئات هُو سَترٌ وسَتر.
فالمراد مِن أنّ هذه الثياب من آياتهِ سُبحانه وتعالى هو بملاحظة دلالتها.. عيوبنا ليس لها إلّا إمامنا، كما أنّ عيوبنا الجسديّة ليس لها إلّا هذه الثياب