{ضرب الله مثلاً رجُلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سَلَماً لرجل هل يستويان مثلا}
- طول المقطع : 00:09:24
وصف للمقطع
مقطع من برنامج الكتاب الناطق ح162
✤ وقفة عند الآية 29 من سورة الزمر قوله تعالى: {ضرب الله مثلاً رجُلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سَلَماً لرجل هل يستويان مثلا..}
المَثل المضروب في الآية هو عن رجل (عبد) مملوك لأكثر من مالك.. ولكن يُمكن أن تنطبق الآية على الحرّ أيضاً الذي يُجري عدّة عقود عمل في شركات عديدة مثلاً في وقت واحد (عقد عمل في الشركة س، عقد مع الشركة ص، عقد مع شركة ج) وأوقات العمل واحدة وهو يُحاول أن يوفّق في أداء وظائفه في الشركات الثلاث.. فمثل هذا الرجل لن يستطيع أن ينفع طرفاً مِن الأطراف.
● الكلام في الآية هو الكلام حين نتحدّث أيضاً عن مؤمن مُنتظر ينتظر إمام زمانه وقد فرّغ قلبه لِمعرفته وخدمته، كما يقول صادق العترة عن إمام زماننا: (لو أدركته لَخدمته أيّام حياتي).
وعن رجل آخر يعيش في ظِلّ رغبات مُختلفة وفي ظِلّ ارتباطات مُتنوّعة.. فهو يعمل لذلك الحزب ويشتغل لذلك المسؤول ويركض وراء حاجات جعلها مطمحاً عالياً له لن ينالها إلّا بالتقرّب لذلك السلطان أو لذلك المرجع أو لأي جهة أخرى.. فلا يُمكن أن يستوي مثل هذين الرجلين.
● القضيّة هي هي إذا أردنا أن نُطبّقها على عقولنا.. حين تكون عقولنا مُشبعة بثقافة واحدة هي ثقافة الكتاب والعترة فلا يُمكن أن تكون عقولنا حينها مُشابهة لعقول تقاذفتها أمواج الفكر الأشعري والمُعتزلي والشافعي والقُطبي والصوفي وغير ذلك.. تلك عقول قد تقسّمتْ، لن تصل إلى الحقيقة.
العالم الذي تقسّم عقله بين كلّ هذه الأجزاء لن يصل إلى الحقيقة.. والعالم الذي جمع فكره على منهج الكتاب والعترة يُمكن أن يصل إلى الحقيقة.
✤ وقفة عند ما يقوله أهل البيت في معنى الآية 29 من سورة الزمر في [تفسير البرهان: ج6]
● (عن محمّد بن الحنفية، عن أبيه سيّد الأوصياء في قول الله عزّ وجل {ورجلاً سَلَماً لرجل} قال: أنا ذلك الرجل السالم لرسول الله)
● (عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر الباقر "عليه السلام" قال: سألته عن قول الله عزّ وجل {ورجلاً سَلَماً لرجل} قال: الرجل السالم لرجل عليٌ وشيعته) وقطعاً قول الإمام هنا (عليٌ وشيعته) هذا العطف ليس المراد منه العطف بمستوى التساوي، وإنّما الشيعة يُمكنهم أن يعيشوا في أجواء هذا المعنى وهذا المضمون: السالمية لرسول الله التي هي سالمية لإمام زماننا
● هذا المعنى هو الذي يتكرّر في الزيارات (معكم معكم لا مع غيركم) في أجلى وأوضح مراتبه يتحقّق معنى السالمية لإمام زماننا، ورمزية هذه السالمية تتجلّى في السجود فإنّنا في السجود نلتصق بهذا التراب بكلّ ما عندنا ونُرغم آنافنا على تراب الحسين عليه السلام، ولذا قال صادق العترة عليه السلام إنّ السجود على تراب الحسين يخرق الحُجُب السبع. (فمِن تكبيرة الإحرام التي تُشير إلى الحُجب السبع وهي تكبيرة حسينية، إلى ا
أوصياء: و كيف يحاسب الرجل نفسه؟ قال: إذا أصبح ثمّ أمسى رجع إلى نفسه، فقال: يا نفس، إنّ هذا يوم مضى عليكِ لا يعود إليك أبدا، و اللّه تعالى يسألكِ عنه بما أفنيته، وما الذي عملتِ فيه؟
أذكرتِ اللّه أ حمدتيه؟ أقضيتِ حق أخ مؤمن؟ أ نفّستِ عنه كربة؟ أ حفظتيه بظهر الغيب في أهله و ولده؟ أ حفظتيه بعد الموت في مُخلّفيه؟ أ كففت عن غِيبة أخ مُؤمن بفضل جاهكِ؟ أ أعنتِ مسلماً؟ ما الذي صنعتِ فيه؟ فيذكر ما كان منه، فإن ذكر أنّه جرى منه خير حمد اللّه تعالى و شكره على توفيقه، و إن ذكر معصية أو تقصيرًا استغفر اللّه تعالى، و عزم على ترك معاودته، و محا ذلك عن نفسه بتجديد الصلاة على محمّد و آله الطيّبين، و عرض بيعة أمير المؤمنين "عليه السلام"على نفسه و قبوله لها، و إعادة لعن أعدائه و شانئيه و دافعيه عن حقوقه. فإذا فعل ذلك قال اللّه عزّ و جلّ: لست أناقشك في شيء من الذنوب مع موالاتك أوليائي و معاداتك أعدائي)