{وكم مِن قريةٍ أهلكناها فجَاءها بأْسنا بياتاً أو هُم قائلون}
- طول المقطع : 00:08:38
وصف للمقطع
مقطع من برنامج قرٱنهم ح5
✤ قولهِ تعالى: {وكم مِن قريةٍ أهلكناها فجَاءها بأْسنا بياتاً أو هُم قائلون} مثالٌ لِمجموعة من البشر ابتعدتْ عن الولاية.. فإنّ حقيقة كُلّ شيء هي الولاية كما تُشير إلى ذلك الآية 144 من سورة الكهف: {هُنالكَ الولايةُ للهِ الحقّ هو خيرٌ ثواباً وخيرٌ عقبا} يعني ما وراء كلّ شيء حقيقة الولاية الظاهرة المُتجليّة في جواهر هذا الوجود.
وقول الآية {هو خيرٌ ثواباً وخيرٌ عُقْبا} الثواب هو أثرٌ مِن آثار النهاية، ولازمٌ مِن لوازم المُنتهى.. والعاقبة عنوانُ النهاية الصارخ الواضح.
■ قولهِ تعالى: {اتّبعوا ما أُنزلَ إليكم مِن ربّكم ولا تتّبعوا مِن دُونه أولياء قليلاً ما تذكرون} أي لا تَحرفوا مسار الولاية الحقّ إلى مسار آخر.
الاتّباع حتّى يتحقّق يحتاجُ إلى نيّة في القلب، والاتّباعُ يَحتاجُ إلى فَهْمٍ في العقل، مِن أنّني أسيرُ في هذا الطريق وأتّبعُ هذا الذي أتّبعهُ للحكمة الفلانية، والقضيّة مردّها إلى العقل. فهناك نيّة وهناك عقلٌ وفكرٌ، وهناك قولٌ وهناك حركةٌ عمليّة، ذاك هو الاتّباع.
● لن أستطيع أن أتّبع أهل الحقّ وأهل الباطل ما لم أُشخّص طريقهم.. فلابُدّ أن أسير على خارطة.. هذه الخارطة إمّا أن آتي بها مِن أهل الحقّ كي يُرشدوني إلى مَقرّهم، وإمّا مِن أهل الباطِل كي يُرشدوني إلى مَقرّهم.. والإمام الباقر "عليه السلام" يقول في قولهِ تعالى: {فلينظر الإنسانُ إلى طعامه} قال: عن علمهِ عمّن يأخذه.
● قولهِ تعالى: {وكم مِن قريةٍ أهلكناها فجَاءها بأْسنا بياتاً أو هُم قائلون} قطعاً الحديث عن القرية يعني المُراد أهل القرية.
البيات : إشارة إلى الليل، وقائلون هو الذي ينام القيلولة والتي تكون عند مُنتصف النهار.
● قول الآية {فجَاءها بأْسنا بياتاً أو هُم قائلون} أي جاءهم العذاب بنحوٍ مُفاجىء لهم، مثلما تحدّث القرآن عن يوم القيامة وعن يوم الظهور الشريف أنّه سيأتي مُباغتاً لأرض.. فتعبير (الساعة) في القرآن الكريم تارةً يأتي بمعنى (القيامة) و تارةً يعني (يوم الظهور الشريف لإمام زماننا).
الآية تتحدّث عن قرية نائمة تَغطُّ في نَومها العَميق سواء كانَ المقصود هذا المعنى الحِسّي للنوم (في البياتِ أو في القائلة).. أو تعني أنّهم سادرونَ في غيّهم، وضائعون في غفلتهم وإذا بالبأس قد صكّهم.. تلك هي المُفاجئة.
هؤلاء الذين ينحرفُ بهم المسار من ولاية الله (التي هي ولاية محمّد وآل محمّد) إلى ولاية أيّ شيءٍ آخر.. هؤلاء هم نائمون، ولذا حِين يحلّ العذاب عليهم يحلّ عليهم في نومهم وبشكلٍ مُفاجىء!