{ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما} ما هو هذا العهد ؟
- طول المقطع : 00:03:29
وصف للمقطع
مقطع من برنامج قرٱنهم ح7
✤ مرور سريع على آياتٍ من سورة طه تناولتْ قِصّة أبينا آدم وأمّنا حواء كي تكون الصورة واضحة بين أيديكم.
● {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما}. هذا العهد هو عهد الولاية، هذا هو منطق ثقافة الكتاب والعترة، فالعهد الذي أُخِذ على أبينا آدم هو عهد الولاية.. والآية هنا تُنبّهنا إلى أمرين، وأنّ مُشكلة الإنسان مع آل محمّد في هذين الأمرين:
● الأوّل: النسيان.
● الثاني: ضعف الهمّة.
نحنُ بِحاجة إلى تَذكّر دائم، وبِحاجة إلى همّة عالية. كما نقرأ في سُورة الأعراف {كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرىٰ للمُؤمنين} المُؤمنون هم الأولياء أمثال سلمان، هؤلاء يكون الكتاب ذكرى لهم.. أمثالنا هم الذين ينسون.
هذان الأمران هُما الأمران القَاتلان لنا في عَلاقتنا بإمام زماننا.. ولِذا الإمام في رسالتهِ للشيخ المفيد يقول: (إنّا غيرُ مهملين لِمراعاتكم، ولا ناسين لِذكركم) لأنّ الشيعة ناسية.. لأنّنا مُهملون، والإهمال يأتي من عدم الهِمّة.. حِينما يكون الإنسان ضَعيف الهِمّة يَكون مُهْملاً كسولاً، عاطلاً، أمَّا قويّ الهِمّة لا يكون مُهملاً وإنّما يكون مُتَّقداً ومُتوهّجاً.
● مُشكلتنا في نقطة واحدة أنّنا لا نملكُ الحماس العقائدي..! وأنا لا أتحدّث عن حماس عسكري، ولا أتحدّث عن حماس يُسبّب الضجيج والعجيج.. وإنّما أتحدّثُ عن هَمّ وهاجسٍ على طُول الخَطّ يحمله الإنسان بين جوانبه هو الذي يُحركّه بشكل صحيح.. كما جاء عن صادق العترة "صلواتُ الله عليه": (نَفَسُ المَهموم لِظُلمنا تسبيح، وهمّه لنا عبادة، وكتمانُ سِرّنا جهادٌ في سبيل الله). هذا الهم لِظُلمهم قد يشتدّ وقد يفتر.. وقول الإمام (وهمّه لنا عبادة) هذا الذي يجب أن يبقى على طول الخطّ.. والإمام الصادق يقول عن هذا الحديث أنّه يجب أن يُكتب بماء الذهب.
وماء الذهب هو ماءُ القلوب هو الماء الذي يُكتب بهِ على القلوب، حتّى تبقى هذه المَعاني مُتقدّة وبرّاقة ولمَّاعة في القلوب.
● {فنسي ولم نجد له عزما} هذا جُزء من التكوين البشري.. فنحنُ بحاجةٍ إلى طبيعة النسيان.. لن نستطيع أن نعيش في الأرض من دون النسيان، النسيان نعمة.. ولكن لا أن نُسلّط النسيان على علاقتنا بإمامنا زماننا.