أقوى درجات الشرك في ثقافة أهل البيت، وأخبثها وأنجسها وأعلاها هي: مَن ادّعى الإمامة
- طول المقطع : 00:10:11
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ قـرآنـهـم ] الحلقة ( 11 )
● قولهِ تعالى: {وأن تُشركوا باللهِ ما لم يُنزّل به سُلطاناً} أي ما لم يُنزّل به دليلاً وحُجّة مِن قوّتها تكون حاكمةً على العقول، الذي يحكم على العقل: هو الدليلُ الواضح، الحقّ الصريح، العلم الناطق، المعرفة الوضّاءة.. هذهِ هي التي تكونُ سُلطاناً على العقول وتخضعُ العقول لها.
ومن هنا جاءتنا الروايات والأحاديث تقول أنّ الأنبياء والرُسل حُجّةٌ ظاهرة، والعقول حُجّةٌ باطنة.. والأنبياء يُثيرون دفائن العقول.
● أقوى درجات الشرك في ثقافة أهل البيت، وأخبثها وأنجسها وأعلاها هي: مَن ادّعى الإمامة.. هذهِ أعلى درجات الشرك.
وحديثي عن الإمامة التي هي إمامةُ أهل البيت.. فليس الحديثُ هُنا عن إمامة عُرفية.. فالحاكمون الظالمون ربّما يدّعون الإمامة ولكنّهم لا يَقصدون بها إمامة أهل البيت. أنا أتحدّث عن الخُلفاء، عن السَقيفة وعن المُدَّعين عِبر التأريخ إلى يومنا هذا.
أخبثُ وأخطرُ وأنجسُ وألعنُ درجات الشِرك ادّعاءُ إمامةِ آل محمّد..
● ودُون هذهِ المَرتبة الأخطر والأعلى مِن الشرك: الإعتقادُ بإمامةِ هذا المُدّعي (فهذا شِركٌ أيضاً، ولكن دُون شِرك المُدّعي).
● وأيضاً منزلةٌ خطيرة من منازل الشرك: تنصيبُ الناس إماماً هو ليس بإمام من الله، ويدّعون له إمامةَ مُحمّدٍ وآل محمّد، ثُمّ يتّبعونه! (هذهِ أخطرُ مراتب الشِرك). وكُلّ هذه المراتب لا دليلَ عليها.
(فهذا الذي يدّعي الإمامة لا يملك دليلاً، وهذا الذي اعتقد به لا يملكُ دليلاً، والأمّة حين نصّبتْ إماماً لا تملكُ دليلاً، ونفس الإمام الذي نصّبوه لا يَملكُ دليلاً، وحينما يتّبعونه لا يملكون دليلاً.. ليس هُناك مِن سُلطان..)
وهذا الكلام يقودنا إلى "جعفر الكذاب"، حين ذهب إلى الخليفة العبّاسي وحَمَلَ معهُ أموالاً كثيرة، وطلبَ مِن الخَليفة العبّاسي أن يُنصّبه إماماً على الشيعة، وقدّم هذهِ الأموال هَديّةً للخَليفة.. فإنّ الخليفة العبّاسي قال له:
هل عندك ما كان عند أخيك من المواهب والقُدرات والقابليات التي كان يملكها الحسن العسكري أيّام حياته قبل شهادته..؟ هل تملك مثل هذه القُدرات؟ قال: لا. قال له الخليفة العبّاسي: إذن خُذ أموالك واخرج.
إذا كُنت تملكُ مثلما كان يَملك أخوكَ مِن المواهب فأنت لا تَحتاجُ إلينا في أن نُنصبكَ إماماً.. أنتَ ستكون إماماً لهم وسيقبلون بك.
وإذا كنت لا تملكُ ما كان يَملك أخوك، فلا هذهِ الأموال تنفعكَ ولا نَحنُ بحاجةٍ إليها، ولا نَحنُ بقادرين على أن نُنصبك إماماً لهم.. والسبب: لأنّ الإمام العسكري كان يملكُ سُلطاناً ودليلاً على العقول برغم أُنوفهم. (هذا هو السلطان الذي تتحدّث عنه الآيات).
● حينما يدّعي أحدٌ الإمامة، وحينما يَعتقدُ أحدٌ بهِ، وحينما تُنصّب الأمّة إماماً، وحينما تتبّع الأمّة الإمام الذي نصّبته، فإنّ الذي يترتّب على ذلك هو أن يفتروا على الله (أن يأتوا بأحكام، وأفكار، ومفاهيم، وعقائد، وأكاذيب...) هذه هي الفواحش التي حرّمها الله.. وجاءتْ مقرونةً بالخَمْر والبغي بِظُلم الآخرين، والزنا. هذهِ الآيةُ تنطِبقُ على أعداءِ آل محمّدٍ مُنذُ يوم السقيفةِ وإلى يَومنا هذا.. كُل الفرق وكُلّ المجموعات.. ومن أوضح المجموعات التي عادتْ آل محمّد ونافرتهم "الخَطّابية" وهذهِ الآية تنطبقُ على الفِرقة الخطّابية بالكامل بكلّ تفاصيلها.. من يعرف شُؤون الخَطّابية البغيضة الّلعينة سيجد المضامين المَوجودة في هذهِ الآية تنطبقُ عليها بالكامل.
وتنطبقُ أيضاً على كُلّ الفِرَق والمَجموعات التي نافرتْ مُحمّداً وآل مُحمّد عِبْر التأريخ مُنذ السقيفة وإلى هذه الّلحظة.