أمثلة للمنطِقٌ التُرابيٌ والمنطقٌ الغيبي في زيارات المعصومين عليهم السلام
  • طول المقطع : 00:13:18
وصف للمقطع

مقطع من برنامج ليالي رجب في ليالي القمر ح11
(وقفة لتقريب الفكرة بمثال تقريبي).
• — حِين نُخاطِب إمام زماننا في زيارتهِ الشريفة التي بدايتُها: (السلامُ عليكَ يا خليفة الله وخليفة آبائهِ المهديّين) حِين أُخاطِبه بهذا الخِطاب:
• (أشهدُ أنَّ بولايتكَ تُقبَل الأعمال، وتُزكّى الأفعال، وتُضاعَفُ الحَسَنات، وتُمحى السيّئات، فمَن جاء بولايتك وأعترفَ بإمامتكَ قُبِلتْ أعمالهُ وصُدّقتْ أقواله، وتَضاعفتْ حسناتهُ ومُحيتْ سيّئاتهُ، ومَن عَدَلَ عن ولايتكَ وجَهِلَ مَعرفتكَ واستبدلَ بكَ غيركَ كبّه الله على مِنخرهِ في النار ولم يَقبلْ اللهُ له عملاً ولم يُقِمْ لهُ يوم القيامةِ وَزْنا، أُشهِدُ الله وأُشهِدُ ملائكته وأُشهدكَ يا مولاي بهذا ظاهرهِ كباطنه وسِرّه كعلانيتهِ وأنت الشاهدُ على ذلك وهو عهدي إليك وميثاقي لديك إذ أنتْ نظامُ الدين ويعسوب المُتّقين وعزّ الموحدين وبذلك أمرني ربُّ العالمين..)
• وهذا الخطاب في الزيارة هو لهم جميعاً “صلواتُ الله عليهم”..
• — حِين نُخاطِب الإمام: (أشهدُ أنَّ بولايتكَ تُقبَل الأعمال، وتُزكّى الأفعال) هذا منطق ترابي أم منطق غيبي؟!
• بالمنطق الترابي الإمام رئيسٌ ديني ودنيوي، وهذهِ المعاني لا تتحدّث عن رئيس ديني ودنيوي، وإنّما تتحدّث عن كائن إلهي يُعبَّر عنه بهذا التعبير في دعاء النُدبة عن (السبب المتّصل بين الأرض والسماء) وعن (باب الله الذي منه يُؤتى) وعن (وجه الله الذي إليه يتوجّه الأولياء) وهذا لا يُمكن أن يُوصَف بالفشل.
• فهذا الذي نُخاطِبه بهذه العبارات: (أشهدُ أنَّ بولايتكَ تُقبَل الأعمال، وتُزكّى الأفعال، وتُضاعَفُ الحَسَنات وتُمحى السيّئات) بولاية الإمام المعصوم يذهب كُلّ فشل عندي وكُلّ خيبةٍ أحملها بين جوانحي.. فكيف يُمكن أن أصِفهُ بالفشل.
• نعم إذا كُنت مُقتنعاً بالمنطق الترابي (وهو منطق السقيفة وهو المنطق الناصبي الذي يتعامل مع آل مُحمّد على أساس أنّهم بنو هاشم في مُقابل بني أُميّة).. إذا كان هذا هو المنطق فإنّه نعم يُمكن أن يُقال إن الحُسين فشل في كربلاء من الجهة العسكريّة وبعد ذلك نُرقّع ونقول: انتصر معنويّاً.
• — الحُسين انتصر لأنّ برنامج الحُسين لم يكن محدوداً في أرض كربلاء.. وسأُثبت لكم من النصوص من أنّ القضيّة تحتاج في فَهمها إلى منطق غيبي.
• وبالمُناسبة.. فإنّ الرجوع إلى الكتاب الكريم وإلى أحاديث العترة وإلى زيارات أهل البيت وأدعيتهم لا يسمحُ لنا مُطلقاً بالرجوع إلى المنطق الترابي، وهذا ما سأُثبته لكم جهاراً بين أيديكم.
• — حين تقول الزيارة: (إذ أنتْ نظامُ الدين) كيف يتطرّق الفشل إلى نظام الدين؟! لا يُمكن ذلك.. وحتّى إذا أردنا أن نُرقّع ونقول: بأنّ الفشل لا يتطرّق إلى ذات الإمام، وإنّما يتطرّق إلى آثاره.. فهذا هراء؛ لأنّه لا يُوجد هناك تفكيك بين ذات الإمام وبين آثاره.
• فمَن نُخاطِبه بهذا الخِطاب لا يُمكن أن نصِفهُ بالفشل بأيّ حالٍ من الأحوال.

المجموع :2701