أمثلة من هراء الشيخ الطبرسي في مجمع البيان
- طول المقطع : 00:21:23
وصف للمقطع
مقطع من برنامج الكتاب الناطق ح163
وقفة عند ما يقول الشيخ الطبرسي في تفسيره [مجمع البيان] في ذيل الآية 195 من سورة البقرة {وأنفقوا في سبيل الله ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة} يقول الشيخ الطبرسي:
(وفيها دلالة على جواز الصلح مع الكفّار والبُغاة إذا خاف الإمام على نفسه أو على المسلمين كما فعله رسول الله عام الحديبية، وفعله أمير المؤمنين بصفين، وفعله الإمام الحسن مع معاوية من المصالحة لما تشتّت أمره وخاف على نفسه وشيعته. فإنْ عُورضنا بأنّ الحسين قاتل وحده! فالجواب:
إنّ فِعله يحتملُ وجهين أحدهما: إنّه ظنّ أنّهم لا يقتلونه لمكانه من رسول الله، والآخر: إنّه غلب على ظنّهِ أنّه لو ترك قتالهم قتله الملعون ابن زياد صبراً، كما فعل بابن عمّه مُسلم، فكان القتل مع عزّ النفس والجهاد، أهون عليه..)!
فهو استدلّ بالآية على أنّنا نستطيع أن نفهم منها جواز الصلح مع الكفّار والبُغاة، هذا أولاً.. وثانياً أنّه تحدّث عن نهضة سيّد الشهداء بهذه الصورة، يقول:
(إنّه ظنّ أنّهم لا يقتلونه لمكانه من رسول الله..)! يعني أنّ نهضة الحسين قامتْ على ظنون والاحتمالات والصورة كانت غير واضحة عند الحسين! وهذا مصداق واضح للإلغاء الكامل لثقافة الكتاب والعترة.
وأنا هنا أسأل أبنائي الشباب من الجامعيين والأكاديميين ولا شأن لي بالحوزويّين، وأقول: هل أنتم هكذا تتعاملون مع الحسين؟ هل هكذا تفهمون نهضة وثورة الحسين بهذه الصورة؟!
● الشيخ الطبرسي جاء بهذا المنطق الأعوج بسبب ما شُحنت به الثقافة القرآنية ومصادر التفسير، فالطبرسي أخذ تفسير القرآن أساساً من تفسير التبيان للشيخ الطوسي وهو في الأعمّ الأغلب تفسير مُخالف لأهل البيت، وأضاف إليه ما جاء في تفاسير أعداء أهل البيت.. وبقيّة التفاسير هي أسوأ منه.
■ وقفة عند ما يقوله الشيخ الطبرسي في "الجزء 3" من تفسيره، في الآية 109 من سورة المائدة {يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنّك أنت علام الغيوب}
يقول: (وذكر الحاكم أبو سعيد في تفسيره أنّها تدلّ على بطلان قول الإمامية: "إنّ الأئمّة يعلمون الغيب" وأقول: إنّ هذا القول ظلم منه لهؤلاء القوم، فانّا لا نعلم أحداً منهم يعني المراجع بل أحداً مِن أهل الإسلام يصف أحداً من الناس بعلم الغيب، ومَن وصف مخلوقاً بذلك فقد فارق الدين، والشيعة الإمامية بُرآء من هذا القول، ومن نسبهم إلى ذلك فاللّه في ما بينه و بينهم..)
أساساً القرآن قبل أحاديث العترة هو الذي يقول أنّ الأئمة يعلمون الغَيب، في قوله تعالى في سورة الجن: {عالم الغيب فلا يُظهر على غَيبه أحداً* إلّا مَن ارتضى مِن رسول..} وهذه الآية خاصّة بمحمّد وعليّ كما تقول الروايات، والحديث هنا ليس عن الغَيب، وإنّما عن الغَيب الخاصّ بالله تعالى، فالآية تقول {على غَيبه} وفي بعض كلمات أمير المؤمنين يقول: (أنا المُرتضى من الرسول).
● حينما نقول في الزيارة الجامعة الكبيرة (وإيابُ الخَلْق إليكم وحسابهم عليكم) أو حين تقول: (وأمره إليكم)
كيف تتحقّق هذه المعاني وهم لا يعلمون الغَيب؟ حين يكون أمر الله بكلّه إليهم فكيف نتوقّع أنّهم لا يعلمون الغَيب؟!
● حين نقرأ في سورة يس {وكلّ شيء أحصيناه في إمام مبين} ألي الغَيب داخلٌ هنا؟! وأمير المؤمنين هو يقول: أنا ذلك الإمام المُبين.
● حين نقرأ في الكافي وغير الكافي من كُتب الحديث أنّهم "صلوات الله عليهم" يعلمون ما كان وما يكون وما هو كائن" أليس الغَيب داخل هنا؟!
■ أيضاً في "الجزء 5" من تفسير الشيخ الطبرسي في الآية 123 من سورة هود {ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كلّه فاعبده وتوكّل عليه وما ربّك بغافل عمّا تعملون} يكرّر ن
فس المضامين والكلام طويل لا يسع الوقت لقراءته، يُمكنكم أن تراجعوه.
■ وقفة عند ما يقوله الشيخ الطبرسي في الآية 68 من سورة الأنعام {..وإمّا يُنسينّك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}
يقول: (وأمّا النسيان والسهو فلم يُجوّزوهما أي علماء الشيعة عليهم فيما يُؤدّونه عن الله تعالى، فأمّا ما سِواه فقد جوّزوا عليهم أن ينسوه أو يسهوا عنه ما لم يؤدّ ذلك إلى إخلال بالعقل..)
لو كان الشيخ الطبرسي يلتزم بمنهج أهل البيت في التفسير لعرف أنّ القرآن نزل بإيّاكِ أعني واسمعي يا جارة وانتهى الكلام، ولكن مراجعنا لا يلتزمون بمنهج أهل البيت بالتفسير وإنّما يلتزمون بالضبط بالمنهج الناصبي في التفسير ويُرتّبون في تفسيرهم على ما قاله النواصب أيضاً!
فبرغم أنّ الطبرسي يقول هذا الكلام السخيف إلّا أنّ المراجع الأحياء يُؤكّدون على احترام هذا التفسير ويأمرون طَلَبة العلم والخطباء بالرجوع إليه، ولهذا صار هذا التفسير تفسيراً مركزي في حوزتي النجف وقم.
هكذا تنشأ الثقافة القرآنية التي لا تُريد المؤسسة الدينية أن أنتقدها، وتصفني بشتّى الأوصاف لأنّني أنتقد هذا الهراء وأُشخّصه وأبيّن كيف أنّه يُعارض منطق الكتاب والعِترة!
● قد يقول قائل: أنّ هذا الكلام يقوله المراجع على سبيل الجدل، على سبيل التقيّة.. وأقول: لو قبلتُ هذا التبرير فأين هو الكلام الذي يُؤمنون به؟ أين ذكروه؟ ولماذا إذن يُرجعون المُثقّفين وطَلَبة الحوزة والخُطباء ويقولون لهم: هذه المصادر الرئيسة عندنا! لماذا لا يقولون لهم أنّ هذه المصادر مؤلّفة وفقاً لِذوق المُخالفين؟ لماذا يُدافعون عنها؟ لماذا إذن حين أنتقد هذا الهُراء الناصبي فيها يُقال عنّي ماسوني؟ أليس لأنّهم يُؤمنون بهذا الهُراء؟