أُصول حسن البنّا الشافعية الصوفية
- طول المقطع : 00:14:11
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 2 ]
http://almawaddah.be/video.php?id_album=85
❂ المنبع (1) الذي أثّر في شخصيّة حسن البّنا: هو أُصول حسن البنّا الشافعية الصوفية.
حسن البنّا مِن عائلة دينية، فأبوهُ رجلُ دين، كان إمام مسجدٍ في "المحمودية" في مصر، وكان مأذوناً في مسائل الزواج والطلاق، وهو يَعدُّ نفسهُ مِن أتباع أحد شيوخ مصر المعروفين، وهو: الشيخ محمّد عبدُه.
● كان والد حسن البنّا على الطريقة الحُصافية، وقد كتب كتاباً بهذا الخُصوص، وأشارتْ عدّة مصادر لهذا الموضوع.. أبوه كان يعمل في تصليح الساعات، ولذلك كان معروفاً بـ"حسن البنّا الساعاتي".
فحسن البنّا مِن عائلة دينية، ومُنذ بدايةِ حياته انضمَّ إلى الطريقة الحُصافية الصُوفيّة الشافعيّة.. فالرجلُ في بداياته شافعيٌ صوفي، وقد أشار إلى ذلك في كتابه: (مُذكّراتُ الدعوةِ والداعي) تحت عنوان: "الطريقةُ الحُصافية" يقول في كتابه:
(وفي المسجد الصغير رأيتُ "الإخوان الحُصافية" يذكرونَ الله تعالى عقِب صلاة العشاء من كلّ ليلة، وكنتُ مُواظباً على حُضور درس الشيخ زهران رحمهُ الله بين المغرب والعشاء، فاجتذبني حلقةُ الذكر بأصواتها المُنسّقة، ونَشيدها الجَميل، وروحانيّتها الفيّاضة، وسَماحة هؤلاءِ الذاكرين مِن شيوخ فُضلاء وشباب صالحين...)
• ويستمرّ في حديثه إلى أن يقول:
(وفي هذه الأثناء وقعَ في يدي كتابُ المَنهل الصافي في مناقب حَسنين الحُصافي، وهو شيخُ الطريقة الأوّل، ووالدُ شيخها الحالي السيّد الجليل الشيخ عبد الوهاب الحُصافي مَدَّ الله في عُمره ونفعَ اللهُ بهِ والذي تُوفي ولم أرهُ، حيثُ كانتْ وفاته الخميس... وكنتُ إذْ ذاك في سِنّ الرابعة عشرة، فلم أجتمع به على كَثرةِ تردّدهِ على البلد، فأقبلتُ على القراءة فيه أي في هذا الكتاب: كتاب المنهل الصافي وعرفتُ منهُ كيف كان السيّد حسنين رحمهُ الله عالماً أزهرياً تفقّه على مذهب الإمام الشافعي، ودرس علوم الدين دراسةً واسعة...) فالرجل مُنذ بداياته شافعيٌ صُوفي.
بسبب هذه الحالة (حَالة تَصوّفه، ونُزوعه باتّجاه الطريقة الحُصافية الشافعية) فإنّه كان يُواظبُ على زيارة قبور الأولياء، الأولياء بحسب اعتقادهم.
• الشيخ أحمد السُكّري هو مِن أوائل أصحاب حسن البنّا، وكان يكبُرهُ سِنّاً، وكان هو الذي ربطهُ بالطريقة الحصافية.
● وقفة عند كتاب [حوار العَصْر مِن أجل مصر] عبارة عن حوار مع الشيخ أحمد السُكّري في أُخريات أيّامهِ، يَسألونهُ عن ذِكرياتهِ مع حسن البنّا، فهو أيضاً مِن أوائل الذين أسّسوا جماعة الإخوان المُسلمين.
ممّا جاء في هذا الكتاب، يقول الشيخ أحمد السُكّري أنّ حسن البنّا كان يذهبُ لزيارة السيّد إبراهيم الدسوقي (مِن أولياء الصوفيّة ورُموزهم) يذهبُ لزيارته مِن دُسوق سَيراً على الأقدام مِن مدينة دمنهور إلى دسوق.. ويقول أيضاً:
(وكان يذهب إلى دمنهور سيراً على الأقدام لزيارة ضريح الشيخ حَسنين الحُصافي مُؤسّس الحُصافية وكُنّا في القاهرة نزورُ أولياء الله الصالحين، وكان الشيخ علي بيك غالب خليفة الشيخ الحُصافي الأوّل في القاهرة، وكان رجُلاً صالحاً، وكان مَشغولاً بالتصوّف، وكُنّا نذكرُ الله تعالى حتّى صلاة الفجر، كذلك كان شقيقُهُ عبد الرحمن البنّا مُحبّاً للصوفيّة، وظَلّ على تعلّقهِ بالصوفية والأولياء وزيارة الإمام الحُسين، والسيّدة زينب، والسيّدة نفيسة، وكُنّا نذهبُ للصلاة هناك..)
هذا شأنُ حسن البنّا، وشأن شقيقهِ عبد الرحمن البنّا، وشأن أحمد السُكّري، وهذا هو الشأن الصوفي في زيارة قبور الأولياء في القاهرة.. وفي دمنهور وفي دسوق كان حسن البنّا يمشي سيراً على أقدامهِ لزيارة الأولياء هناك.. هذا هو حال حسن البنّا.
هذه لقطة.. وهذهِ الّلقطة يُمكننا أن نستشفَّ مِن خلالها كيف كوَّنتْ جانباً مِن شخصيّتهِ.