إلى من أوكل وكل النبيٌّ الأمّة و من جعله بوّابةً للفَهم الصحيح ؟
  • طول المقطع : 00:08:54
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 11 ]
• هذه المُشكلة وقعتْ بعد النبيّ "صلّى الله عليه وآله" مُباشرة، واستمرّت الخلافةُ وصارت بديلاً شيطانياً عن برنامج الإمامة والوصيّة.
الشيء المنطقي أنّه إذا كان الصحابةُ بهذا الحال.. فلابُدّ أن يُوجد النبيّ باباً أو شخصاً يكون بمُستواه كي ينقلَ للأمّة الفَهْم الصحيح.. فيكون بوّابة للفَهم الصحيح. وواضح أنّ الصحابة لم يكن عندهم فهْمٌ صحيح، ولهذا أساءوا الأدب مع رسول الله وقالوا عنه أنّه يهجر!
• هذا السُوء الصادر مِن كبار الصحابة حتّى لو حملناه على حُسن نيّة فإنّ سببه عدم الفَهم الصحيح.. فهل يُمكن أن يوكل النبي الأمّة إلى أناسٍ فَهمُهم ليس صحيحاً؟! لا يُمكن ذلك قطعاً. ولِذا النبيّ الأعظم في بيعة الغدير اشترط على الأُمّة أن لا يأخذوا فَهْم الدين وفَهم القرآن إلّا مِن عليّ.. ولكن الشيعة لأنّهم يضبطون عقائدهم وفقاً لِكُتب السُنّة، فهم لا يعرفون تفاصيل بيعة الغدير.. لأنّ هذهِ التفاصيل لم تُذكر في كُتب السُنّة.. فقط الوارد في كُتب السُنّة أنّ النبيّ قال للناس: (مَن كُنتُ مَولاه فهذا عليٌ مولاه).
✤ وقفة عند كتاب [إقبال الأعمال للسيّد ابن طاووس] يقول النبيّ الأعظم "صلّى الله عليه وآله":
(إنّي قد بيّنتُ لكم وفهّمتُكم: هذا عليٌّ يُفهّمكم بعدي، ألا وإنّي عند انقطاع خُطبتي أدعوكم إلى مُصافحتي على بيعته، والإقرار لهُ بولايته)
● وفي نفس الخُطبة أيضاً يقول: (مَعاشـر الناس: تَدبَّرُوا القُـرآن وافْهمُوا آياتهِ ومُـحكماته ولا تَتّبعُوا مُتشابههُ، فَو اللهِ لا يُوضّح تَفسيرهُ إلّا الذي أنا آخـذٌ بيدهِ ورافعُها بيدي، ومُعلّمكم إنّ مَن كنتُ مولاهُ فهـو مولاهُ وهو علي..)
• (هذا عليٌ يُفهّمكم بعدي) هذا أهم شُروط بيعة الغدير.. يعني أنّ مصدر الفَهم هُنا، ومُشكلة الأُمّة كانت في الفَهم.
فمِن فهم الصحابة الخاطىء إلى فهم حسن البنّا الخاطىء.. فحسن البنّا أخذ على جهازه الإرهابي وشرط عليهم أن يكون فهمهم كفهمهِ!!
• مُشكلة الصحابة كانت في الفَهْم، واستمرّ هذا الأمر، ونشأت المذاهب والفِرق، إلى أن سقطتْ الخِلافة، فلابُدّ مِن بديل.. فأنشأ الشيطان بديلاً جديداً (جماعةُ الأخوان المُسلمين) وأساسُ الفَهْم فيها هو حسن البنّا، وبعد ذلك سيّد قُطب.. وركض مَراجعنا وعُلماؤنا وراءَ هذا الفَهم الضال..
ولِذا الإمام الصادق "عليه السلام" لا يعترف بأيّ فَهم للدين.. لابُدّ أن يكون الفهم منهم "صلواتُ الله عليهم".. كما يقول "عليه السلام" في [رجال الكشّي]: (اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يُحسنون مِن رواياتهم عنّا، فإنّا لا نعدّ الفقيه منهم فقيهاً حتّى يكون مُحدّثاً، فقِيل له: أ ويكون المؤمن مُحدّثاً؟ فقال: يكون مُفهّماً، والمُفهّم مُحدّث..) وأدنى درجات التفهيم أن يأخذ فَهمهُ مِن علي التزاماً ببيعة الغدير.. حتّى يكون شيعيّاً.. وإلّا فهو ليس شيعي.. فهذا الذي يأخذ فهمهُ مِن غير عليّ هو شيعيٌ بالّلسان فقط (كما هو الحال الآن في المؤسّسة الدينية).

المجموع :2701