الآثار الماسونيّة في أجواء الإخوان المُسلمين: 2- القوانين القاسية التي تَرتبطُ بكشف أسرار الجماعة
- طول المقطع : 00:09:32
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 5 ]
❂ المثال الثاني: قوانين قاتلة إلى أبعد الحدود (قاتلة على مُستوى السُمعة في الدعاية وقطع الأرزاق، وقاتلة على مُستوى سَفْك الدماء حتّى لأفرادهم الذين هُم مِن بينهم). هذهِ الإشتراطات والقوانين القاسية التي تَرتبطُ بكشف أسرار الجماعة بأيّ مستوىً مِن مُستويات أسرارها، وبأيّ مُستوىً مِن مستويات الكشف.. إذا كانت في الحدّ الذي لا يُمثّل خَطَراً على الجماعة فَإنّهم سيطردونه مِن الجماعة ثُمّ يشنّون عليه حملة تسقيطٍ شعواء تُسوّد الدُنيا مِن حوله، وهذا الأمر نحنُ جرّبناهُ مع أحزابنا الشيعيّة القُطبيّة التي لا تُحسنُ شيئاً لا في زمن المُعارضة ولا في زمن الحُكم، هذا الأمر جرّبناه مع مكاتب مراجعنا في المؤسّسة الدينية الشيعيّة الرسميّة، هذا الأمر نحنُ جرّبناه في الحوزة العلمية..! (هذه الأمور أنا شخصيّاً جرّبتُها، وأنا أتحدّث عن تجربتي الشخصيّة) . ما مرّ في المشهد قبل قليل مِن هذه المجموعة التي ضربتْ أولئك المعترضين.. هذا الأمر نحنُ عايشناه في أحزابنا الشيعيّة، في زَمن المُعارضة وفي زَمن الحُكم.. هذا هو واقع الحياة أمامكم.
• فإذا كان الشخص قد أفشى أسراراً ليستْ مُهمّةً للغاية كما مرّ يُطرد، ثُمّ تشتغل عليه ماكينةُ التسقيط والدعايات عليه وعلى عائلتهِ، يُدمّرونهُ تدميراً.. أوّل شيء يبدؤون به أنّ هذا الرجل ارتدَّ عن دينه، ثُمّ صار عميلاً للسلطة.. فإذا وجدوا أنّ هذا الأمر لا يُصدَّق أنّه صار عميلاً للسُلطة، فسيُصبح عميلاً لِجهة أجنبيّة (لأنّ هذا الأمر لا يُمكن أن يُنفى ولا يُمكن أن يُثبت.. أمّا أن يكون عميلاً للسُلطة فالواقع والمُتابعة قد يُثبت ذلك أو قد ينفي ذلك). ثُمّ ينصبّون عليه بشتّى أنواع الدعايات لهتكهِ وهتك عائلته وهتك كرامته، ثُمّ بعد ذلك يُحاربونه في معاشهِ اليومي في رزقهِ في طعامه، وإذا استطاعوا أن يُحرّضوا عليه أشخاصاً مِن عائلتهِ، مِن أقربائه أن يُنكّد عليه حياته الأُسريّة، فإنّهم سيُحرّكون أُولئك.
وإذا تمكّنوا مِن تهييج بعض الناس للاعتداء عليه وضربه فإنّهم يفعلون ذلك.
أمّا ذاك الذي يعتقدون أنّه كشف سِرّاً مِن الأسرار فإنّهم يقتلونه (وقفة عند مثال على هذهِ النُقطة من واقع تأريخ هذه الجماعة: ما صَنعه أمين أسرار حسن البنّا عبد الرحمن السندي بزميله سيّد فايز حين أحسّ أنّه كشفَ بعض أسرار التنظيم السرّي لِمُرشد الإخوان آنذاك: حسن الهُضيبي.. فأمر باغتياله بوضع قُنبلة له في عُلبة حلوى يوم ميلاد رسول الله "صلّى الله عليه وآله"..)
فهذه جريمة إرهابيّة فيما بينهم.. هذهِ القضيّة قضيّة حقيقيّة مُثّلتْ في المشاهد الدراميّة، ولكنّها مُثبتة في الكُتب.. أنا وجدتها في أكثر من عشرين كتاب، ومنقولة عن مصادر دقيقة جدّاً، منقولة عن شخصيات مِن داخلهم..!
• هذا العقاب الشديد الذي يرتبطُ بقوانين حِفظ أسرار الجماعة يُذكّرنا بالماسونية، فإنّ الماسونّية لا ترحم مَن يكشف أسرارها..! الماسونيّة تقتلُ كُلّ فردٍ يكشفُ أسرارها.. وبالمُناسبة رئيس مَحافل الماسونيّة يُسمّى أيضاً بالمُرشد..! فحتّى هذه التسمية (المُرشد) هي تسمية ماسونيّة.
علماً أنّني لا أعلم هل أنّ حسن البنّا أخذ تسمية (المُرشد) منِ الصوفيّة أم أخذها مِن الماسونيّة.. فهذه التسمية موجودة لدى الصُوفيّة أيضاً.
والصوفية تقول هكذا: مِن أنّ السالك في طريق التصوّف لابُد أن يكون بين يدي المُرشد كالميّت بين يدي مُغسّلهِ، وهذا هو الذي نفّذه حسن البّنا. (هذا الّلون مِن الفَهْم والثقافة تلتقي فيه الصُوفيّة مع الماسونيّة) قطعاً مِن دون قصد، وإنّما كُلّ مجموعة أخذتْ مِن طريقها ما أخذتْ.
العنوان | الطول | روابط | البرنامج | المجموعة | الوثاق |
---|