الأزهريون اتّهمو سيّد قُطب بالتشيّع حِين صدرَكتاب [العدالة الإجتماعية في الإسلام]...فهل هذا صحيح ؟
  • طول المقطع : 00:10:47
وصف للمقطع

مقطع من برنامج السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة ح 16
✤ وصلَ الكلام بنا إلى النقطة (3) وهي: أنّه حِين صدرَ هذا الكتاب [العدالة الإجتماعية في الإسلام] اتُّهِم سيّد قُطب بالتشيّع..! والذين اتّهموهُ بذلك هُم الأزهريون.. هناك في الأزهر مَن يُعارض جماعة الأخوان المُسلمين على طول الخط، مُنذ الأيّام الأولى لهذه الجماعة وإلى يومنا هذا.
وهناك أيضاً من يُتابع ما يصدرُ مِن كتب ومؤلّفات تتناولُ موضوعات لها صِلة بالثقافة الإسلاميّة.. فقِيل بأنّ سيّد قُطب تأثّر بالتشيّع، ونقل الفِكر الشيعي في كتابه هذا [كتاب العدالة الإجتماعية في الإسلام].. ولا صِحّة لهذا الكلام على الإطلاق.
سيّد قُطب كان أديباً مُثّقفاً بثقافةٍ عربيّة أدبيّة في المستوى العام، ممزوجةٍ بثقافة غربيّة.. وأضاف إليها ثقافته وفكره الماسوني، بسبب انتمائه الشديد والصريح وعلاقته الوثيقة بالماسونيّة، كما ظهر ذلك مِن كتاباته في مجلّة "التاج المصري" الماسونيّة.
✤ لماذا اتّهم سيّد قطب بالتشيّع بسبب هذا الكتاب؟!
الجواب: مثلما بيّنتُ في الحلقتين الماضيتين مِن أنّ انكفاء الأدباء والمُثقّفين والمُفكّرين المِصريين وغيرهم باتّجاه الثقافة الإسلاميّة في الوقت الذي صدر فيه هذا الكتاب وأمثاله، لم يكن التوجّه دينياً، وإنّما كان التوجّه نحو عُموميات الثقافة الإسلامية.
فسيّد قُطب حين ألّف كتابه الأوّل في أجواء الثقافة الإسلامية [التصوير الفنّي في القران] ما كان مُتديّناً.. وحين ألّف كتابه الثاني [مشاهد القيامة في القرآن] وحين ألّف وكتب [العدالة الإجتماعية في الإسلام] ما كان سيّد قُطب متديّناً.. وإنّما توجّه إلى أجواء الثقافة الإسلامية، وأخذ يكتبُ ويُفكّر في هذا الاتّجاه مِن دون أيّ التزام ديني.. بعبارة أخرى:
سيّد قطب كان يفكّر بالطريقة العادية الطبيعيّة للإنسان.. فهو لم يتلبّس بالقوالب الدينية، ولذلك المُتديّنون في الأزهر وفي غير الأزهر رأوا أنّ كتابة سيّد قُطب كتابةً شيعيّة؛ لأنّ سيّد قُطب وهو يتحدّث عن العدالة الإجتماعيّة في الإسلام لابدّ أن يمرّ على التأريخ الإسلامي، ولابُدّ أن يتصفّح تأريخ خُلفاء المُسلمين وتأريخ حُكّام المُسلمين.
فحين تصفّح التأريخ قيّم الأحداث والوقائع بشكل عادي طبيعي، مِن دون القَوالب الدينيّة التي يلتزم بها المُتديّنون السُنّة.
● بشكل عام المؤسّسات الدينيّة بسبب مرض الصنميّة أحدثتْ شلّلاً للعقول.. وسيّد قُطب حينما كان يكتبُ كتابه [العدالة الإجتماعية في الإسلام] ما كان يُعاني مِن شلل العقل بسبب الصنميّة الدينيّة، فهو قرأ كُتب التأريخ، وقرأ كُتب السِيَر، وقيّمها بالتقييم الفطري الطبيعي الغريزي لأيّ إنسان، بعيداً عن شلل العقل الذي يأتي بسبب مرض الصنميّة الذي يُصاب به المُتديّنون!