الإمام الصادق عليه السلام: كتاب الله عزّ وجلَّ على أربعة أشياء
  • طول المقطع : 00:07:14
وصف للمقطع

الأمان... يا صاحب الزمان ح 27
وقفة عند حديث الإمام الصادق في [بحار الأنوار: ج89]: (كتاب الله عزّ وجلَّ على أربعة أشياء على العبارة، والإشارة، واللطائف، والحقائق، فالعبارةُ للعوام، والإشارةُ للخواص والّلطائف للأولياء، والحقائق للأنبياء)
حديثي يدور في أجواء الرموز ما بين رموز صحائف التدوين ورموز حقائق التكوين.
● (على العبارة، والإشارة) فإنّ الإشارةَ تنقسمُ إلى أقسام، وأوّل أقسامها الرُموز.. فالرُموزٌ نَحوٌ واضحٌ مِن أنحاء الإشارات.. هذهِ قاعدةٌ قُرآنيّةٌ واضحةٌ جدّاً، فمِثلما هُناك نِظامُ العِبارة في القُرآن (وهُو نظام الألفاظ) أمّا نظام الإشارة فهو نِظامٌ آخر يرتبطُ بالفحاوى والمَضامين الخفيّة عن الذين لا ينظرون إلى المعاني إلّا بمنظار العبارة فقط.. فقانون القُرآن على أربعة (العبارة، والإشارة، واللطائف، والحقائق) والذي أحتاجهُ في هذهِ الشاشة هو أنّ أُبيّن أنّ القرآن مِن جملة قوانينه قانون الإشارة، والإشارةُ على أنحاء وأوّل نحوٍ مِن أنحاء الإشارة هو الرُموز والرُموز قد تكون أمثلةً، وقد تكون كلماتٍ مفهومةً، وقد تكونُ حُروفاً لا يستطيع أيّ شخصٍ أن يقتربَ مِن دلالتها وفحواها ومضمونها، وقد تكون مُجرّد صوتٍ، وقد تكون أرقاماً، وقد تكونُ علاماتٍ وقد وقد..
أريد في هذهِ الشاشة أن أتشبّه بالخواص، فلا أنا مِن الخواص ولا أعتقدُ أنّكم أيضاً مِن الخواص.. نحنُ مِن أصحاب العبارة، فالعبارةُ للعوام.. أمّا الإشاراتُ فلا نعرف حقائقها، وإنّما يُمكننا أن نُشير إليها.. أمّا الحقائق فتلكَ خفيّةٌ عنّا، فلسنا نحنُ مِن أهلها.. ولكن مع ذلك فإنّنا إذا ما حاولنا الاقتراب مِن هذا المُستوى سنتلّمسُ كثيراً مِن المعاني وستتجلّى لنا الحقائق وإن كان ذلك مِن وراء سِتار.

المجموع :2701