الامام الرضا يُحدِّثنا عن لباس الخشن و التخشع و التظاهر بالزهد والتقشّف
  • طول المقطع : 00:17:31
وصف للمقطع

مقطع من برنامج [ قـرآنـهـم ] الحلقة ( 11 )
● وقفة عند حديث الإمام الرضا في [تفسير البرهان: ج3] في تفسير العيّاشي:
(العباس بن هلال الشامي يسأل الإمام الرضا "عليه السلام" فيقول: قلتُ له: جُعلتُ فداك، ما أعجبَ إلى الناس مَن يأكل الجشب القاسي من الطعام الذي لا تكثرُ لذائذه كالخبز اليابس  ويلبس الخَشِن، ويتخشّع. فقال: 
أما علمتَ أن يوسفَ بن يعقوب نبيٌ ابن نبيّ، كان يلبسُ أقبيةَ الديباج نوع من أنواع الحرير مَزرورةً بالذهب أي أنّ أزرار الثوب ذهبياً ، ويَجلسُ في مَجالس آلِ فرعون يحكم، فلم يحتج الناس إلى لباسه، وإنّما‌ احتاجوا إلى قِسطه، وإنّما يُحتاج من الإمام في أن إذا قال صَدَق، وإذا وعَدَ أنجز، وإذا حَكَم عدل؛ إنّ الله لم يحرّم طعاماً ولا شراباً مِن حلال، وإنّما حرّم الحرام، قلَّ أو كَثُر، وقد قال الله عزّ وجل : {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)
● قول العبّاس الشامي: (ما أعجبَ إلى الناس) أي ما أشدّ إعجابَ الناس بالأشخاص الذين يتّصفون بهذه الأوصاف (يأكلون الجشب، ويلبسون الخَشِنَ مِن الثياب ويتخشّعون..) !
● المُتخشّع هو الذي يتكسّر في مشيتهِ.. فهو مُتخشّع وليس خاشع.. أمّا الخاشع فحالةُ الخشوع عنده تأتي على رِسلها.. يعني يكون الإنسان مُتلبّساً بها مِن دون اختيار بسبب ما يَعيشهُ في وجدانهِ وما يطرأُ عليه في خَلَجاتِ نفسه. أمّا المُتخشّع فهو الذي يتلبّس بهذه الصِفة تكلُّفاً وتعمُّداً.. فهو الذي يتكسّرُ ويتباطؤ في مِشيتهِ، ويتماوتُ في منطقهِ، ويتخاضعُ في حركاتهِ، ويُحاول أن يُظهر خُشوعهِ بنظراتِ عينيه وإطراقه، أن يُسبِل جفنيه، وأن يُطرق بِعينيهِ.. بالنتيجة هناك مجموعة من التفاصيل والحركات يقوم بها المُتخشّع. في أوساطنا الدينية هُناك مَن يُتقنون هذه الأمور لغايةٍ في نفسهِ. ● لماذا الناس دائماً يبحثون عن الذين يَخدعونهم؟ هذا مِن سوء التوفيق.. لو أنّهم ساروا في طَريقِ محمّدٍ وآل محمّد، أي أخذوا المَعارف منهم "صلواتُ الله عليهم" لَما صاروا بِهذا الحال..!
● قول الإمام الرضا عن النبي يُوسف: (كان يلبسُ أقبيةَ الديباج مَزرورةً بالذهب) هذا هو لباسُ المُلوك، ويُوسف كان مَلِكاً، فهو يرتدي لِباس الملوك. قد يقول قائل: أنّ الحرير مُحرّم على الرجال..! وأقول: الأحكام تختلفُ مِن عصْرٍ إلى عَصر.. علماً أنّه حتّى الحرير في ديننا ليس مُحرّماً على الرجال بشكل مُطلق.. مثلاً الحرير ليس مُحرّم على الرجال في الحرب.. والحُكم له تفاصيله.
● قول الإمام (وإنّما يُحتاج مِن الإمام في أن إذا قال صَدَق، وإذا وعَدَ أنجز، وإذا حَكَم عدل) ما الفائدة مِن المرجع أو مِن العالم أو من الحاكم أن يتظاهر بالزهد والتقشّف وهو يسيرُ في طريقٍ آخر..؟!

المجموع :2698

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق