الإمام المهدي: وَفِيْ اِبْنَةِ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِه لِي أُسُوةٌ حَسَنَة
وصف للمقطع

في الجزء الثالث والخمسون من (موسوعةِ بحارِ الأنوار)، لشيخنا المجلسي / صفحة (180)، إنَّهُ بابُ التوقيعات، التوقيعاتُ الَّتي خرجت من الناحيةِ المقدَّسة، في رسالةٍ بعثَ بها إمامُ زماننا أيام الغيبةِ الأولى الَّتي نعرفها في ثقافتنا الشيعية بالغيبةِ الصغرى، في أيامِ الغيبةِ الصغرى وفي أوائلِ أيامِ تلكَ الغيبة بعثَ إمامُ زماننا رسالةً إلى الشيعةِ بعد الَّذي جرى ما جرى من اختلافٍ في الوسط الشيعي، وكانَ السببُ المباشرُ لإرسالِ تلكَ الرسالة هو ذلكَ الشجار الَّذي كانَ شجاراً حاداً وتركَ أثرهُ بين الشيعة حينما تشاجر ابنُ أبي غانم القزويني معَ جمعٍ من الشيعةِ فيما يرتبطُ بشأنِ إمامِ زماننا صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، فكتبَ الإمامُ رسالةً، أنا لا أريدُ أن أقف عند هذهِ الرسالة بكُلِّ تفاصيلها، إنَّما أذهبُ إلى موطنِ الحاجةِ الَّتي ترتبطُ بحديثي الآن، أقرأ من صفحة (180)، مِمَّا جاء في هذهِ الرسالة والإمامُ يتحدَّثُ عن إمامتهِ وعمَّا هو واقعٌ في الجوِّ الشيعي من إنكارٍ لإمامته، ويذكرُ موقفهُ من هذهِ المسألة هكذا يقولُ الحُجَّةُ بن الحسن صلواتُ اللهِ عليه: وَفِيْ اِبْنَةِ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِه لِي أُسُوةٌ حَسَنَة - فَفَاطِمَة أسوةٌ لإمامِ زماننا، هو الَّذي يقول لستُ أنا.

فالقَيِّمةُ أُسوةٌ للقائم، هو الَّذي يقول هذا توقيعهُ وهذهِ رسالته، سأعودُ إلى هذهِ الرسالةِ حينَ يصلُ الحديث إلى فَاطِمَة وإلى إمامةِ فَاطِمَة صلواتُ اللهِ عليها.

الحديثُ في أيِّ سياقٍ؟ في سياقِ إنكارِ إمامته، فمثلما أُنكرت إمامةُ فَاطِمَة أُنكِرت إمامةُ الحُجَّةِ بن الحسن عند من أنكرها، بخصوصِ هذهِ الرسالةِ ففي ذلكَ المقطع الزماني الَّذي صدرت فيهِ هذهِ الرسالة وخرجَ هذا التوقيعُ من الناحيةِ المقدسة.

- هذهِ هي القَيِّمةُ الَّتي أُحدِّثكم عنها.

- وهذا هو القائِمُ الَّذي أُحدِّثكم عنه.

- وهذا هو الشيعيُّ الَّذي لا يكونُ شيعيَّاً حتَّى يكون عارفاً بإمامِ زمانهِ أن يكون سليماً في عقيدتهِ فطيماً لفَاطِمَة ويتيماً للقائمِ للحُجَّةِ بن الحسن.

هذهِ الخلاصةُ والزبدةُ الَّتي أردتُ أن أضعها بينَ أيديكم في الصفحةِ الأولى من صحائفِ العقيدةِ السليمة، فإنَّني قد بدأتُ فتح هذهِ الصحائف منذُ الحلقةِ الماضية.

المجموع :2701