البيعة و الإمامة عند جماعة الإخوان المُسلمين. يُبايعونَ مُرشداً سريّاً لا وُجودَ له!!
- طول المقطع : 00:18:47
- مقطع من برنامج : السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة ح6 - حسن البنا ج5
وصف للمقطع
مقطع من برنامج [ السرطان القطبيُّ الخبيث في ساحة الثقافة الشيعيّة الحلقة 6 ]
✤ وقفة عند كتاب [عبد المنعم أبو الفتوح شاهدٌ على تأريخ الحركة الإسلامية].. و"عبد المنعم أبو الفتوح" شخصيّة إخوانية مِن شخصيات الجماعات الإسلامية.. (قراءة سُطور مِن هذا الكتاب تتحدّث عن المُرشد السرّي في جماعة الإخوان)
في صفحة 87 : تحت عنوان: المُرشد السرّي:
(معَ نهاية حرب أُكتوبر المَجيدة عام 1973، بدأ الإخوان في الخُروج مِن السجن، وكان قد سَبَقهم الأستاذ حسن الهُضيبي الذي أُفرج عنهُ بسبب حالته الصحيّة. لم يكن في الجماعة خارج السجن إلّا عددٌ قليل، فلم يكنْ حول المُرشد إلّا عددٌ قليل يُحيط بهِ ويلزم صُحبتهُ، وهُم مَن يُمثّلون هيئةَ مكتب الإرشاد مِن الإخوان الكبار، مثل: الدكتور أحمد المَلط، والحاج حُسني عبد الباقي، والشيخ مَرزوق، وهو مِن قُدامى الإخوان، وكان يقطن حيّ حدائق حُلوان جنوب القاهرة، وكان يُقال عنه إنّه: المرشد السري!
وسبب تسمية" المرشد السرّي" أنّ الأستاذ حسن الهضيبي كان إذا تغيّب لظرفٍ عن الحُضور، كان يُنيب عنه الشيخ مَرزوق في المسؤوليّة عن إدارة الاجتماع. فلمّا توفي الأستاذ الهُضيبي طلبَ الإخوان مِن الشيخ مَرزوق – وكان ضريراً أن يتولّى مسؤوليّة المُرشد حتّى يتمّ اختيارُ مُرشد جديد للإخوان، فرفض الرجل أن يكون المُرشد، ولكن مع إصرارهم تولّى تلك المُهمّة المُؤقّتة، على أن يكون القائمَ بأعمال المُرشد وليس المُرشد العام.
لم يكنْ قادةُ الإخوان الكبار وخاصّة أعضاء المكتب يتصوّرون أن يظلّوا هكذا دُون مُرشد للجماعة، وكان حديثُ البيعة حاضراً في أذهانهم [مَن ماتَ وليس في عُنقهِ بيعة فقد ماتَ ميتةَ الجاهلية]
فكان لابدّ لهم أن يُبايعوا أحداً مُرشداً عامّاً للإخوان، ومِن ثَمَّ فقد كانوا يأخذون البيعةَ للمُرشد دُون أن يكون هُناك مُرشدٌ حقيقيٌ للجماعة.
وقد رفض بعض الإخوان خاصّة خارج مِصر أن يُبايعوا لمُرشد سرّي دُون أن يعلموا شخصيّتهُ، وأذكر أن مِمّن رفضوا هذهِ البيعة داخل مِصر الأخ الأستاذ مهدي عاكف المُرشد الحالي للجماعة، فحين ذهبَ إليه أعضاء المكتب ليأخذوا منهُ البيعة وسألهم عن شخص المُرشد وقالوا له إنّه سرٌ غيرُ معروف رفضَ أن يُبايع... وقد أخبرني بهذهِ الرواية الدكتور أحمد الملط رحمه الله. ومِن هنا جاءتْ قضية المُرشد السرّي التي استمرّت حتّى عام 1975، ففي هذهِ الفترة اشتدّ الجدل في قضيّة المُرشد وكان لابُدّ أن يظهر للناس مَن هو المُرشد فاستقرَّ رأيُ أعضاء المكتب على بيعة الأستاذ عُمر التلمساني مرشداً، باعتباره أكبرُ الإخوان سنّاً، فقد كان هو عضو مكتب الإرشاد الوحيد قبل اعتقالات 1954 التي عصفتْ بالجماعة..)
● قطعاً بحسب قوانين ونظام جماعة الأخوان لا يُوجد شيء اسْمهُ "المُرشد السرّي"، هناك المُرشد العَلَني ولابُدّ أن يُنتَخب بِطريقة مُعيّنة ذُكِرتْ تفاصيلها في لوائحهم القانونية التي يتبنّونها.
● لاحظوا هذا الكلام هُنا حِين يقول: (لم يكنْ قادةُ الإخوان الكبار... يتصوّرون أن يظلّوا هكذا دُون مُرشد للجماعة، وكان حديثُ البيعة حاضراً في أذهانهم: مَن مات وليس في عُنقهِ بيعة..) هذا يكشف بشكلٍ واضح إلى أين أخذهم حسن البنّا.. حسن البنّا أخذهم نحو الإمامة الحقيقيّة، فهو يرى نفسهُ إماماً حقيقيّاً، ولِهذا كان يحرص بشدّة على أن يأخذ منهم البيعة! إذا أُخِذ هذا الحديث وِفْقاً لِتفسير السُنّة فهذا الحَديث يرتبطُ بـ(وليّ الأمر).. فما علاقة مجموعةٍ سياسيّة بهذا المنطق؟! لكن حسن البنّا أخذهم بهذا الاتّجاه مُنذ أن فرض البيعةَ عليهم وبِطريقة الإيحاء الخفي جدّاً.. بحيث يجعل الشخص يَصِل إلى النتيجة التي يريدها ويطلبُها مِن حسن البنّا مِن دُون أن يكون حسن البنّا قد انبسّ ببنتِ شِفة (أي بحرفٍ واحد)..!
● أعضاء جماعة الإخوان المُسلمين كانوا يُبايعونَ مُرشداً لا وُجودَ له؛ لأنّ الجماعة بَنتْ أساسها على هذهِ الفكرة:
أنّ أعضاء الجَماعة لا يُمكن أن يلتزموا بالقوانين، ويكون هُناك انضباط بحيث يستطيعُ أعضاء مكتب الإرشاد أن يفرضوا قوانين الإنضباط الحزبي على أفراد الجماعة (وخصوصاً في القضايا الماليّة) لن يستطيعوا ذلك مِن دون سَببٍ يُلزمهم وهو (البيعةُ للإمام) الذي اصطلحوا عليه: المُرشد.
وهم بعد وفاة مُرشدهم حسن الهُضيبي، في هذه الفترة لم يُنتخب مُرشد بحسب القَوانين الموجودة عندهم، فاضطّروا أن يفرضوا على أعضاء الجماعة أن يُبايعوا مُرشداً سِرّياً لا وجود له..! لأنّ شيخ مَرزوق لم يكنْ مُرشداً، فقد رفض أن يكون مُرشداً للجماعة حين طلبوا منه ذلك.. كان فقط قائماً مَقام المُرشد، فلا تكون بيعة له؛ لأنّ البيعة تكون للمُرشد فقط.. فماذا يصنع أفراد الجماعة في هذه الحالة؟ الذي صنعوه هو أنّهم خدعوا أتباعهم بأن يُبايعوا مُرشداً سِريّاً..!
هو لا يُوجد مُرشد أساساً.. ولكنّهم يخدعون أتباعهم بأنّ هُناك مُرشداً سِرّياً عليهم أن يُبايعوه..! (هذا الكذب والدجل والخُداع والضحك على الذقون هو ما اصطلحوا عليه بفقه الواقع!) عِلْماً أنّ حسن البنّا هو الذي ثبّتَ لهم القاعدة التالية التي تقول: أنّ مَصلحةَ الجماعة أولى وإنْ كانوا يُخالفون مُعتقداتهم وأحكامهم الشرعيّة..!
وأنا أقول: هذا التفكير (مُبايعة مُرشد سرّي) ألا يقودنا إلى إمامٍ غائب؟ ألا يقودنا إلى ما اصطلحوا عليه بـ(فكرة الإمام المهدي)؟
هذا هو الذي أُردّده دائماً مِن أنّ حسن البنّا تلبّسَ بهذه الفِكْرة، وستتضحُ الفِكرة شيئاً فشيئاً حِينما نسير مع التفاصيل التي هيّأتُها لأعرضها بين أيديكم. هُم يُبايعون إماماً لا وجود له، ولكنّهم يُنكرون الإمام الحقيقيّ الذي هو إمامُنا..!!
✤ وقفة عند كتاب [عبد المنعم أبو الفتوح شاهدٌ على تأريخ الحركة الإسلامية].. و"عبد المنعم أبو الفتوح" شخصيّة إخوانية مِن شخصيات الجماعات الإسلامية.. (قراءة سُطور مِن هذا الكتاب تتحدّث عن المُرشد السرّي في جماعة الإخوان)
في صفحة 87 : تحت عنوان: المُرشد السرّي:
(معَ نهاية حرب أُكتوبر المَجيدة عام 1973، بدأ الإخوان في الخُروج مِن السجن، وكان قد سَبَقهم الأستاذ حسن الهُضيبي الذي أُفرج عنهُ بسبب حالته الصحيّة. لم يكن في الجماعة خارج السجن إلّا عددٌ قليل، فلم يكنْ حول المُرشد إلّا عددٌ قليل يُحيط بهِ ويلزم صُحبتهُ، وهُم مَن يُمثّلون هيئةَ مكتب الإرشاد مِن الإخوان الكبار، مثل: الدكتور أحمد المَلط، والحاج حُسني عبد الباقي، والشيخ مَرزوق، وهو مِن قُدامى الإخوان، وكان يقطن حيّ حدائق حُلوان جنوب القاهرة، وكان يُقال عنه إنّه: المرشد السري!
وسبب تسمية" المرشد السرّي" أنّ الأستاذ حسن الهضيبي كان إذا تغيّب لظرفٍ عن الحُضور، كان يُنيب عنه الشيخ مَرزوق في المسؤوليّة عن إدارة الاجتماع. فلمّا توفي الأستاذ الهُضيبي طلبَ الإخوان مِن الشيخ مَرزوق – وكان ضريراً أن يتولّى مسؤوليّة المُرشد حتّى يتمّ اختيارُ مُرشد جديد للإخوان، فرفض الرجل أن يكون المُرشد، ولكن مع إصرارهم تولّى تلك المُهمّة المُؤقّتة، على أن يكون القائمَ بأعمال المُرشد وليس المُرشد العام.
لم يكنْ قادةُ الإخوان الكبار وخاصّة أعضاء المكتب يتصوّرون أن يظلّوا هكذا دُون مُرشد للجماعة، وكان حديثُ البيعة حاضراً في أذهانهم [مَن ماتَ وليس في عُنقهِ بيعة فقد ماتَ ميتةَ الجاهلية]
فكان لابدّ لهم أن يُبايعوا أحداً مُرشداً عامّاً للإخوان، ومِن ثَمَّ فقد كانوا يأخذون البيعةَ للمُرشد دُون أن يكون هُناك مُرشدٌ حقيقيٌ للجماعة.
وقد رفض بعض الإخوان خاصّة خارج مِصر أن يُبايعوا لمُرشد سرّي دُون أن يعلموا شخصيّتهُ، وأذكر أن مِمّن رفضوا هذهِ البيعة داخل مِصر الأخ الأستاذ مهدي عاكف المُرشد الحالي للجماعة، فحين ذهبَ إليه أعضاء المكتب ليأخذوا منهُ البيعة وسألهم عن شخص المُرشد وقالوا له إنّه سرٌ غيرُ معروف رفضَ أن يُبايع... وقد أخبرني بهذهِ الرواية الدكتور أحمد الملط رحمه الله. ومِن هنا جاءتْ قضية المُرشد السرّي التي استمرّت حتّى عام 1975، ففي هذهِ الفترة اشتدّ الجدل في قضيّة المُرشد وكان لابُدّ أن يظهر للناس مَن هو المُرشد فاستقرَّ رأيُ أعضاء المكتب على بيعة الأستاذ عُمر التلمساني مرشداً، باعتباره أكبرُ الإخوان سنّاً، فقد كان هو عضو مكتب الإرشاد الوحيد قبل اعتقالات 1954 التي عصفتْ بالجماعة..)
● قطعاً بحسب قوانين ونظام جماعة الأخوان لا يُوجد شيء اسْمهُ "المُرشد السرّي"، هناك المُرشد العَلَني ولابُدّ أن يُنتَخب بِطريقة مُعيّنة ذُكِرتْ تفاصيلها في لوائحهم القانونية التي يتبنّونها.
● لاحظوا هذا الكلام هُنا حِين يقول: (لم يكنْ قادةُ الإخوان الكبار... يتصوّرون أن يظلّوا هكذا دُون مُرشد للجماعة، وكان حديثُ البيعة حاضراً في أذهانهم: مَن مات وليس في عُنقهِ بيعة..) هذا يكشف بشكلٍ واضح إلى أين أخذهم حسن البنّا.. حسن البنّا أخذهم نحو الإمامة الحقيقيّة، فهو يرى نفسهُ إماماً حقيقيّاً، ولِهذا كان يحرص بشدّة على أن يأخذ منهم البيعة! إذا أُخِذ هذا الحديث وِفْقاً لِتفسير السُنّة فهذا الحَديث يرتبطُ بـ(وليّ الأمر).. فما علاقة مجموعةٍ سياسيّة بهذا المنطق؟! لكن حسن البنّا أخذهم بهذا الاتّجاه مُنذ أن فرض البيعةَ عليهم وبِطريقة الإيحاء الخفي جدّاً.. بحيث يجعل الشخص يَصِل إلى النتيجة التي يريدها ويطلبُها مِن حسن البنّا مِن دُون أن يكون حسن البنّا قد انبسّ ببنتِ شِفة (أي بحرفٍ واحد)..!
● أعضاء جماعة الإخوان المُسلمين كانوا يُبايعونَ مُرشداً لا وُجودَ له؛ لأنّ الجماعة بَنتْ أساسها على هذهِ الفكرة:
أنّ أعضاء الجَماعة لا يُمكن أن يلتزموا بالقوانين، ويكون هُناك انضباط بحيث يستطيعُ أعضاء مكتب الإرشاد أن يفرضوا قوانين الإنضباط الحزبي على أفراد الجماعة (وخصوصاً في القضايا الماليّة) لن يستطيعوا ذلك مِن دون سَببٍ يُلزمهم وهو (البيعةُ للإمام) الذي اصطلحوا عليه: المُرشد.
وهم بعد وفاة مُرشدهم حسن الهُضيبي، في هذه الفترة لم يُنتخب مُرشد بحسب القَوانين الموجودة عندهم، فاضطّروا أن يفرضوا على أعضاء الجماعة أن يُبايعوا مُرشداً سِرّياً لا وجود له..! لأنّ شيخ مَرزوق لم يكنْ مُرشداً، فقد رفض أن يكون مُرشداً للجماعة حين طلبوا منه ذلك.. كان فقط قائماً مَقام المُرشد، فلا تكون بيعة له؛ لأنّ البيعة تكون للمُرشد فقط.. فماذا يصنع أفراد الجماعة في هذه الحالة؟ الذي صنعوه هو أنّهم خدعوا أتباعهم بأن يُبايعوا مُرشداً سِريّاً..!
هو لا يُوجد مُرشد أساساً.. ولكنّهم يخدعون أتباعهم بأنّ هُناك مُرشداً سِرّياً عليهم أن يُبايعوه..! (هذا الكذب والدجل والخُداع والضحك على الذقون هو ما اصطلحوا عليه بفقه الواقع!) عِلْماً أنّ حسن البنّا هو الذي ثبّتَ لهم القاعدة التالية التي تقول: أنّ مَصلحةَ الجماعة أولى وإنْ كانوا يُخالفون مُعتقداتهم وأحكامهم الشرعيّة..!
وأنا أقول: هذا التفكير (مُبايعة مُرشد سرّي) ألا يقودنا إلى إمامٍ غائب؟ ألا يقودنا إلى ما اصطلحوا عليه بـ(فكرة الإمام المهدي)؟
هذا هو الذي أُردّده دائماً مِن أنّ حسن البنّا تلبّسَ بهذه الفِكْرة، وستتضحُ الفِكرة شيئاً فشيئاً حِينما نسير مع التفاصيل التي هيّأتُها لأعرضها بين أيديكم. هُم يُبايعون إماماً لا وجود له، ولكنّهم يُنكرون الإمام الحقيقيّ الذي هو إمامُنا..!!
العنوان | الطول | روابط | البرنامج | المجموعة | الوثاق |
---|