الحروف المقطعة في القرآن وذكر (عليٌ صراطُ حقّ نُمسكه)
- طول المقطع : 00:07:12
وصف للمقطع
الأمان... يا صاحب الزمان ح 27
مِن أوضح هذه الرموز ما يُصطلح عليه في أجواء القُرآن بالحروف المُقطّعة وهي الحُروف التي تأتي في أوائل السُور.. مثل (ألم – حم – ق – ن – طس…)
● هناك مجموعة الطواسين، وهي السُور التي تبدأ بـ(طس).
● وهناك مجموعة الحواميم وهي السُور التي تبدأ بـ(حم).
● الحروفُ المُقطّعةُ هي مِصداقٌ واضحٌ لِقانون الإشارات.. لِقاعدة الرموز التي تحدّث عنها سيّد الأوصياء وقرأتُ عليكم كلماتِ أمير المؤمنين وكلمات صادق العترة “صلواتُ الله عليهم أجمعين”.
هذه الحروف خُزانةُ أسرار.. ما يُذكَر عنها في أسرارِ نَظْمِها الّلغوي الظاهر هذا هو عُنوانٌ إجماليٌّ لِما هُو مَخزونٌ في بواطنها.. فإنّنا إذا أخذنا هذه الحُروف مِن كُلّ السُور وجمعنا هذهِ الحُروف في مكانٍ واحد وأسقطنا المُتكرّر منها.. إذا أردنا أن نصنعَ منها جُملةً فإنّنا لن نصنعَ جُملةً مُتكاملةً قويّةً في دلالاتها وفي تعبيرها البلاغي إلّا هذه الجُملة (عليٌ صراطُ حقّ نُمسكه) ويُمكن أن تكون (صراطُ عليّ حقٌّ نُمسِكهُ) والمعنى واحد.
حاولت كثيراً أن أُرتّب جملة قويّة أخرى ما استطعت مع أنّني أمتلكُ خُزانةً لغويّةً لا بأس بها، وأمتلكُ اطّلاعاً في العربيّة وآدابها أيضاً لا بأس به، ومع ذلك عجزتُ أن أُرتّب جُملةً صحيحةً كاملةً بمُستوى هذه الجُملة تدلّ على معنى آخر، والله عجزتُ عن ذلك.. وأنتم أيضاً جرّبوا بأنفُسكم.
إنّني أقول: هذا التنسيق الّلغوي لهذهِ الحُروفِ القرآنيّة هو عنوانٌ لِمَضامين أسرارها.. فعَليٌ مَجمعُ الحقائق، وعليٌ الصُورة الحقيقيّة الكونيّة الناطقةُ لهذا الكتاب الصامت. هذهِ الرُموز تُشيرُ مِن بعيد ومِن قَريب إلى هذهِ الحقيقة.. بالنسبة لنا نحنُ نعرف ذلك بالإجمال، أمّا التفصيل يعرفهُ الخواصّ.