الحوار في منطق الكتاب و العترة
  • طول المقطع : 00:11:13
وصف للمقطع

مقطع من برنامج قرٱنهم ح 9
■ القضيّةُ التي أريد أن أثيرها هنا هي: (الحوار)
لستُ مجبوراً على أن أقبلَ حِواراً مع (س) أو (ص).. ولكن ليس مِن حقّي إذا كُنتُ قد وضعتُ نفسي في مَوضعٍ أو في مَقامٍ أو في مَنزلةٍ أحدُ شُؤوناتها "الحوار" أن أمنعَ الحوار.. نعم لي الحُريّةُ ولغيري أن لا أحاور (س) أو (ص) فهذا جزء من حُرّيتي الشخصيّة.. ولكنّني حِين أضعُ نفسي في مَوضع القيادةِ والزعامة، فمحلّ القيادة والزعامة بِحسب ثقافة الكتاب والعِترة يُلزمني أن أفتح باب الحِوار.. وإذا لم أجد مَصلحةً في ذلك، على الأقل أن أكون مُؤدّباً وأن أُقدّم اعتذاراً.
السؤال هُنا:
لماذا مَراجعنا وفُقهاؤنا الذين يَضعون أنفُسهم في مَوضعِ زَعامةِ وقيادة الأمّة، ويضعون أنفسهم نُواباً عن الإمام الحُجّة، لماذا يُغلقون أبواب الحوار وأبواب السؤال في وجوه أشياع أهل البيت..؟! الله سُبحانه وتعالى حِين سأله إبليسُ سؤالاً منطقياً أجابه ورتّب عليه الأثر..!
● الأئمة عليهم السلام كانتْ الشيعة تسألهم عن كُلّ شيء، ويَبحثون عن الدليل ويُناقشون في الدليل.. فلماذا مراجعنا وفقهاؤنا ينهرون الناس إذا ما سألوا عن التفاصيل وعن الحقائق..؟ مع أنّه أحرى بهم أن يُجيبوا. الأئمة مَعصومون، فبإمكان المعصوم أن يقول للسائل إنّني معصوم وما أقوله كامل، أمّا هؤلاء المراجع والفقهاء فهم ليسوا معصومين، يبقى كلامهم مَشكوكاً لابُدّ مِن إثباتهِ.. فلماذا هذا التجبّر في أخلاق علمائنا ومراجعنا بل في أخلاق وكلائهم..؟!
● وكيل بسيط يفرض نفسه طاغوتاً في وجه الشباب المُؤمنين حِين يَسألونه سُؤالاً.. ويَعتبر أنّ سُؤالهم خُروجاً على الدين وخُروجاً على المَرجعيّة..!
ما قيمة المرجع إذا كان الإمام الصادق يسأله القاصي والداني ويُحقّقون مع الإمام الصادق فيما يقول ويبحثون عن الأدلّة والتفاصيل.. فما قيمة المَرجع إذا حتّى تكون لهذا الوكيل قيمة..؟! هذه الظاهرة واضحة جدّاً في المؤسسة الدينية..!
إذا كان الله سُبحانه وتعالى يُحاور إبليس.. فمن هو هذا العالم؟ من هو هذا الفقيه؟ إذا كُنت أيّها الفقيه أو المَرجع جاهلاً أو عاجزاً فلماذا جلستَ في هذا المكان؟ وإذا لم تكن على خُلُقٍ رفيع في الحوار فلماذا جلستَ في هذا المكان..؟!
الأئمة يقولون: مَن جلس في صدْر المَجلس لابُدّ أن يُجيب حِين يُسأل ولابُدّ أن يُعطي المَشورةَ حِين يُستشار.. إذا لم يكن كذلك وأُهين فلا يلومَنّ إلّا نفسه. الذي يجلس في صدْر المجلس، لابُدّ أنّه يدّعي أنّه بقدر هذا المجلس.. فحينما يُسأل، لابُدّ أن يكون قادراً على إجابةِ أغلب ما يُسأل عنه.
أمّا إذا لم يكن قادراً على الإجابة ولم يكن قادراً على أن يُشير بالرأي السديد، ولم يكن قادراً على إدارة هذا المَجلس، فلماذا يجلسُ في صدر المجلس؟! والقضيّةُ هي القضيّة في المقاماتِ والمناصب والزعامة، فمن جعلَ نفسهُ نائباً عن الإمام الحُجّة، فعليهِ أن يُجيب على أسئلة شِيعةِ مَن يدّعي أنّه ينوب عنه.. ومِن حقّهم أنّ يسألوا.
● مثلما يأمر النبي والأئمة فقالوا للشيعي: سَلْ عن دينكَ حتّى يُقال عنكَ مجنون.. فمثلما أمرَ النبيّ الأُمّة هكذا.. فواجبُ على الذي يجلس في مَجلس النبي أن يُجيب على أسئلة هؤلاء المَجانين. الأئمة "صلواتُ الله عليهم" كان الناسُ يسألونهم ويُناقشونهم في كُلّ التفاصيل.
● قول الرواية: (فأوَّل ما سألَ البقاء إلى يوم الدين، فقال الله: قد أعطيتُك) الله تعالى أعطاه ما طلب، لأنّ هذا العطاء يتناسب مع عمل إبليس الذي كان قد صَدَر منه فيما سلف.

المجموع :2701