يازهراء

مقطع من برنامج قرٱنهم ح 6
■ لنا وجودٌ في عالم القَلَم والّلوح، وهُناك أيضاً خَلْقٌ وتصوير.. {ن والقلم وما يسطرون} ونُون في أحاديث أهل البيت مِن أسماء رسول الله "صلّى الله عليه وآله"
(ن) عُنوانٌ ورمزٌ للحقيقة المُحمّدية، وأمّا القَلَمُ فهو عنوانٌ لِعليّ.
(ن) في لُغة العرب إذا أخذناها كلمةً ولفظاً، فإنّ النون في لغة العرب هي المِحبرة، والقَلَم وسيلة الكتابة الذي يَستمدُّ قُدرته على التَصوير مِن مِداد هذهِ المِحْبرة، فهما لا يَنفكّان عن بعضهما.
فصُورتنا في المِداد، وحَقيقتنا في المِداد، وخِلْقَتُنا في المِداد، ولكن إذا نَظرنا إلى الأمْر بحَسب قانون تَعدّد الحَيثيات: فنحنُ في عَالم النُون مَخلوقون، وفي عالم القَلَم (أي عالم الّلوح المحفوظ) مُصوّرون، والعَوالم التي سَبقتْ هذا العَالم لا تَنتهي، فقبل عالمكم هذا اثنا عشر ألف ألف عالم كما تقول كلماتهم الشريفة "عليهم السلام"
● القَلَم والّلوح المَحفوظ هذهِ عناوين للحَقيقة العَلَوية، ومِن هُناك بَدأتْ تفاصيل الوجود.. هَكذا حَدّثتنا رواياتهم وكلماتهم الشريفة.. وإنّني إذْ أتحدّث عن الحقيقة المُحمّدية وعَن الحقيقةِ العَلَوية إنّني أتحدّث عن الإسم الأعظم الذي خَلَقه سُبحانه وتعالى فاستقرّ في ظِلّه فَلا يَخرج منه إلى غيره، وبعد ذلك أشرقت منه الأسماء الحُسنى ومِن الأسماء الحُسنى أشرق كلّ شيء.
■ ولنا خَلْقٌ وتصويرٌ في عَالم الذرّ بِحسب ما اصطُلِح عليه في الثقافة الشيعية وإلّا فهذا المُصطلح (عالم الذر) ليس مَنحوتاً في الروايات، إنّما جاء فقط ذكر الذرّ كما مرّت علينا الرواية السابقة. فأخرَجَنا مِن ظَهر أبينا آدم بصُورة الذر (في مرحلة تصوير) وحين كُنّا في ظَهر أبينا آدم كُنّا في مرحلة (الخَلْق).. وهكذا في أصلاب آبائنا في مرحلة خَلْق، وفي أرحام أُمّهاتنا في مرحلة تصوير.
فنحنُ نمرّ بمراحل عديدة، ولا ينحصر الكلام عند هذا فقط.. فهناك الصُوَر الحقيقية التي وراء هذهِ المَحسوسات، وهناك الصور التي سنُحشَرُ عليها، وهناك الصُور التي سيطرأ ما يَطرأ عليها مِن تغيير وتطهير حينما نُغسَل في ماء الحيوان قبل الدخول إلى الجنان.. وحينما يُنزَع الغِلّ مِن الصدور.. ونزعُ الغِلّ مِن الصدور هذه إشارات تتحدّث عن مراحل خَلْقٍ ومراحل تصوير..