يازهراء

في الجزء التاسعِ والتسعين من (بحار الأنوار) للمجلسي/ طبعة دارِ إحياء التراث العربي/ بيروت/ لبنان/ الصفحةِ الرابعةِ والخمسين/ ممَّا جاء في الزيارةِ الجواديةِ الشريفةِ المرويةِ عن إمامنا أبي جعفرٍ الجواد صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، نزورُ بها إمامنا الرِّضا صلواتٌ وسلامٌ على أنيس النفوس، هكذا نقرأ في هذهِ الزيارةِ الشريفة: السَّلَامُ عَلَى مَن لَم يَقْطَع اللهُ عَنْهُم صَلَوَاتِهِ فِي آنَاءِ السَّاعَات، وَبِهِم سَكَنَت السَّوَاكِنُ وَتَحَرَّكَت الـمُتَحَرِّكَات - أنا لا أريدُ أن أقفَ طويلاً عندَ هذهِ العبائر الشريفة لكنَّني آخذُ منها لقطةً هي حاجتي من إيرادها ومن ذكرها بينَ أيديكم.

الزيارةُ هكذا تقول من أنَّ صلوات اللهِ تترى عليهم في آناء الساعات، يعني في كُلِّ جزءٍ من أجزاء الساعةِ وليسَ هُناكَ من تحديدٍ لهذا الجُزء، حتَّى إذا أردنا نُجزئ الثانية مثلما يُجزّئها علماءُ الليزر إلى ملياراتٍ من الأجزاء في زماننا فذلكَ يُعدُّ شيئاً لا قيمةَ لهُ إلى هذهِ الآناء، مُرادي لا قيمةَ لهُ تُعدُّ تلكَ الأجزاءُ كبيرةً وكبيرةً جِدَّاً بالقياسِ إلى الَّذي تتحدَّثُ عنهُ هذهِ الزيارةُ الشريفة، وحدةُ القياس هنا التجلّي، والتجلّي لا يُقاسُ بزمانٍ ولا يُقاسُ بمكان، مهما تصوَّرنا صِغرَ الأجزاءِ من الوقتِ فإنَّ التجلّي لا يُقاسُ بها، الوقتُ شيءٌ والتجلّي شيءٌ آخر.

صورةُ أخرى ونحنُ نُسلِّم عليهم: السَّلَامُ عَلَى شُهُور الحَوْلِ وَعَدَدِ السَّاعَات وَحُروفِ لَا إِلَه إِلَّا اللهُ فِي الرُّقُومِ الـمُسَطَّرَات - هذهِ صورةٌ مرتبطةٌ بأفنيتهم، وصورةٌ أخرى إنَّهم هُم عددُ السَّاعات.